سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
ننشر نص كلمة الببلاوى باللجنة العليا "المصرية – الأردنية" الرابعة والعشرون.. رئيس الوزراء: علاقاتنا مع عمان نموذجا يحتذى به.. ويؤكد: مصر لا تنسى مواقف الشرفاء.. وقادرون على ردع من يحاول النيل من أمنها
أعرب الدكتور حازم الببلاوى رئيس الوزراء خلال كلمته باللجنة العليا الرابعة والعشرون بين مصر والأردن، عن شكره وتقدير الشعب المصرى للأردن، ووقوفها بجانب مصر. وينشر "اليوم لسابع" نص كلمته التى جاءت كالأتى: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته يسعدنى فى البداية، أن أرحب بكم أخى العزيز على أرض مصر، كما يطيب لى أن أنقل إليكم ترحيب وتحيات الرئيس عدلى منصور رئيس الجمهورية بمناسبة انعقاد اجتماعات الدورة الرابعة والعشرون للجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة، والتى نعتز دائماً بانتظام انعقادها فى تأكيد للتواصل المستمر بين بلدين شقيقين يربطهما أواصر أخوة، ويجمعهما تاريخ ممتد من التعاون ومستقبل حافل بالتحديات والفرص الواعدة، للعمل المشترك لتلبية طموحات شعبيهما الشقيقين. تأتى اجتماعاتنا اليوم فى أعقاب ثورتين مباركتين قام بهما شعب مصر العظيم، هما ثورة الخامس والعشرين من يناير 2011 وثورة الثلاثين من يونيو 2013، تلك الثورتان اللتان أذنتا ببزوغ فجر جديد ومُشرق ليس على مصر وحدها، وإنما على كل الشعوب المحبة للحرية والمضحية من أجل العيش الكريم والعدالة الاجتماعية والكرامة الإنسانية فى العالم أجمع. واغتنم هذه المناسبة الكريمة لكى أتوجه بالأصالة عن نفسى وبالإنابة عن مصر شعباً ورئيساً وحكومة بأسمى آيات الشكر والتقدير والعرفان للمملكة الأردنية الهاشمية ملكاً وحكومة وشعباً للموقف الداعم الذى سطرته المملكة بالوقوف إلى جانب الشعب المصرى، وتأييد ثورتيه منذ اللحظة الأولى لانطلاقهما فى موقف ليس غريباً على المملكة الأردنية الهاشمية التى تربطها بمصر صلات لا تنفصم، حيث كان العاهل الأردنى الملك عبد الله الثانى بن الحسين حفظه الله هو أول زعيم يصل إلى مصر فى أعقاب ثورة الثلاثين من يونيو فى إشارة قوية بل فى تصريح واضح بأن الأردن مع شعب مصر، تؤيد وتدعم كافة خياراته المشروعة، وتؤكد أن المصير واحد للشعبين الأردنى والمصرى. وكذلك كانت زيارتكم الكريمة لأرض مصر لمشاركتنا ومشاركة إخوانكم من أبناء الشعب المصرى فرحته واحتفاله بالذكرى الأربعين لنصر أكتوبر المجيد الذى سيظل علامة فارقة فى تاريخ منطقتنا العربية ومنطقة الشرق الأوسط بأثرها، وفى الوقت نفسه كانت الزيارة الأولى التى يقوم بها الرئيس عدلى منصور فى أول جولة خارجية هى لعمان الشقيقة فى إعلان واضح أن الأردن ومصر معاً على طريق المستقبل الواعد بإذن الله. وأؤكد لكم يا دولة الأخ الكريم أن مصر لا تنسى مواقف الشرفاء وتبادلهم إخلاصاً بإخلاص وهى قادرة بعون الله على تخطى كل الصعاب وردع كل من تسول له نفسه محاولة النيل من أمن مصر واستقرارها. وأضاف قائلا لقد سبقت اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة فى نشأتها وفى بدء أعمالها وانتظام عقد دوراتها المتعاقبة كافة اللجان العربية المشتركة، حيث عقدت حتى الآن 23 دورة كان آخرها فى عاصمتكم العزيزة عمان فى شهر ديسمبر من عام 2012، كما حققت على مدى السنوات الأخيرة إنجازات ونجاحات انعكست آثارها الإيجابية على حياة أبناء الشعبين الشقيقين فى الأردن ومصر، وإن دل ذلك على شىء فإنما يدل على عمق ومتانة العلاقات وتميزها بين مصر والأردن على كافة المستويات. وقال الببلاوى فى كلمته لقد خطا بلدانا الشقيقان خطوات حثيثة وملموسة على طريق تعزيز علاقات التعاون الثنائى بينهما فى إطار أعمال لجنتنا