سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
رئيس السكة الحديد: %60 من الجرارات غير صالحة و%49 من الأسطول متهالك الصيانة تدهورت بشكل غير مسبوق.. وخسائر العام الماضى تعدت ال500 مليون جنيه والعمل بكامل الطاقة صعب حالياً
نقلا عن اليومى : أكد المهندس سمير نوار رئيس السكك الحديدية وجود عجز شديد فى الخبرات والكوادر بالهيئة، لدرجة أنه يجد صعوبة فى إيجاد كفاءة لكى يقوم بترقيتها، لذلك فهو يتابع كل شىء فى الهيئة بنفسه، ولا يطمئن لأحد فى التشغيل، كاشفا عن أن مستوى الصيانة تدهور بشكل غير مسبوق فى تاريخ الهيئة بسبب فترة التوقف التى تعرضت لها القطارات عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة. وأضاف نوار فى حواره ل«اليوم السابع» أنه يحاول إعادة الروح لهذا المرفق الذى عانى كثيراً، وأن شهر يناير الماضى الذى شهد توليه مسؤولية رئاسة الهيئة تحسن فيه الأداء والإنتاجية بشكل لم يحدث طوال عام 2013، مؤكدا أن الهيئة غير قادرة على تشغيل حركة القطارات بكامل طاقتها فى الوقت الحالى لظروف فنية وليس لأسباب فنية فقط، وإلى نص الحوار.. بداية.. متى سيتم تشغيل حركة القطارات بكامل طاقتها؟ - إيقاف القطارات بالأساس كان لدواع أمنية عقب فض اعتصامى رابعة والنهضة.. وعندما بدأ استئنافها كان بالتنسيق مع الشرطة والقوات المسلحة.. وفترة التوقف لها أثر سيئ للغاية على الهيئة نتيجة تعذر وصول العاملين إلى ورش الصيانة ليؤدوا عملهم، بسبب حظر التجوال الذى كان مفروضا بالبلاد.. فالطرق الرئيسية كانت حركة الحياة عليها لا تبدأ إلا مع بداية النهار.. وهذا أدى إلى وصول الهيئة إلى مؤشرات غير مسبوقة فى تدهور وتراجع مستوى الصيانة، وهو ما نتج عنه انخفاض إتاحية الجرارات والعربات. وإعادة تشغيل الحركة كان بالتنسيق مع الشرطة والجيش للاطمئنان على سلامة الركاب للتأكد من عدم وجود ما يهدد أرواح المواطنين.. ونحن بدأنا التشغيل التدريجى ووصلنا حتى الآن إلى حوالى %70 من طاقة القطارات.. واستهدفنا منذ البداية البدء بتشغيل القطارات ذات المواعيد المهمة والأكثر احتياجا من قبل المواطنين والطلبة.. وحاليا نحاول زيادة طاقة التشغيل بشكل تدريجيى حتى نصل إلى %100. ألا يوجد موعد محدد متوقع لتشغيل الحركة خلاله بالكامل؟ - تشغيل الحركة بالكامل مرتبط بالحالة الأمنية وأيضا الحالة الفنية للجرارات والعربات.. ونحن نحاول حاليا زيادة إنتاجية الجرارات من خلال الشركة المصرية لصيانة وخدمات السكة الحديد «إيرماس» المسؤولة عن إجراء العمّرات للجرارات.. وشهر يناير وحده انتهت إيرماس من إجراء العمّرة ل16 جرارا، وهذا لم يحدث طوال عام 2013 بكامله، ونحاول أيضا زيادة إتاحية العربات من خلال ورش أبوراضى التى تتولى عمّرات العربات المميزة والمكيفة. وهل معنى هذا أنكم لن تتمكنوا من تشغيل الحركة بكامل طاقتها إذا وافق الأمن فى الوقت الحالى على إعادة تشغيلها كاملة؟ - نعم لا نستطيع تشغيل القطارات بالكامل حاليا لأن الحالة الفنية لا تسمح بذلك.. على سبيل المثال %49 من أسطول عربات الهيئة لا يصلح بسبب تدهور مستوى الصيانة والمظاهرات الفئوية والتوقفات التى حدثت منذ 25 يناير 2011.. فنحن لدينا 1050 عربة مميزة بينها 500 عربة محتاجة عمّرة، فالسنوات الثلاث الماضية كان لها تأثير سيئ للغاية على الهيئة. ونحن حاليا نحاول إعادة الروح لمرفق عانى الكثير.. وذلك من خلال تكثيف العمل بشركة إيرماس، وعمل العمّرات للجرارات.. وعليك هنا أن تعلم أن هناك 218 جرارا متخلفا إجراء العمّرة لها من إجمالى 370 جرارا يمثل أسطول جرارات الهيئة العاملة فعليا، وهو ما يعنى أن حوالى %60 من جرارات الهيئة تحتاج إعادة تأهيل.. وهذا سبب تكرار أعطال ومشاكل الجرارات.. فالمفروض