وقفت ذات يوم أمام مرآة.. لا تعكس صورتى أو ما أراه.. وتقول ما تقوله. .. كجوهرها تصوغه. .. وسألت: هل هذا هو وجهى؟!! أم وجه المرآة. وقابلت مرآة أخرى.. تعكس عكس ما رأيت وعاينت.. فتهت وضللت (!!!)، فسألت: هل لى وجهان وجوهران؟!!! أم هذه خدعة المرآة؟ وجلست وسط كثير من المرايا.. تقول وتعكس ما لا تقوله الخبايا.. فصمت، ونظرت داخل نفسى.. لعلى أميز صوتى.. من بين المكسور.. من المرآة. الصورة لا تكتمل.. والزاوية تنكسر.. فى المرآة. تنكسر المرآة فتجرح.. وتصبح كثير من المرايا.. تصنع صور جديدة.. بعد أن كانت مرآة.. واحدة. الإنسان مرآة.. تنعكس فى عيون عدة مرايا.. فتخفى أكثر ما تكشف.. إن نظرت فى مرآة إنسان غيرك.. رأيت وجهك ليس كما تراه عينك.. وإن نظرت لمرآة نفسك.. تجد طلائها ولمعانها من صنع يدك.. ليتحكم فيما تنظره العيون.. فى المرآة. كل إنسان يحيط نفسه بمرايا.. تصد ضوء الشمس.. وتحتمى من شعاع العيون.. ويظل ما فى جوهر المرآة.. بعيدا عن أعين الجميع.. ما عدا عيون الله.