تختار الأقدار ما تشاء ويعز الله من يشاء ويذل من يشاء, وبقدر الله وحده جاء المستشار عدلى منصور رئيسا لأكبر دولة عربية ولم يكن معروفا إلا لزملائه من رجال القضاء ولم يكن فى مخيلته يوما أن يصبح رئيسا ولم يسع إليها بل سعت إليه تطلبه فكان نعم المثل والمثال. وقبل أيام وهو يقرر ويعلن بنفسه تقديم الانتخابات الرئاسية لتعجيل خارطة المستقبل يقرر فى نفس الوقت أن يقلل مدة رئاسته ويعجل بخروجه من على مقعد الحكم دون أن تستهويه شهوته أو يغريه مطامعه ولم يكن عليه من سلطان ولا لوم لو ترك الأمر كما اتفق عليه سابقا من انتخابات برلمانية يتلوها انتخابات رئاسية. نحن أمام رجل سيذكره التاريخ بكل خير جاء ليترك لنا ذكرى لا تنسى عن عدلى منصور الإنسان والأب الذى لا تخجل عيناه أن تدمع وهو يتذكر الشهداء من أبناء وطنه وهو يقبل أبناءهم وتدمع عيناه من حديث نبوى شريف وتدمع عيناه من كلمة لممثل ذوى الإعاقة لأن الرحمة التى زرعت بداخله لا تعرف مواربة ولا خفاء. ولن ننسى عدلى منصور المسئول الذى يخاطب الشعب فيسعد بخطاباته ولا يمل منه ولا تملك إلا أن تحترمه وتقدر له مواقفه وكلماته. عدلى منصور الذى عرفناه يستحق ما زرعه فى قلوبنا من محبة حتى أن الكثيرين تمنوا لو استمر رئيسا للدولة واستمر معه الفريق أول عبد الفتاح السيسى حارسا أمينا لدولة بعظمة مصر تستحق أن يمثلها هامة بهذا القدر وهذا الأدب والتواضع الجم والعفوية والبساطة لكنها فى عزة وإباء وكبرياء ووفاء. رجل حين اختارته الأقدار لم يهرب من المسؤولية وحين جلس على الكرسى علم أنه زائل وحين احتاج الوطن لتعديل المسار كان أسرع الناس لأن يودع منصبه بقرار منه بقرار منه، شتان الفارق حقا بين تربيه فى محراب العدل وميزانه وبين تربيه فى بحر المطامع، وشتان الفارق بين من جاءت به الأقدار فلم يطمع ولم يغتر فأحبه الشعب واحترمه وبين من جاءت به صناديق الانتخابات فترك لنفسه وهواه العنان فهوى. شكرا من القلب لمن أعطاه سوط العدالة بداخله قوة ومهابة فحصد محبة ورضا، فخامة الرئيس المحترم المستشار عدلى منصور.. شرفت مصر.
