نظّم منتدى الحوار بمكتبة الإسكندرية أمس ندوة بعنوان "تعريب العلوم"، تحدث فيها كل من الدكتور محمد أبو الغار، أستاذ أمراض النساء والتوليد، بكلية الطب جامعة القاهرة، والدكتور محمد الحملاوى، أستاذ هندسة اللغة بجامعة الأزهر وأمين عام الجمعية المصرية لتعريب العلوم، وأدار الحوار الدكتور أشرف فراج، عميد كلية الآداب، جامعة الإسكندرية. أكد الدكتور أشرف فراج فى بداية الندوة أن هناك عددا كبيرا من العلماء والمثقفين المعارضين لفكرة تعريب العلوم، وهم يستندون فى أفكارهم على أن الترجمة لها عدد كبير من المحاذير. وقال الدكتور محمد الحملاوى فى كلمته إن تعليم العلوم باللغة الإنجليزية فى المدارس والجامعات المصرية لم يقدم أى إضافة إيجابية لتقدم مستوى العلوم فى مصر، مؤكداً على ضرورة وجود لغة موحدة وبوتقة واحدة تصب فيها كافة مجالات ومناشط الحياة، حتى نضع أنفسنا على بداية طريق التقدم والتنمية. وأكد أن الدراسات التى أجريت على طلبة المدارس المصرية أظهرت تفوق الطلبة الدارسين باللغة العربية على الدارسين باللغة الإنجليزية، وأضاف أن الدراسات التى أجريت على طلبة الكليات العلمية بالجامعات المصرية أظهرت أن دارسى العلوم باللغة العربية فى المرحلة الإعدادية والثانوية حققوا نتائج أفضل من دارسى العلوم باللغة الإنجليزية. وأوضح الحملاوى أن الإحصاءات تشير إلى أن نسبة التحصيل والاستيعاب للعلوم يأتى فى صالح التدريس باللغة العربية بنسبة 66%، وأشار إلى أن اللغة العربية تعد ثامن لغة مستخدمة على الإنترنت فى العالم وهى تشغل أكبر معدل نمو للغات على الإنترنت، وبذلك يسير الإنترنت فى صالح قضية التعريب. وفى كلمته، قال الدكتور محمد أبو الغار إن المشكلة تكمن فى وجود إهمال شديد فى تعليم اللغة العربية فى المدارس المصرية، مؤكداً أن معظم المصريين لا يتقنون اللغة العربية لا كلاماً ولا كتابةً، خاصة مع وجود اللغة العربية الفصحى وهى لغة القراءة والكتابة وليست لغة التعامل اليومى. وأكد أبو الغار على أن دراسة العلوم باللغة العربية فى الجامعات سوف يزيد من صعوبة التدريس ويؤدى إلى تخلف الأطباء عن مواكبة التطورات العلمية التى تتطور سريعاً، كما أن تعريب العلوم سيفقد الأطباء فرص العمل فى الخارج وسيتطلب تكلفة مادية هائلة لن تقوى عليها معظم الدول وأشار إلى أن تعريب العلوم لن يساهم بنتائج إيجابية لتقدم مستوى العلوم فى العالم العربى، فهى آلية تتطلب جهد ووقت هائل دون أن تسهم إسهاماً فعالاً فى تحسين قضايا التعليم أو المواطنة على سبيل المثال.