خيمت حالة من الحزن على كافة الأوساط الثقافية والسياسة بعد خسارة وزير الثقافة المصرى سباقه لتقلد منصب مدير عام هيئة الثقافة والعلوم والتعليم "اليونسكو"، وقد وصفتها صحيفة لوس أنجلوس تايمز بالمريرة، وأشارت إلى الفكر التآمرى الذى غلب على معالجات وسائل الإعلام المصرية والنخبة السياسية عقب إعلان فوز المرشحة البلغارية إيرينا بوكوفا بالمنصب على حساب حسنى، مشيرة إلى أحد العناوين لصحيفة المصرى اليوم: "صدام الحضارات يحدد معركة اليونسكو، أمريكا وأوروبا واللوبى اليهودى يسقطوا فاروق حسنى بعد منافسة مشرفة للوفد المصرى". وترى الصحيفة أن خسارة حسنى مثلت لدغة للروح الوطنية، فحتى أشد منتقدى الحكومة احتشد حول حسنى، فلقد كتب إبراهيم عيسى رئيس تحرير صحيفة الدستور وأحد معارضى الحكومة "إن حسنى يمتلك القدرات الشخصية ليقود اليونسكو، فلقد خاض معركة ضد العديد من المحاولات التى تهدف لتشويه سمعته ضد الغرب، لكن على ما يبدو أن أوروبا لا تزال غير مستعدة لوضع تراثها فى يد عربية". وتشير الصحيفة إلى أن تلك الشخصية الغامضة ذات النظارة الكبيرة والشعر الأسود الناعم –تقصد حسنى- قد أغضبت المسلمين بسهولة مثلما أغضبت اليهود، إذ أنه أثار استياء بعض النساء المصريات بسبب تصريحاته المعادية للحجاب بعد أن وصفه أنه إشارة للتخلف الثقافى، كما أن الكتاب والمثقفين لم يكونوا راضين على الطريقة التى يتعامل بها حسنى طوال 22 سنة أدار خلالهم وزارة الثقافة، فلقد تعرض للكثير من الانتقادات من قبل جماعات حقوق الإنسان بسبب فرض الرقابة على الكتب وخنق حرية الرأى والتعبير السياسى. وقالت إنه على الرغم من تقدم حسنى خلال الجولة الأولى من التصويت نتيجة للحملة السريعة التى قام بها وزير الثقافة والحكومة المصرية لكتم بعض المعارضين من خلال العلاقات العامة، إلا أن الجولات اللاحقة شهدت تخلى أنصاره عنه، بعد أن أيدت كل من الولاياتالمتحدة ودول الاتحاد الأوروبى المرشحة البلغارية. وقد تضاعفت المناورات السياسة والتمحيص المكثف خلال عطلة نهاية الأسبوع، حيث تضاعفت الاتهامات الموجهة لحسنى، والتى من بينها ما زعمه أحد المواقع التى تكتب بالعربية أن فاروق حسنى ساعد مختطفين فلسطينيين للسفينة أكيلى لاورو كروز على الهروب من إيطاليا عام 1985 حينما كان الملحق الثقافى فى روما، إذ أن هؤلاء الخاطفين كانوا قد قاموا بقتل سائحين يهود أمريكيين معوقين كانوا على متن السفينة، هذا غير العديد من الكتابات المعادية لحسنى.