قدر محللون بقطاع الاتصالات المصرى، حجم الخسائر التى ستتعرض لها شركات المحمول العاملة فى السوق المصرية جراء قرار إضافة المكالمات الصوتية إلى خدمات دردشة أجهزة البلاك بيرى، بنحو 580 مليون دولار سنويا. وأعلنت شركة "بلاك بيرى" الكندية اليوم السبت، عن تحديث رئيسى لنسختى تطبيق الدردشة الفورية الشهير "بى بى إم" على أجهزتها المحمولة المعتمدة، مضيفة ميزة الاتصالات الصوتية المجانية إلى الخدمة، من بين العديد من المميزات الأخرى، لتسمح للمستخدمين بإجراء الاتصالات الصوتية عبر شبكات "واى فاى" اللاسلكية، أو عبر شبكات اتصالات البيانات، وهى أحد أكبر نقاط البيع لخدمة الدردشة على أجهزة "بلاك بيرى" المحمولة. وقال حمدى الليثى محلل بقطاع الاتصالات، إن التحديثات الجديدة لأجهزة البلاك بيرى، مع الإقبال الكبير على خدمات الدردشة التابعة له، قد تفقد شركات المحمول نحو 10% من اجمالى إيراداتها السنوية البالغة نحو 40 مليار جنيه، لتصل اجمالى الخسائر إلى نحو 4 مليارات جنيه سنويا. وأضاف: "لابد أن تبحث شركات المحمول عن طرح مزايا وخدمات جديدة تواجه به تلك التحديثات كى تستطيع البقاء والمنافسة فى السوق". وقالت شركات المحمول الثلاثة العاملة فى السوق المصرية (موبينيل - فودافون - اتصالات)، إن تمادى مصنعى المحمول العالمين فى إصدار برامج مجانية للمكالمات الصوتية، أمر من شانه ان يقلص سوق المكالمات بشكل كبير جداً خلال الفترة المقبلة. وقال نائب رئيس الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول "موبينيل" أشرف حليم، إنه لا يمكن تحديد نسبة تأثر أعمال الشركة جراء برامج الاتصالات عبر الإنترنت "VoIP"، نظرا لعدم مرور تلك المكالمات على أنظمة الشركة الخاصة. وتابع، أن الشركة رصدت تراجعا فى الإقبال على خدمات الصوت خلال فترات المناسبات بنسية بلغت 15٪، فى حين بلغت تلك النسبة فيما يتعلق بالرسائل النصية إلى حوالى 25%. وكان وزير الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات المصرى السابق محمد سالم قال فى تصريحات صحفية سابقة، إن مصر تتكبد خسائر سنوية تصل إلى حوالى 100 مليون دولار نظير تمرير المكالمات الدولية بطرق غير شرعية، والتى تضم برامج فايبر وواتس آب وسكايب. وأضاف حليم: "أتوقع أن يكون السبب الرئيسى وراء هذا التراجع على خدمات الهاتف المحمول يعود إلى توجه العملاء إلى برامج للاتصالات المجانية عبر الإنترنت، التى يتم استخدامها عبر الهواتف الذكية". وأشار العديد من التقارير إلى أن 37٪ من مستخدمى خدمة التليفون المحمول فى مصر لديهم أجهزة هواتف ذكية تتعامل مع الإنترنت وخدمات نقل المعلومات. وطالب نائب رئيس الشركة المصرية لخدمات التليفون المحمول "موبينيل" أشرف حليم الحكومة فى مصر بسرعة تقنين عمل برامج الاتصالات عبر الإنترنت داخل السوق المصرى أو حجبها، حفاظا على سوق الاتصالات والذى يبلغ عائداته سنويا ما يقارب 38 مليار جنيه. ورغم تأكيدات خالد حجازى رئيس قطاع الشئون الخارجية والحكومية بشركة فودافون مصر على التأثيرات الاقتصادية الكبيرة لبرامج الاتصالات على أعمال الشركة، إلا أنه قال أنه لا يمكن تحديد حجم تأثيراتها على وجه الدقة، خاصة وإن تلك المكالمات لا تمر على شبكات الاتصالات العاملة داخل مصر. وتابع: "التأثير الأكبر لهذه البرامج يقع على عاتق الشركة المصرية للاتصالات، خاصة وأن الخسائر الكبرى تأتى كنتيجة مباشرة لتراجع خدمات التجوال الدولى التى تحصل منها الشركة المصرية للاتصالات على نسبة تصل إلى 70٪، نتيجة لاستخدامها البوابة الدولية للشركة المصرية للاتصالات". ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن الرئيس التنفيذى السابق للمرفق القومى لتنظيم الاتصالات، الدكتور عمرو بدوى، فى مارس الماضى قوله، إن الحكومة اتخذت إجراءات لمواجهة تهريب المكالمات الدولية عبر تقنيات برامج الكمبيوتر (voice over ib الفويس أوفر إيبى)، ما أدى إلى توفير 420 مليون دولار سنويا للخزانة العامة للدولة. وارتفعت نسبة المكالمات الدولية الواردة لمصر بنسبة 60% فى يناير/ 2013، مقارنة بنفس الشهر من العام السابق عليه والتى لم تتعد 290 مليون دقيقة"، نتيجة لتراجع نسبة المكالمات المهربة هذا العام عقب الإجراءات التى اتخذتها الحكومة لمنع تهريب المكالمات الدولية. وقال وليد جاد خبير الاتصالات، إن إجراء المكالمات عبر الإنترنت من الأمور ذات التأثير المدمر والخطير على قطاع الاتصالات بصفة عامة، حيث يعمل بصورة مباشرة على أن تحل محل الاستثمارات العادية للتليفون الأرضى والمحمول على حد السواء. وأضاف أن هذه المشكلة جاءت بشكل أساسى نتيجة مباشرة للتطور السريع الذى يشهده قطاع تكنولوجيا المعلومات فى الفترة الأخيرة، موضحا أنه سيأتى الوقت الذى لا يستطيع فيه أحد إيقاف زحف برامج الاتصال عبر الإنترنت على حساب المكالمات التليفونية. وبلغ عدد مشتركى الهاتف المحمول فى مصر نحو 98 مليون و820 ألف عميل بنهاية نوفمبر/ 2013، مقارنة بنحو 97 مليون و970 ألف عميل فى نفس الشهر من العام السابق عليه بمعدل نمو شهرى بلغ 0,86%. كما ارتفع عدد مستخدمى الإنترنت عبر المحمول بنهاية نوفمبر 2013 نحو 14 مليون و380 ألف عميل، مقارنة بنحو 10 ملايين و750 ألف مشترك بنهاية بنفس الشهر من العام السابق عليه بمعدل بنمو سنوى بلغ 33,77%.
