صميدة عبدالحميد تجاوز ال58 بقليل، إلا أنه اعتاد ألا يملك قوت يومه أبداً، يجلس كل يوم على الرصيف فى الصيف والشتاء، وأمامه الشاكوش والأجنة والأزميل، فى انتظار من يأتى ليبشره بوجود «شغلانة»، يقول: أنا أب لأربع بنات وولدين، وجيت من المنيا على أمل أسد جوع العيال، بس انطحنت فى الزحمة فى مصر، ونفسى أرجع بلدنا بس يكون معايا على الأقل 10 آلاف جنيه، أفتح بيهم مشروع استرزق منه وأأكل العيال. إنت سيبت المنيا من زمان؟ - من 15 سنة، وأنا زى ما أنا، اشتغلت كل الشغلانات، فى محل ميكانيكى، وفى الصرف الصحى، واشتغلت كمان نشّال. وهيه دى شغلانة؟ - لأ طبعاً، بس الحلال منفعش، أعمل إيه، بس والله أنا تبت وهيه كانت مرّة، العيال قعدوا شهور من غير ولا جنيه، بس الحال نايم دلوقت، وآدينا بننام 10 فى أوضة، وبالنهار قاعدين ع الرصيف، كل ما أقول ح تفرج، الدنيا تدينى ضهرها، ومش عارف آخرتها إيه، وكل أملى أجوز بناتى وأموت وسط ولادى. لمعلوماتك... 700 ألف مثل صميدة عمال تراحيل بلا أى ضمانات، لا يعملون بشكل منتظم، فى قطاع البناء، ويتعرضون للبطالة وهم خارج أى نظام تأمينى صحى أو اجتماعى.