يثير الدكتور محمد رأفت عثمان العديد من القضايا الفقهية فى كتابه "المادة الوراثية الجينوم" والصادر عن مكتبة وهبة. وأشار المؤلف فى الكتاب إلى أن هذه القضايا لم تكن مطروحة لأخذ الرأى فيها دينيا وأخلاقيا، ومنها "جعل المرأة العقيم ولودا"، و"استنساخ الحيوان"، و"حكم اختيار الزوجين لنوع المولود الذى ستحمل به الزوجة" و"نقل المبيض أو الرحم من امرأة إلى أخرى". ويعطى المؤلف العديد من الأدلة الشرعية على تحريم الاستنساخ بين امرأتين، منها أن الأولاد يجب أن يولدوا فى ظل حياة زوجية مستوفية لما طلبه الشرع، كما ناقش المؤلف تحريم الإنجاب عن طريق نواة من خلية أنثى موضوعة فى بويضة أنثى غيرها. والكاتب لم يكتف بتناول هذه القضايا الفقهية، وإنما اهتم بتناول موضوعات الاستنساخ وتعريف الجينوم، والهدف من مشروع الجينوم البشرى، كما ناقش قضية إجراء التجارب على الجنين المبكر، وهل يتنافى ذلك مع الكرامة التى أثبتها الله للإنسان. وعرض لرأى ابن القيم الذى قال: "جمهور العقلاء أكدوا بأن الإنسان هو البدن والروح معا، وقد يطلق اسمه على أحدهما دون الآخر بقرينة". وأشار أيضا محمد رأفت عثمان إلى اختلاف العلماء فى تحريم الإجهاض، فقد اتفق بعضهم على أن الإجهاض يحرم إذا وصل عمر الجنين إلى 120 يوما، لأنه فى هذه السن تكون الروح قد دبت فيه، وهو ما يجعله نفسا معصومة يحرم التعدى عليها.