كل سنة وأنت طيب عزيزى القارئ، أنا أعلم (وأعتذر) أنى تأخرت عليك فى التهنئة بمناسبة السنة الجديدة والتى أتمنى أن تكون سنة العَدْل "لتَنعَدِل" الأحوال، ولكن عذرى فى ذلك أنى كنت أريد مفاجآتك بمقال معايدة غير تقليدى، فبعد تفكير عميق (هو بالأمانة لم يكن عميقًا ولا حاجة) ارتأيت اصطحاب بابا نويل معى فى هذا المقال، وذلك لإسعادكم بهداياه الجميلة وبتحقيق أمانيكم وأحلامكم أعزائى القراء، عنها وقمت بالاتصال بالدليل الذى أعطانى رقم بابا نويل (كان short number بالمناسبة)، ولن أطيل عليك عزيزى القارئ حيث إن "الشيطان يكمُن فى التفاصيل" وفى أكثر الأحيان يرتع "من قِلة التفاصيل"، وحيث إن العام المنصرم كان عام التسريبات والتسريبات المضادة وحفاظًا على مصداقيتى لديك عزيزى القارئ فها أنا ذا أُسَرِب مكالمتى تلك بيدى لا بيد رصد ولا عبد الرحيم: الكاتب: مساء الخير، حضرتك بابا نويل؟ المتحدث: هنا "منظمة بابا نويل الخيرية لحقوق الإنسان، ورعايته والسهر على مصلحته وكده" الكاتب: يعنى حضرتك مش بابا نويل؟ المتحدث: يا سيدى الفاضل، بابا نويل دى مهنة مش شخص معين، طلباتك إيه؟ أؤمر. الكاتب: الأمر لله، كنت عايز حد بيشتغل بابا نويل علشان يعمل بابا نويل وأفرح به القراء فى مقالى. المتحدث: تمام، الساعة من خمسة آلاف لعشرة آلاف دولار، حسب نوعية القراء ونوعية الهدايا، بس علشان سعادتك تبقى عارف إحنا بقالنا كام سنة شغالين فى الصينى، ولو ها تطلب كورى ولا تركى تقول لنا قبلها بفترة. الكاتب: الله الله، هو مش أنتم منظمة ولا جمعية خيرية لإسعاد الناس وبث السعادة والسرور فى نفوسهم. المتحدث: سعادة وسرور ونفوسهم إحنا مش فاضيين للهزار ده، إنجز، معاك تمويل ولاّ تبرعات ولّا رجال أعمال، وعايز الهدايا سكر وزيت ولا بلونات وعصائر ولا بوسترات، مع العلم السنة دى ما فيش مولوتوف وخرطوش زى السنة اللى فاتت، وعايز اللى ها يطلع معاك المقال لابس أحمر عادى ولّا أصفر، ويوعدهم بتحقيق أمنياتهم دنيا ولاّ آخرة و....... الكاتب: حيلك حيلك، ده بيزنس بقى، وعلى كل لون كمان، وأنا اللى فاكر إن بابا نويل رمز لإسعاد الناس. المتحدث: الله، ده إنت مش بتهذر بقى، إنت باين عليك بتتكلم جد، تكونش مواطن؟ الكاتب: طبعاً مواطن، أُمال هاكون إيه يعنى؟ المتحدث: إحنا أسفين يا أستاذ، إحنا ما بنشتغلش مع مواطنين، إحنا بنشتغل عليهم.
