وجه قيادى متشدد يعتقد أنه يتزعم حالياً ما يعرف ب"تنظيم القاعدة فى الجزيرة العربية" يدعى محمد عبد الرحمن الراشد، انتقادات شديدة إلى إيران والشيعة فى كل الدول العربية بشكل عام، معتبراً إياهم "العدو الأول" بعد الدول الغربية، كما ندد بالسياسة السعودية، متوعداً الرياض بهجمات دامية، على غرار محاولة اغتيال نائب وزير الداخلية. وبرز فى تسجيل منسوب للراشد رفضه التقارير التى تربط تنظيمه بطهران، إلى جانب التنديد بما يقوم به المسلحون الحوثيون الشيعة فى اليمن، فى توقيت تزامن مع إصدار زعيم المسلحين، عبد الملك الحوثى، لتسجيل مماثل، ينفى فيه صلة الحوثيين بالقاعدة، رداً على اتهامات ساقتها الرياض لهم. وقال الراشد، فى التسجيل الذى بثته شبكة راصد الإخبارية: "أقول لأمة الإسلام إن عدوكم الأول هم الصليبيون من الأمريكان وحلف شمال الأطلسي.. ثم يأتى من بعدهم الخطر القادم والذى كان له الدور الكبير والباع الطويل فى دخول الأمريكان أفغانستان والعراق.. ألا وهم الروافض" (التسمية التى تعتمدها القاعدة للشيعة). واتهم الراشد الأحزاب الشيعية فى العراق بتنفيذ عمليات تصفية واغتصاب ضد السكان السنة، كما أشاد بزعيم القاعدة السابق فى العراق، أبو مصعب الزرقاوى، الذى قتل بغارة أمريكية عام 2006. وقالت الشبكة إن الراشد لم يكتف بالحديث عن دور الشيعة فى العراق، بل ذكر تحركاتهم فى لبنان عبر حزب الله، كما هاجم النظام السورى الذى وصفه ب"النصيرية العلوية" متهماً إياه ب"التسلط على أهل السنة فى سوريا". وانتقل الراشد بعد ذلك لمهاجمة النظام السعودى الذى وصفه ب"العدو الداخلى والخنجر المسموم فى نحر الأمة". ووجه تهديدات شديدة له بالقول: "لقد حان الوقت أن يذوقوا ما ذاق إخواننا وحان وقت القصاص، وانطلقت الرصاصة الأولى والرسالة المدونة بالدم المزخرفة بالأشلاء هى بداية نهاية هؤلاء الطواغيت وهى برهان للأمة على أن الوصول إليهم لا يحتاج كثيرا من العناء،" فى إشارة إلى العملية الانتحارية التى كادت أن تودى بحياة نائب وزير الداخلية، الأمير محمد بن نايف. وبرز فى رسالة الراشد تطرقه إلى الصراع الدائر بين اليمن والسعودية من جهة، وبين الحوثيين من جهة أخرى، قائلا بأن لهم أطماعا فى اليمن والكويت والبحرين والقطيف، ويسعون لتحقيق مطالبهم بالقوة، وتساندهم فى ذلك "إيران الفارسية". كما رفض التقارير التى تشير إلى تعاون القاعدة مع إيران: "فإلى متى يا أهل السنة وأنتم فى سُباتكم تعلقون آمالكم فى حكام المنطقة وتنطلى عليكم أكاذيبهم بأن المجاهدين عملاء لإيران؟ فإنا نبرأ إلى الله من ذلك، بل ندعو الأمة للوقوف معهم بكل ما تستطيع ضد الخطر الداهم عليها من إيران ومن على ملتهم من روافض المنطقة". وتزامن بيان الراشد مع بيان مماثل صدر من الجانب الآخر للصراع، على لسان زعيم المسلحين اليمنيين الشيعة، عبدالملك بدر الدين الحوثى، الذى كان يرد على تقارير سعودية تحدثت عن تعاون بين جماعته وبين تنظيم القاعدة. واعتبر الحوثي، فى تسجيل صوتى بثه موقع المنبر التابع للحوثيين، تنظيم القاعدة "أداة فى يد الاستخبارات الأمريكية،" نافيا أن يكون للتنظيم أى علاقة بجماعة الحوثيين، ومؤكدا على "الاختلاف المنهجى" بين التنظيمين. وحمل الحوثى على قيادات القاعدة، قائلا إن "حال رموز هذا التنظيم بارتباطهم الاستخباراتى لم تتغير عما كانت عليه فى أفغانستان أيام الاتحاد السوفيتى، إلا شكليا فى طبيعة الأدوار الموكلة إليهم بما يخدم المشاريع الصهيونية والغربية ويضرب العالم الإسلامى".