أثار البلاغ الذى قدمته مؤسسة الهلالى للحريات، للنائب العام ضد الدكتور أحمد مجاهد رئيس هيئة قصور الثقافة ذكرى 5 سبتمبر الحزينة، فعندما يتبادر إلى الذهن هذا التاريخ تتعاقب على الذاكرة مشاهد حريق قصر ثقافة بنى سويف الذى شكل صدمة قاسية على قلوب مثقفى مصر وفنانيها، وكانت المؤسسة قد طابت بالتحقيق فيما وصفته بالتحايل والامتناع عن تنفيذ حكم المحكمة التأديبية، التى قضت بعزل السيد مجدى شلبى مدير عام أمن الهيئة العامة لقصور الثقافة لمسئوليته هو وآخرون عن حريق مسرح بنى سويف، الذى راح ضحيته أكثر من خمسين شهيدا من المسرحيين والمثقفين المصريين كانوا يشاهدون مسرحية، فالتهمتهم النيران، كانت قاعة الفنون التشكيلية الملحقة بمبنى قصر ثقافة بنى سويف مكتظة بالمتفرجين الذين كانوا يعيشون للفن ويحلمون بقدرته على التغيير والرقى والتحضر، فأحاطتهم النيران منهم من أصيب ومنهم من مات ومنهم من نجا، مضت الأيام والمحاكمات والقرارات والاعتراضات، وبقت الذكرى تؤلم أهالى الضحايا وأصدقاءهم وتمثل لهم شبحا للخوف من الأمل والفن. "من منا" كان هذا اسم المسرحية التى يشاهدونها وكان الفرح والانتشاء بالفن يملأ أعضاء فرقة نادى مسرح طامية بالفيوم وهم يتلقون التحية من الجمهور بعد انتهاء العرض المسرحى، شب الحريق فأتى على كل ما ومن فى تلك القاعة وأدى، إلى مقتل وإصابة أكثر من 77 فنانا. بعد الحادث مباشرة قدم السيد وزير الثقافة استقالته ولكن الرئيس مبارك رفض استقالته، الأمر الذى صعد الأزمة بالنسبة للرأى العام والمثقفين فكتب وقتها الشاعر أحمد عبد المعطى حجازى مقالا بالأهرام حمل عنوان: ليس قضاء وقدر قال فيه "لم يحدث من قبل أن تشابه القتل الخطأ والقتل العمد كما تشابها فى الحريق الذى شب بمسرح بنى سويف" متهما الوزير ضمنا بالإهمال وبالمسئولية الكاملة عن الحادث، وتشكلت جماعة 5 سبتمبر التى تقول عن نفسها "جماعة ولدت فى هذا اليوم المشئوم، وسط رائحة دخان الموت"، قررنا أن نكوّن لجنة لتقصى الحقائق، حتى يحاسب المسئولون عما حدث، الذين تسبب إهمالهم فى تحويل خطأ إلى كارثة مروّعة". وفى يوم 30 يناير من العام نفسه أحال المستشار ماهر عبد الواحد النائب العام إحالة الدكتور مصطفى علوى رئيس هيئة قصور الثقافة السابق وسبعة من المسئولين عن قصور الثقافة فى بنى سويف للمحاكمة الجنائية أمام محكمة جنح بنى سويف لاتهامهم بالقتل الخطأ. تضمن قرار الاتهام إخلالهم بواجبات وظيفتهم وتسببهم خطأ فى مقتل 50 شخصاً وإصابة 17 آخرين وعدم اتباعهم للقوانين واللوائح والسماح بإقامة عرض مسرحى بقاعة لا يتوافر فيها الحد الأدنى فى المواصفات القياسية والفنية ووسائل الأمن والسلامة والصحة المهنية واحتواؤها على مواد قابلة غير مسموح بها، مما تسبب فى اندلاع النيران أثر سقوط شمعة. إلا أن المحكمة قضت ببراءة كل من د.مصطفى علوى محمد سيف رئيس هيئة قصور الثقافة سابقا ومصطفى مصطفى محمد المعاذ رئيس الإدارة المركزية للشئون الفنية لهيئة قصور الثقافة ومحمد سامى طه العزب مدير إدارة المسرح بالهيئة العامة لقصور الثقافة وممدوح كامل أحمد محمد رئيس الإدارة المركزية لإقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد وبرفض الدعوى المدنية للمتهمين الأوائل. كما قضت المحكمة بمعاقبة كل من عادل فراج مصطفى فراج مدير عام فرع ثقافة بنى سويف بالسجن لمدة 3 سنوات والمتهم السادس بهجت جابر محمد القبارى مدير قصر الثقافة بالسجن لمدة عامين ومعاقبة كل من المتهم السابع سمير عبدالحميد حامد رئيس قسم المسرح بقصر الثقافة، والمتهم الثامن رجب عبدالله محمد عطوة أخصائى أمن بقصر الثقافة بالحبس سنة مع الشغل. وعاقبت أيضا المتهمين الخامس والسادس بالحبس شهر آخر لأنهما تسببا خطأ فى مقتل 52 شخصا وإصابة 17 آخرين بالحريق وإتلاف المال العام ولعدم توافر الاشتراطات الأمنية أثناء العرض.