شهد مؤتمر جمعية صوت المعاق الذى أقيم أمس الأول بقاعة الاحتفالات بنادى الشرطة بالجزيرة، نقاشاً حاداً حول أحقية المعاق ذهنياً فى الزواج، حيث أيد الدكتور محمد خليل عبد الخالق رئيس أقسام طب الأطفال بكلية الطب ورئيس لجنة الهندسة الوراثية بالمجالس المتخصصة الدعوة إلى زواج المعاق ذهنياً، إن كان يتمتع بصحة جنسية جيدة، مؤكداً على أن الإعاقة ليست وراثية. يتفق معه الشيخ محمود عاشور عضو مجمع البحوث الإسلامية، فى أنه لا مانع من زواج المعاق ذهنياً إذا ضمن أن الإعاقة لا يتم توريثها، وإذا تأكد أن الإعاقة لا تجعله شديد العنف، فلا ضرر ولا ضرار. فى المقابل عارضت الدكتورة عائشة البحراوى ما سبق قائلة:" الزواج شركة يا فضيلة الشيخ، والمودة والرحمة أمر متبادل بين الزوج والزوجة، فأين المرأة مما تقولون؟ لماذا لم تتحدثون عن المرأة المعاقة؟ أليس من حقها هى أيضا الارتباط مثل الرجل المعاق؟ و ما ذنب السيدة التى سيتزوجها الرجل المعاق عندما لا تجد من يبادلها الحب والرعاية التى ستقدمها للزوج المعاق؟ أليس الأجدر أن تجلبوا له ممرضة وليس زوجة؟!". رفض زواج المعاق أيدته فاطمة عبد الحكيم، المدير العام لقرية الزهور، فى كلمتها، واصفة الأمر بأنه غاية فى الصعوبة، متسائلة:" لماذا نشجع زواج المعاق ونحن لدينا 7 ملايين معاق لا يجدون الرعاية، ولا ينالون حقوقهم؟ وماذا لو أنجب هؤلاء، من سيرعى الأطفال ونحن نجد الآباء والأمهات من الأصحاء يعانون فى تربية أولادهم ورعايتهم فى هذا الزمن فما بالك بالمعاقين؟!"، داعية إلى الحد من انتشار الإعاقة الذهنية وسط الأصحاء أولاً، ثم التفكير فى تزويجهم. واستمر السجال لدقائق بين الدكتور البحراوى والشيخ مكاوى، مما استدعى تدخل الشيخ عاشور بالقول إن المعاق( ذكر أو أنثى) إنسان وله طاقة جنسية، وأن الطب يقول رأيه فى أهلية المعاق للزواج أما الشرع فلا يمانع وفقاً للضوابط التى وردت فى فتوى الدكتور على جمعة مفتى الجمهورية عام 2005 . من جهتها انتقدت الفنانة عفاف شعيب الأعمال الإعلامية التى تقدم صورة المعاقة فى المجتمع على أنها " هبلة وعبيطة"، واصفة دنيا المعاقين بأنها نقية وبريئة، مشيرة إلى أن المعاقين ذهنياً لديهم العديد من المواهب التى تحتاج إلى من يكتشفها ويرعاها، على حد قولها. فى ذات السياق تحدث السيناريست محمد الغيطى عن اهتمامه بقضية المعاقين فى المجتمع من خلال أعماله والتى أشهرها "حد السكين"، " أصعب قرار" و" صرخة أنثى"، وأنه يعد حالياً لكتابة عمل عن مرضى التوحد، مشيراً إلى أن الدراما لا تقصر فى عرض قضايا هذه الفئة المهمة من المجتمع، وأن المشكلة الحقيقية فى جهات الإنتاج والمعلنين باعتبارهم المتحكمين فى "سوق" الدراما. أما الباحث القانونى الدكتور أحمد إبراهيم، فقد أكد على أنه لا معارضة لزواج المعاق وأن المناقشة ينبغى أن تكون بشأن ما بعد زواجه، كيف ستسير حياته؟ وكيف سيتمكن من القيام بواجبات ومسئوليات الزواج؟ ومن جهته حذر المستشار عادل عبد الباقى رئيس جمعية حقوق الإنسان من تعرض المعاق لعملية سلب أمواله فى حال الزواج، كما شدد على تشكيل لجنة عند زواج المعاق ذهنياً تتألف من طبيب مختص واختصاصى اجتماعى وآخر قانونى وآخر شرعى دينى، بالإضافة إلى ولى أمر المعاق للبت فى صلاحية تزويجه من عدمها فكل حالة تقدر بقدرها. يذكر أن جمعية صوت المعاق يرأس مجلس إدارتها الدكتور أحمد جويلى الأمين العام لمجلس الوحدة الاقتصادية، كما شهد المؤتمر حضوراً مكثفاً من نجوم المجتمع والباحثين والمهتمين، مثل الفنان إيمان البحر درويش، وخالد أبو النجا، وإيمان حمزة رئيسة تحرير مجلة حواء، وإلهام وجدى ملكة جمال مصر، والدكتور عبد الحميد يوسف مستشار الأممالمتحدة للمعاقين، والدكتور فايز فوزى استشارى الجراحة، والدكتور شريف الجيار الباحث الاجتماعى، والدكتور محمد سامى أستاذ طب الأطفال ومدير عام مستشفى الدمرداش.