للمرة الأولى، فى تاريخ كرة القدم، منذ اخترعها الإنجليز فى النصف الثانى من القرن قبل الماضى، نجد جماهيرًا تحتفل بفوز منتخبها أو فريقها قبل أن يلعب المباراة. كان هذا حال الجماهير المصرية، قبل ساعات من انطلاق مباراة مصر والجزائر، والتى انتهت بفوز الفراعنة بهدفين دون رد، لتؤجل تحديد المنتخب المتأهل إلى مونديال 2010 أربعة أيام أُخر. الجماهير، التى اكتست، رجالاً ونساءً بألوان علم مصر "الأحمر والأبيض والأسود"، انطلقت منذ الصباح الباكر تحتفل بإنجاز لم يتحقق بعد، ملأت شوارع العاصمة قبل المباراة، وأخذت تحتفل ب"النصر"، وتغنى وترقص فى "مظاهرة حب" كادت تتحول إلى "مناحة" و"كابوس" لولا رأسية متعب فى الدقيقة الخامسة من الوقت بدل الضائع، والتى جددت الأمل فى قلوب 80 مليون مصرى. احتفال الجماهير قبل المباراة، رغم حرارته وحماسته، إلا أنه كان كنقطة فى بحر، إذا ما قورن بما فعلته الجماهير نفسها عقب إطلاق الجنوب إفريقى جيرمون ديمون، صافرة انتهاء المباراة مُعلنًا فوز الفراعنة بهدفين نظيفين. الأيادى تشابكت، والقلوب تعانقت، والدموع تزايدت، و القاهرة تزينت، لانتصار معنوى يُمهد الطريق لانتصار آخر أكبر وأقوى تنتظره الجماهير المصرية بعد أربعة أيام. أبرز مظاهر احتفال "ما بعد النصر"، كان ابتكار الجماهير المصرية لبعض الشعارات والهتافات الجديدة رددتها بصورة جماعية عقب انتهاء المباراة، وأثناء تجولها فى الشوارع أبرزها كان .."سعدان ياسعدان.. هانوريك فى السودان"، بالإضافة إلى الأغانى التقليدية التى صاحبتها أصوات "الصواريخ" و"الألعاب النارية" التى زينت سماء القاهرة. الاحتفالات، يُتوقع أن تستمر حتى يوم الأربعاء حين يلتقى المنتخبان المصرى والجزائرى مرة أخرى فى أم درمان بالسودان، فى المباراة الفاصلة.