صدر عن الدار العربية للعلوم (ناشرون) "أنت تفكر إذن أنت كافر" للكاتبة سلوى اللوبانى. يرصد الكتاب هموم ومشكلات المثقف العربى، من خلال طرح عدة أسئلة مثل: لماذا تبدل دور المبدع العربى من مؤثر فى المجتمع إلى مشاهد؟ وهل أصبح الإبداع فى خطر؟ وتناقش المؤلفة تخلخل الموازين بسبب الرقيب الذى كبل الإبداع، والذى يمارس التطرف والإرهاب الفكرى ضد المبدعين، فكثير منهم اتهمهم الرقيب بالكفر والإلحاد، ومنهم من تم سجنه، ويبرز التساؤل الأكبر فى الكتاب "هل يرجع كل ذلك لعدم التقاء الدين والإبداع؟". الكتاب مقسم الى ثلاثة فصول، تطرقت الكاتبة فى الأول إلى "مصائر المثقفين" فتقرأ عن كثير من المثقفين العرب الذين انتهت حياتهم بالمرض أو بتسول العلاج مثل عبد الله القصيمى، وكاتب ياسين، وجار الله الحميد، وعلى الدوعاجى وغيرهم. ومن انتهت حياتهم بالانتحار أو الاغتيال مثل خليل حاوى وقاسم جبارة وفرج فودة وغيرهم، وأيضا من تم تكفيره. ورصدت المؤلفة تكفير أكثر من 200 مبدع من الدول العربية، منهم عبد الله خليفة، وعبد الله بن بجاد العتيبى وليلى العثمان وعبد العزيز المقالح وإسلام سمحان وغيرهم. الفصل الثانى يتناول غياب دور الإعلام العربى فى مناصرة المفكرين والمثقفين وتعزيز دورهم وأهميته فى المجتمع. أما الفصل الثالث فيطرح العديد من الأسئلة على مجموعة من الكتاب والمفكرين للبحث والمعرفة أكثر عن المبدع العربى، منها هل المبدع العربى فريسة بين سلوكه الشخصى ونصه الإبداعى؟ وهل الدين والإبداع لا يلتقيان؟ وهل الأدب العربى قابل ليكون عالميا؟ وغيرها من الأسئلة. تقول الكاتبة فى المقدمة: ما أقدمه فى هذا الكتاب قد لا يحيط بالقدر الكافى للوقوف على حقيقة هموم المبدع العربى بغض النظر اتفقنا أو اختلفنا مع أفكارهم فهى نتاج تجربتهم، إلا أنها محاولة أولية شاركنى بها على مدى سنوات مجموعة من الكتّاب والمثقفين فى البحث والمعرفة. يذكر أن سلوى اللوبانى كاتبة أردنية حاصلة على بكالوريوس علم اجتماع وعلوم سياسية ودبلوم إدارة، وعملت لسنوات فى مجال تأسيس وإدارة المكتبات. ودخلت عالم الصحافة من خلال جريدة إيلاف اليومية الإلكترونية كمراسلة ثقافية، وكتبت العديد من الموضوعات والتحقيقات الثقافية، كما أجرت حوارات مع مبدعين من مختلف الدول العربية.