قتل العشرات في ليلة عنيفة عاشتها كينيا أمس منذ الإعلان عن فوز الرئيس مواي كيباكي بفترة رئاسة جديدة. ولقي ما لايقل عن 43 شخصا في منطقة كيسومو شرقي كينيا وحدها التي تعد معقل المعارضة والتي أعلنت السلطات فرض حظر التجوال فيها. وقال شهود عيان إن الشرطة استخدمت الشرطة الذخيرة الحية في التصدي للمتظاهرين المحتجين على ما يقولون إنه تزوير للانتخابات. وقال مراسل بي بي سي إن عشرات الجثث نقلت الى مشرحة المدينة وفيها علامات الإصابة بأعيرة نارية. كما أفادت أنباء بالعثور على ما يزيد على 15 جثة متناثرة في أحد الاحياء الفقيرة بالعاصمة نيروبي. وكانت المظاهرات قد اندلعت أمس الأحد فور الإعلان عن فوز كيباكي. كما منعت الشرطة مظاهرة كان زعيم المعارضة رايلا اودينغا يعتزم قيادتها اليوم احتجاجا على ما وصفه بالتزوير الذي الذي لحق بالانتخابات. وأدى كيباكي القسم القانونية أمس بعد وقت قصير من اعلان لجنة الانتخابات الكينية فوزه بالانتخابات متقدما على اودينجا بحوالي 300 الف صوت. وتعهد كيباكي في كلمته بأن يخدم الجميع بصرف النظر عن انتماءاتهم داعيا الجميع الى تنحية عواطفهم جانبا بعد الإثارة التي خلفتها العملية الانتخابية,وقال يجب ان نعمل معا كشعب واحد بهدف بناء أمة قوية. ويصر زعيم المعارضة على أنه هو الفائز بالانتخابات واتهم السلطات بالتزوير ل" سرقة الفوز منه" وقال إن حكومة الرئيس كيباكي فقدت شرعيتها بعد أن ارتكبت "تزويرا على عدة مستويات". وطالب زعيم المعارضة أيضا بإعادة فرز كامل للأصوات تحت إشراف المراقبين الدوليين. كما دعا أودينجا المواطنين الكينيين إلى الهدوء وعدم السعي لفرض القانون بأيديهم. وقد شكك مراقبون من الاتحاد الأوروبي في مصداقية الانتخابات وقال بعضهم لبي بي سي إن نتيجة إحدى الدوائر التي كانوا موجودين فيها شهدت زيادة في عدد الأصوات التي منحت للرئيس كيباكي بنسبة 50 بالمئة بشكل غير منطقي عند إعلان النتائج مقارنة بعدد الأصوات التي تم فرزها. لكن الحزب الحاكم في كينيا أصر على أنه فاز بانتخابات الرئاسة وقال إن إعلان أودينجا فوزه بالانتخابات"جريمة ضد الديمقراطية". كما هنأت الولاياتالمتحدةالامريكية كيباكي على فوزه ودعت جميع الأطراف الى احترام فوزه بالانتخابات. ورحب الحزب بإعادة فرز الأصوات بمعتبرا ان ذلك "سيفضح عمليات تزوير واسعة النطاق قامت بها المعارضة". يشار إلى أن أودينجا يبلغ من العمر 62 عاما وهو سجين سياسي سابق ووعد الناخبين بالتغيير ومساعدة الفقراء، اما دائرته الانتخابية فهي كيبيرا التي يقطنها 700 ألف شخص يعيش معظمهم في فقر مدقع. أما كيباكي البالغ 76 عاما فاعتمد في حملته الانتخابية على إنجازاته الاقتصادية التي جعلت كينيا تحقق معدل نمو يعتبر ضمن الأعلى على مستوى قارة أفريقيا.، كما انتعشت في عهده السياحة بشكل كبير. لكن منتقديه يرون أن حملته ضد الفساد لم تحقق نجاحا بينما تصاعدت التوترات القبلية واستمرت نسبة الفقر مرتفعة.