سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
طبول الحرب الباردة تدق أبواب العالم من جديد.. مناوشات كلامية شرسة بين واشنطن وموسكو بسبب أزمة أوكرانيا.. أوباما: روسيا تنتهك القانون الدولى.. والكرملين: بوتين أكد حق بلاده فى حماية مصالحها
يبدو أن طبول الحرب الباردة بدأت تدق أبواب العالم من جديد، بسبب إقدام روسيا على الدفع بقوات عسكرية إلى جزيرة القرم، وذلك على خلفية عزل الرئيس الأوكرانى المخلوع فيكتور يانوكوفيتش، إضافة إلى أبواق التحذيرات الكلامية التى تنتهجها إدارة الولاياتالمتحدةالأمريكية تجاه الدب الروسى، لإثنائه عن أى تصعيد عسكرى بوارسو. ومن جانبه، أجرى الرئيس الأمريكى باراك أوباما اتصالا هاتفيا بالرئيس الروسى فلاديمير بوتن استغرق تسعين دقيقة، أعرب خلاله أوباما عن قلقه البالغ إزاء انتهاك روسيا الواضح لسيادة أوكرانيا وسلامة أراضيها، وهو ما اعتبره الرئيس الأمريكى انتهاكا للقانون الدولى بما فى ذلك التزام روسيا بميثاق الأممالمتحدة واتفاقية القواعد العسكرية المبرمة مع أوكرانيا عام 1997. وأعلن البيت الأبيض أول أمس السبت أن الرئيس أوباما طالب خلال الاتصال الهاتفى روسيا بالعمل على عدم التصعيد من خلال سحب قواتها إلى قواعدها فى شبه جزيرة القرم التى تتمتع بحكم ذاتى وتجنب التدخل فى أى مكان آخر من أوكرانيا. وقال أوباما إن الولاياتالمتحدة تعترف بالعلاقات التاريخية والثقافية التى تربط بين روسياوأوكرانيا، والحاجة إلى حماية حقوق الجماعات العرقية الروسية والأقليات الموجودة فى أوكرانيا. وأوضح أوباما للرئيس الروسى أن الدخول فى حوار مباشر مع الحكومة الأوكرانية وإرسال المراقبين الدوليين تحت إشراف الأممالمتحدة أو منظمة الأمن والتعاون فى أوروبا، هو السبيل المناسب لمعالجة أى قلق روسى إزاء معاملة الروس والأقليات فى أوكرانيا. من جانبها ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" أن شبح الحرب الباردة يعود، فبدافع من الأزمة السياسية فى أوكرانيا، يدعو بعض المحافظين الرئيس الأمريكى باراك أوباما للوقوف فى وجه فلاديمير بوتين، فى تقليد كبير للرؤساء الأمريكيين السابقين الذين واجهوا القادة السوفيت، بدءًا من جوزيف ستالين، حتى ميخائيل ورباتشوف. وتضيف أن الرئيس أوباما يمكنه منع حرب أهلية فى أوروبا الشرقية إذا أقر فى النهاية، بعداء نظيره الروسى فلاديمير بوتين لأوروبا حرة وديمقراطية، وأخبر المحتجون الأوكرانييون أن واشنطن تقف بجانبهم. وتوضح الصحيفة، أن مثل هذا الشعور يستحضر كلمة الرئيس الأسبق جون كيندى أمام حشد فى غرب برلين عام 1963 أو سلفه رونالد ريجان خلال زيارته لألمانيا الغربية عام 1987 عندما حث السوفيت على "هدم سور برلين". وتؤكد نيويورك تايمز أن مزيدا من أصداء الحرب الباردة ظهرت فى التقارير الأخيرة الخاصة بأن روسيا قد انتهكت اتفاقات الأسلحة النووية التى يعود تاريخها إلى عهد ريجان، وكذلك فى الردود المنزعجة حيال أنباء عن اتجاه وزير الدفاع تشاك هاجل للحد من حجم الجيش الأمريكى إلى مستوى لم نشهده منذ الحرب العالمية الثانية. وحذَّر جون كيرى، وزير الخارجية الأمريكى، روسيا، بأنها قد تخسر عضويتها فى مجموعة الدول الثمانى للدول المتقدمة، بسبب إرسالها قوات إلى منطقة القرم فى أوكرانيا. وحذر كيرى الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، من أنه قد يخسر "انعقاد قمة مجموعة الثمانى فى سوتشى، وقد لا يبقى حتى فى مجموعة الثمانى إذا استمر ذلك، وقد يجد نفسه وقد جمدت أرصدة الشركات الروسية، وقد تنسحب الشركات الأمريكية، وقد يتعرض الروبل إلى مزيد من الانخفاض". وأشار كيرى إلى أن روسيا ما زالت لديها "مجموعة سليمة من الخيارات" يمكن أن تستخدمها لنزع فتيل الأزمة، وأضاف أن دول مجموعة الثمانى وبعض الدول الأخرى "مستعدة للذهاب إلى أقصى مدى لعزل روسيا". وفى تصعيد جديد من قبل موسكو أعلن الكرملين الروسى أن الرئيس فلاديمير بوتين أبلغ نظيره الأمريكى باراك أوباما هاتفيا بأن موسكو تحتفظ بحق حماية مصالحها ومصالح الناطقين بالروسية فى أوكرانيا، وأضاف الكرملين فى بيان نشر على الإنترنت أن أوباما أبدى قلقه إزاء احتمال التدخل العسكرى الروسى فى أوكرانيا. وقال البيان "ردا على هذه المخاوف التى أبداها أوباما بشأن خطط احتمال استخدام القوات المسلحة الروسية على أراضى أوكرانيا لفت بوتين الانتباه إلى الأعمال الاستفزازية والإجرامية من قبل القوميين المتطرفين، التى تشجعها بشكل أساسى السلطات الحالية فى كييف. أكد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين وجود تهديدات حقيقية لحياة وصحة المواطنين الروس والرفاق فى الأراضى الأوكرانية، مشددا على أنه إذا انتشر العنف بشكل أكبر فى المناطق الشرقية من أوكرانيا، وتحتفظ روسيا بحق حماية مصالحها ومصالح الناطقين بالروسية الذين يعيشون هناك. وصعد وزير الخارجية الأمريكى جون كيرى من لهجته تجاه روسيا، أمس الأحد، حيث هدد بتوقيع عقوبات على روسيا ومنها عقوبات اقتصادية وحظر سفر، بسبب التحركات الروسية فى جمهورية القرم ذاتية الحكم والتابعة لأوكرانيا. وفى مقابلة مع قناة "سى أن أن" الأمريكية، قال كيرى اليوم، إن تصرف الرئيس الروسى فلاديمير بوتين فى القرم "عمل عدوانى لا يصدق" ويمكن أن تكون له عواقب وخيمة للغاية. وأوضح الوزير أن كل الخيارات مطروحة على الطاولة، وفى رده على سؤال حول ما إذا كانت هذه الخيارات تتضمن عقوبات محددة، أجاب كيرى: ب"القطع". وأضاف الوزير الأمريكى أن هناك إمكانية واضحة لمقاطعة اجتماع لمجموعة دول الثمانى كان مقررًا له أن يعقد فى يونيو المقبل فى سوتشى بروسيا. فى الوقت نفسه، أشار كيرى إلى أن روسيا لديها إمكانية اتخاذ خطوات صحيحة، لنزع فتيل الأزمة، وأكد أن بلاده على استعداد للتعاون إذا كان الأمر يتعلق بأخذ المخاوف والمصالح الروسية بشكل قانونى فى عين الاعتبار.