برنامج العمّرة محدد لكل جرار ومحدد ب3 سنوات لكل جرار.. وشركة إيرماس تنتج أقصى طاقة لها فى إجراء العمرات للجرارات حاليا، ووصلت إلى 16 جرارا خلال يناير الماضى. وهذه الطفرة فى عمّرات الجرارات لم تحدث طوال 2013، واتفقنا على ألا يقل إنتاجها شهريا عن هذا الرقم.. وفى نفس الوقت طرحنا مناقصة لإعادة تأهيل 100 جرار بالتوازى مع ما تنفذ إيرماس لتجاوز الفترة التى تخلف فيها إجراء عمرّة للجرارات.. وفتحنا مظاريفها 30 يناير الماضى، وتقدم لها عرض وحيد من شركة ألمانية، وهى من أعلى شركات الخبرة الفنية فى الجرارات، وفى خلال أسبوعين من الآن سنكون قد انتهينا من الفحص الفنى لمناقصة إعادة تأهيل ال100 جرار. وفى مجال العربات غيرت قيادات ورش أبوراضى وهى أكبر ورشة على مستوى الشرق الأوسط لعمّرات العربات العادية والمكيفة، وخلال يناير تم الانتهاء من عمّرات 107 عربات..، ويوجد 116 عربة مكيفة يجرى إعادة تأهيل لها، ودخل الخدمة منها 36 عربة بعدد 4 قطارات.. ويوجد 2012 عربة مكيفة يتم تصنيعها بمعرفة شركة سيماف التابعة للهيئة العربية للتصنيع، ومفترض كنا نستلم أول نموذج منها فى يناير، ويبدأ التوريد فى مايو المقبل.. لكن الشركة تعانى من بعض المشاكل الخاصة بالتمويل والائتمان، ونحن دفعنا الدفعة المقدمة فى الميعاد، والتأخير من الشركة، ونحاول من خلال وزير النقل الضغط عليها لسرعة تسليم وتوريد هذه العربات للهيئة.. هما بيقولوا لدينا مشاكل وبنحاول حلها.. وهذه العربات ال212 عربة سوف تفرق كثيرا فى الخدمة.. والناس زهقت من الكلام وعاوزة تشوف فعل. أما العربات العادية فتم إجراء مناقصة لشراء 700 عربة تقدم لها شركتان صينيتان ومصنع 200 الحربى، وتم فتح المظاريف 21 يناير الماضى، وسوف يتم تحديد الشركة الفائزة وتوقيع التعاقد قبل 3 يونيو المقبل. ما قيمة خسائر الهيئة خلال الفترة الماضية؟ - خسائرنا خلال عام 2013 تعدت ال500 مليار جنيه. هل يوجد خطة لدى الهيئة لإحداث تعادل بين المصروفات والإيرادات؟ - لا أعتقد أن نصل إلى نقطة التعادل.. فبند الأجور وحده تعدى ال1.5 مليار جنيه، وتمت زيادة هذا البند حوالى 800 مليون جنيه خلال ال3 سنوات الماضية، ولكى أصل لنقطة التعادل لابد من رفع سعر التذاكر 3 أو 4 أضعاف، وهذا يتعارض مع العدالة الاجتماعية.. والظروف الحالية لا تسمح بذلك.. والفرق بين المصروفات والإيرادات كبير جدا يتعدى المليار جنيه وصعب تحقيقه.. فنحن لم نصل ولن نصل لنقطة التعادل لأننا نصرف على البنية الأساسية كثيرا، أى سكة حديد فى العالم الدولة تدعمها. وأين الأراضى المملوكة للهيئة من زيادة إيراداتها علما بأن وزير النقل الأسبق عاطف عبدالحميد أكد قدرة أراضى الهيئة على تغطية مصروفات الهيئة كافة دون اللجوء إلى دعم الدولة إذا أُحسن استغلالها خلال عام واحد؟ - الأراضى موجود بس مش لاقيين حد يستثمرها.. نحن لدينا محلات فى مول محطة سيدى جابر بالإسكندرية مش لاقيين حد يشغلها ويستثمرها رغم الإعلان أكثر من مرة. وهل هذا مبرر لعدم الاستفادة من تلك الأراضى؟ - لأ طبعا.. لكن نحتاج لمن يستثمر تلك الأراضى لزيادة إيرادات الهيئة. لماذا لم تستبعد القيادات التى تعدت سن ال60 عاما لإتاحة الفرصة للشباب كم تعهدت عقب توليك المسؤولية؟ - العمالة الفنية التى تخرج لسن المعاش لا تعوض لذلك لن أستغنى عنها وهى خبرات نادرة غير موجودة فى السوق.. لذلك أحتفظ بها للاستفادة منها لتدريب أجيال قادمة. ألا يوجد كوادر فنية بالهيئة تحل محل من وصل لسن ال60 عاما؟ - نحن لا نحتفظ سوى بالخبرات النادرة.. كما أننا لدينا عجز شديد فى الكوادر المؤهلة والخبرات.. لدرجة أننى أعانى فى البحث عن كوادر مؤهلة لكى أرقيها.. لذلك أتابع كل شىء فى الهيئة بنفسى.
