يعلم الصغير قبل الكبير الاختلاف بين الإسلاميين وبين الشيوعيين واليساريين، وبالتحديد التضاد بين السلفيين وحزب التجمع، والمعارك الفكرية بينهما، ففى بعض الأوقات وصف أحد القيادات السلفية حزب التجمع بأنه قائم على أساس الابتعاد عن الدين، ووصف أحد القيادات السلفية البارز الدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع بأنه شخصية حاقدة على الإسلام، كما يرى فريق من السلفيين أن حزب التجمع تحالف مع نظام حسنى مبارك ضد كل الإسلاميين بهدف حصارهم سياسيا ومنع أى تعاون معهم، وفى المقابل أيضا تجد هجوم حزب التجمع على الإسلاميين، وبياناته التى تصف قوى الإسلام السياسى بأنها تتاجر بشريعة الله لتحقيق مآرب سياسية. التضاد بين حزب التجمع والسلفيين فى أمور كثيرة ليست فى المواقف السياسية فقط إنما أيضا فى المبادئ، فتجد أن أهم مبادئ الشيوعيين هو الحفاظ على دولة رعاية قوية قادرة على حماية المواطنين من الاستغلال الاقتصادى، وتداول السلطة بشكل سلمى، والتضامن بين الشعوب العربية وأن تكون مصر خالية من كل أشكال التبعية للإمبريالية الغربية، بينما تجد أن أبرز مبادئ السلفيين الحكم بالشريعة الإسلامية. ورغم الاختلاف القائم بين التيارين «الشيوعى والسلفى» فإن تأييد المشير عبدالفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة المقبلة جمعهم، وهذا الأمر يمكن وصفه بالحدث الجلل الذى يجمع تيارين دائما على خلاف مع بعض. حزب التجمع أعلن صراحة دعمه للمشير عبدالفتاح السيسى فى انتخابات الرئاسة وأصدر بيانا رسميا أكد أنه سيدعم السيسى كل الدعم فى حملته الانتخابية والمساندة فى بناء مؤسسات حكم تعتمد على الكفاءات وأقصى درجة من الشفافية فى إدارتها. وتعهد الحزب بأنه سيظل مدافعا عن الحريات بجميع أنواعها وحق الفقراء فى العيش الكريم والعمل والأجر العادل والسكن وتعليم حقيقى وعلاج مجانى ومحاربة الفساد، وأوضح الحزب دعمه المشير السيسى فى خوضه الانتخابات الرئاسية المنتظرة، حفاظا على الدولة المصرية من أعداء الداخل والخارج، وفى هذا الصدد قال سيد عبدالعال رئيس الحزب: «التجمع لم يدعم السيسى بسبب الارتباط الفكرى أو الأيديولوجى، ولكن من أجل الحفاظ على الدولة ووحدتها من أعداء الخارج المتمثلين فى تركيا وقطر، بالتنسيق مع المخابرات الأمريكية والإسرائيلية»، مشيرا إلى أن السيسى جدد التزامه بالدستور وانحيازه ل30 يونيو وأيضا ثوار 25 يناير، وأكد أن ترشحه يعبر بصدق عن الاستجابة لكل الجهود المبذولة من أجل حماية الدولة الوطنية المدنية الديمقراطية. أما على الجانب السلفى فرغم عدم إعلان الدعوة السلفية - الكيان السلفى الأكبر - رسميا دعمها للمشير السيسى فى انتخابات الرئاسة فإن جميع المؤشرات تؤكد أنها ستدعمه بكل قوة فى الانتخابات المقبلة وستكون سندا له. ومن المؤشرات التى تدل على ذلك تصريحات بعض القيادات السلفية مثل الشيخ ياسر برهامى نائب رئيس الدعوة السلفية الذى يرى أن «السيسى» شخصية متدينة، ووصف أيضا الدكتور يونس مخيون رئيس حزب النور «السيسى» بأنه رجل ذو خلق، ليس هذا فحسب فبعض أبناء التيار السلفى صرحوا بأنهم ليس لديهم مانع فى دعم شخصية لديها خلفية عسكرية. لم يكن التيار السلفى فقط المختلف مع الشيوعيين الذى سيدعم «السيسى»، فهناك كيانات أخرى تنتمى للتيار الإسلامى أعلنت تأييدها للمشير، فعلى سبيل المثل هناك قيادات كانت منتمية للتنظيم الجهادى وحملوا السلاح ضد الدولة، ومنشقين عن جماعة الإخوان أعلنوا مبايعتهم ل«السيسى رئيسا لمصر» وقد أصدروا بيانا مشتركا أكدوا فيه أن المشير عبدالفتاح السيسى استوفى كل شروط الإمامة المجمع عليها من علماء الأمة من الناحية الشرعية، ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل طالبوا جموع الشعب المصرى بالاستعداد للنزول إلى جميع ميادين مصر لمبايعة السيسى ليكون رئيسا لمصر دون إجراء انتخابات رئاسية. كما قالوا: «تعطشت مصر ولسنوات طويلة إلى زعيم وطنى يقود البلاد، وليس إلى رئيس يديرها، وقد أفرزت موجات الغضب التى تولدت عقب تنصيب الدكتور محمد مرسى من خلال انتخابات مشكوك فى صحتها، وقد سعى الشعب إلى إيجاد هذا الزعيم والالتفاف حول وزير الدفاع، وتتابعت الأيام والشهور حتى جاء يوم 26 يونيو، الذى أعلن فيه ميلاد زعيم مصر الجديد، زعيم خرج من رحم الثورة وراهن عليه الشعب، ووثق الزعيم بشعبه، ولأن كليهما يعلم قدر الآخر فقد ربح الشعب زعيما طال انتظاره، وربح الزعيم شعبا مفتونا به، وتناغم الطرفان ليصبحا جسدا واحدا على قلب رجل واحد، من أجل إعلاء مصلحة الوطن». وأضافوا: «وقد أثبتت الأشهر الماضية ودون مجال للشك أننا قد استرجعنا مصرنا الحبيبة وأعيدت إلينا وطنيتنا وغيرتنا على بلدنا، فقد تعلمنا من الزعيم فى بضعة أشهر معنى الانتماء والعطاء لمصر»، وفوجئنا بأن القائد قد تغلغل فى قلوب ملايين المصريين وتربع على عروشها، وأضحى أمل الأطفال والشباب والشيوخ، وحديث المقاهى والمنازل، لأنه هو صاحب الإنجاز الجلل الذى هز العالم بأسره وأبطل مخططات عديدة، مضيفين: «ارتأى الشعب قيامة بمبايعة المشير عبدالفتاح السيسى قائدا لمصر، ونحن نعلن من منطلق إيماننا بقائدنا وشعبنا مبايعتنا للسيسى رئيسا للبلاد، فإنه من الناحية الشرعية استوفى المشير كل شروط الإمامة المجمع عليها من علماء الأمة، فهو القوى الأمين الحصيف القادر على قيادة البلاد دون أطماع أو أحقاد، ودون ظلم للعباد أو تقصير فى المهام».