الموقرة، وعلى مدى ما يقرب من ثلاثين عاماً تحققت خلالها الكثير من الإنجازات فى عدد كبير من المجالات مستلهمين فى ذلك الروابط الوثيقة بين البلدين، ومستفيدين من التوجيهات السديدة للقيادة السياسية فيهما حتى أصبحت العلاقات المصرية الأردنية نموذجاً يحتذى فى العلاقات العربية. ومن أهم الإنجازات التى تحققت فى إطار عمل اللجنة العليا المصرية الأردنية المشتركة التى تعتبر الآلية المثلى لتنظيم وتطوير ودعم العلاقات المصرية الأردنية: تزايد حجم التبادل التجارى بين البلدين ليصل إلى مستوى غير مسبوق، حيث سجلت أرقام التبادل التجارى عام 2012 والنصف الأول من عام 2013 زيادات كبيرة نتيجة تزايد الكميات المتبادلة من مختلف بنود التبادل التجارى من الجانبين، ويعود هذا الإنجاز الكبير إلى الجهود المبذولة من جانب الجهات المعنية فى البلدين من أجل التغلب على كافة العقبات والمعوقات التى كانت تحول دون انسياب حركة التجارة بينهما، وكذلك التوجه نحو بدء المفاوضات بين البلدين فى مجال تحرير تجارة الخدمات. كما تشير بيانات وإحصاءات الاستثمار إلى التزايد الكبير فى حجم الاستثمارات المتبادلة والمشتركة بين مصر والأردن، حيث بلغ حجم مساهمات الأردن فى رؤوس الأموال المصدرة فى مصر لشركات الاستثمار الداخلى والمناطق الحرة حتى 31 ديسمبر عام 2013 أكثر من نصف مليار دولار فى 1300 شركة تعمل فى مجالات الصناعة، والخدمات، والسياحة والزراعة، والإنشاءات والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والشركات التمويلية، كما تزايد حجم الاستثمارات المصرية زيادة كبيرة فى شركات صناعية وزراعية ونقل وتوزيع المياه والغاز والنفط. كما يمثل التعاون فى مجال الكهرباء والطاقة من خلال مشروع الربط بين شبكتى الكهرباء فى البلدين فى إطار خط الربط لدول المشرق العربى نموذجاً للتعاون والتكامل فى المنطقة العربية فضلاً عن كونه قاطرة للتنمية الاقتصادية والاجتماعية فى الدول المنضمة إليه والذى بدأ من خلاله الربط الكهربائى بين دول المشرق العربى والمغرب العربى، تمهيدا للربط مع الشبكة الكهربائية الأوروبية، والمطلع على علاقات التعاون فى هذا المجال يعرف أن بلدينا الشقيقين يتبادلان كميات كبيرة من الطاقة الكهربائية اللازمة لقطاع الصناعة والاستخدامات المنزلية، وأصبح بند الطاقة الكهربائية أحد البنود الرئيسية فى قوائم التجارة الثنائية فيهما. إضافة إلى المجالات السابقة تحققت نقلة نوعية وطفرة كبيرة فى العلاقات بين البلدين فى مجالات كثيرة وهامة مثل التعاون فى مجال النقل الذى انعقدت لجنته الفنية على مستوى الوزراء فى عاصمتكم العزيزة عمان فى ديسمبر الماضى، وتم خلاله الاتفاق على حل الكثير من العقبات التى كانت تعترض انسياب حركة السلع والبضائع والشاحنات بين البلدين، مما سيدعم تسهيل حركة الأفراد وحركة التبادل التجارى بين البلدين، هذا بالإضافة إلى مجالات الزراعة، والثقافة، والشباب والرياضة، والإعلام، والسياحة، والتعليم بشقيه العام والعالى. كما أسهمت اللجنة العليا فى وضع الهياكل والأطر القانونية التى تنظم علاقات التعاون بين البلدين فى كافة المجالات، من خلال التوقيع على أكثر من مائة وثيقة تشمل اتفاقيات وبروتوكولات ومذكرات تفاهم وبرامج تنفيذية فى مجالات متعددة، الأمر الذى يدعم العلاقات بين بلدينا الشقيقين ويفتح الطريق أمام رجال الأعمال والمستثمرين من البلدين، للإسهام بفاعلية فى تنفيذ خطط التنمية الاقتصادية والاجتماعية فيهما. وأشار إلى أن اللجنة العليا بين البلدين الشقيقين ساهمت فى دفع مجالات التعاون بين بلدينا، ونأمل أن تتواصل مساهماتها من خلال استمرار الآليات المنبثقة عنها والمتمثلة فى لجنة التنسيق والتشاور الاقتصادى