صدر حديثاً عن دار "الحلم" للنشر والتوزيع مجموعة قصصية قصيرة تحت عنوان "آخر ما قالته لى" للكاتبتين منى عبد الفتاح، والسورية ليلى مامللى. تتحدث القصص بشكل عام عن موضوعات اجتماعية واقعية تخص المشاعر المتنوعة التى يشعر بها أى منا يومياً وربما ركزت الكاتبتان على الأنثى ومشاعرها وأفكارها واهتمامها بالتفاصيل اليومية إلى درجة التوهّم كما أبرزتا فى قصة "الأماكن" حيث لاحقت أغنية "الأماكن" للفنان الكبير "محمد عبده" لاحقت فتاة لدرجة أنها أصبحت مهووسة بكلام الأغنية واعتبرتها رسالة قدرية موجهة، وعلى الرغم من ذلك فإن القدر لعب دوراً هاما فى بعض القصص كما لعب دائما فى حياتنا، فالموت المداهم هو شكل من أشكال سخرية القدر الذى واجه "منى" فى قصة "ياما قلبى فى بعدك تاه" القصة التى تطرقت فيها الكاتبتان للفنان "عمرو مصطفى" وجيتاره الذى كان بطلاً فى هذه القصة ولكن الموت كان رحمة لبطلة قصة "حكايات" حيث جمعها مع حبيبها "عبد الله" الذى غادرها ليحارب قسوة الحياة، قسوة الحياة هى التى فعلت ما فعلته فى القرى النائية كالتى شهدت قصة "روح هند" الفتاة التى ظلت عاراً على أهلها بعد موتها استناداً لتفاصيل القصة ولكن فى الواقع سيرة روح هند هى عار على مجتمعنا بأكمله، كما صور الكاتبتان قصصاً عاطفية تجتمع فيها معانى الحب وخيال الفتاة الحالمة كما فى قصة " زوجة الأستاذ فلان " التى شرحت فخاً تقع فيه جميع المراهقات والخيانة والانتقام الأنثوى الذى نجح فى قصة "آخر ما قالته لى" والتى حمل الكتاب اسمها وناقشت قصة امرأة هزّها الطلاق والشعور بالذنب ودمرها نفسياً بعد أن عادت من إيطاليا والتى تقص حكايتها على صديقتها الصحفية لتتركنا وإياها نتفاعل ونتعاطف مع القصة أحيانا ثم نكره ونغضب منها أحيانا أخرى إلى أن نوصل إلى نهاية القصة بأيدينا جميع المفاتيح التى جعلت بطلة القصة تتقلب من حال إلى آخر بدافع الكبرياء والحدس الأنثوى، إلى أن تعود إلى حياتها الطبيعية بنشوة المنتصر على عكس بطلة قصة " ربما هو الحب " التى لم تستطع الانتقام من خيانة آدم رغم وجعها وآلامها وربما هذا ما جعل من "أمل" فى قصة "سنة حلوة يا جميل" تقلع عن الزواج لتقص علينا قصة عزوبيتها وما تعانيه ما يطلق عليها ب"عانس" من مواقف فى المجتمع الذى نعيش وسطه. وأن الذى يشد الانتباه فى المجموعة القصصية وجود صفحة بيضاء، ربما حسبتها خطأ مطبعى ولكنها كانت زاوية خاصة بك وبى، أى زاوية خاصة بالقارئ فى "حكاية من أربع زوايا" قصت الكاتبتان ثلاث زوايا وتركت صفحة لك لتملأها بالنهاية التى تقنعك وهى تجربة جديدة للقصة التفاعلية. ربما تجد زاويتك موجودة فى مجموعة قصصية جديدة للكاتبتين بعض الأفكار الجديدة والغريبة أحيانا حملتها بعض القصص مثل " أكثر من قصة " و" لا أحد سيعزى بالميت " وحمل البعض الآخر نهايات مفاجئة وغير متوقعة مثل " يوم من عمرى "و "سارة". المجموعة القصصية فى المجمل اعتمدت على الجمل السهلة البسيطة والمعبرة فى آن واحد الحوار كان باللهجة المصرية بشكل راق ومعاصر آخر ما قالته لى، تجربة مميزة للكاتبتين، ونتاج مثمر للتعاون المصرى السورى الذى جمعهما معاً. لمزيد من أخبار الثقافة.. هيئة الكتاب تصدر "القراءة والثقافة الرقمية" لمحمد سيد ريان "الإخوان الماسونيون" أبرز مشاركات "دون" و"ميرهاوس" بالمعرض الفلسطينية فدى جريس:قصص "الخواجا" تقاوم الغرباء المارين احتلالا وقمعا