والمتابعة الوزارية واجتماعات اللجان القطاعية والفنية المشتركة فى كافة المجالات، سواء فى مجالات التجارة والتى نأمل عقد اجتماعها الثانى على مستوى السيدين وزيرى الصناعة والتجارة فى البلدين فى أقرب وقت ممكن، لوضع خطة تطوير التعاون فى المجال التجارى فى المرحلة القادمة، وكذلك فى مجال الاستثمار، كما نأمل تواصل عقد اللجان القطاعية الهامة فى مجالات الزراعة والنقل حتى يمكن التوصل لحلول عملية للكثير من القضايا التى ظلت عالقة لفترة طويلة والتى تعكس ديناميكية وحيوية العلاقة بين بلدينا الشقيقين فى مختلف مجالات التعاون. ويبقى لدينا بعض الموضوعات التى نرى ضرورة إيلائها الاهتمام المطلوب، نظراً لأهميتها ومنها التعاون من أجل تحقيق مزيد من الاستقرار لأوضاع العمالة المصرية فى الأردن، انطلاقاً من الدور الهام الذى تلعبه فى تنفيذ مشروعات البنية الأساسية فى الأردن الشقيق بكل التزام وشرف، واسمحوا لى دولة الأخ الكريم أن أؤكد فى هذا المقام تفهمنا للإجراءات والترتيبات التى تتخذها الحكومة الأردنية الشقيقة لضبط سوق العمل فى الأردن، كما نثمن غالياً شمول العمالة المصرية بالرعاية من جانب الجهات المعنية فى المملكة، ونطمح فى استمرار الترتيبات والإجراءات التى من شأنها تحقيق مزيد من الاستقرار لهؤلاء العمال، حتى يكونوا أداة البناء والتعمير إلى جانب أشقائهم الأردنيين. وكذلك من المهم بحث شكاوى شركات الدواء المصرية ومنها تأخر إجراءات تسجيل الأدوية المصرية وإعادة النظر فى تسعير الأدوية المصرية المسجلة فى الأردن. دولة الرئيس: نتطلع معكم إلى المزيد من التقدم فى علاقات التعاون الاقتصادى والاستثمارى والصناعى بين البلدين، من خلال إقامة مشروعات مشتركة فى مختلف المجالات التى تتمتع فيها البلدان بمزايا نسبية، ويمكن من خلالها الاستفادة من الخامات المتوفرة فيهما. كما نتطلع إلى التنسيق فيما بيننا من أجل العمل على مواجهة مختلف التحديات، وإيجاد حلول غير تقليدية لكافة المشاكل والعقبات، وإن تطلب الأمر تطوير الوثائق الموقعة بين البلدين، حتى نتمكن من استخدام مواد هذه الوثائق من أجل حل هذه المشاكل. إن أمامنا جدول أعمال يذخر بالكثير من القضايا والموضوعات ذات الأهمية القصوى فى دفع علاقات التعاون بين البلدين فى كافة المجالات، والتى عكفت اللجنة التحضيرية خلال اليومين الماضيين على دراستها سواء على المستوى الوزارى برئاسة الدكتور/ حاتم الحلوانى وزير الصناعة والتجارة فى المملكة الأردنية الهاشمية والسيد الدكتور/ أشرف العربى وزير التخطيط والتعاون الدولى فى جمهورية مصر العربية. وكذا على مستوى الخبراء، ونود فى هذا الصدد الثناء على الجهد الطيب والمخلص الذى بذله أعضاء اللجنة التحضيرية من الجانبين الشقيقين، وفى هذا الإطار نود أن نستمع – بعد إلقاء كلمة دولتكم الافتتاحية- إلى تقرير الوزيرين رئيسى اللجنة التحضيرية الوزارية ليقدما خلاصة ما تم التوصل إليه خلال اجتماعاتهم بشأن الموضوعات المطروحة على جدول أعمال هذه الدورة للجنة العليا. دولة الأخ الرئيس.. أصحاب المعالى والسعادة. لا يسعنى فى ختام كلمتى إلا أن أكرر ترحيبى بكم مجدداً فى وطنكم الثانى مصر، مؤكداً لكم أن عقولنا وقلوبنا مفتوحة لكل ما يثرى علاقات التعاون بين مصر والأردن، وأن تطلعنا إلى دعم التعاون بين بلدينا لا حدود له، حتى تظل العلاقات المصرية الأردنية مثالاً يحتذى فى العلاقات العربية. واسمحوا لى دولة الأخ الكريم أن أتمنى لكم دوام النجاح والتوفيق ولبلدينا الشقيقين كل الرفعة والتقدم والنماء، وللعلاقات المصرية الأردنية الازدهار والتطور لما فيه مصلحة الشعبين الشقيقين. وفقكم الله وسدد خطاكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته