"أنا يهودى .. وليس صهيونى" هكذا حاول اثنان من الحاخامات اليهود الأمريكيين التأكيد على تبرئتهما من صهيونية الدولة الإسرائيلية، مؤكدين تمسكهما بموقفهما الرافض لقيام دولة إسرائيل. وأكدا الحاخامان "ديفيد وايس ودوفيد فيلدمان"، أن قيام دولة إسرائيل يعارض تعاليم الشريعة اليهودية، وتعليمات التوراة التى لا تسمح بإقامة دولة ووطن يجمع اليهود الذين كانوا مشتتين فى كل دول العالم منذ تدمير الهيكل الثانى "هيكل الملك سليمان"، لافتين إلى أن قيام دولة إسرائيل "العلمانية" يرفضه اليهود المتدينين فى شتى بقاع الأرض، لذلك يرفضون الهجرة إليها. كان الحاخامان قد استجابا لدعوة "اليوم السابع" رغم أن الوقت كان يوم جمعة أى قبل الاستعدادات لصلوات السبت المقدسة، فضلا عن انشغالهما بالسفر إلى غزة للتضامن مع الشعب الفلسطينى وتسليمه وثيقة تؤكد حقوقه المشروعة فى الدفاع عن أراضيه ضد الاحتلال. وأوضح الحاخامان المناهضين لإسرائيل، والمقيمان فى الولاياتالمتحدةالأمريكية، فى ندوة باليوم السابع أن الحركة الصهيونية التى أسسها اليهودى تيودور هرتزل تشجع إقامة دولة إسرائيل "اليهودية العلمانية" وليس دولة إسرائيل "اليهودية المتدينة"، وهذا الأمر حرص على إتباعه كل زعماء الصهيونية والرؤساء الإسرائيليين الذين حكموا إسرائيل، بمن فيهم الرئيس الإسرائيلى "حاييم فايتسمان"، واستشهد الحاخام بقول الرئيس فايتسمان الذى أكد أن إسرائيل تريد هجرة اليهود العلمانيين إليها وليس اليهود المتدينين الذين يعارضون قيامها. وأشار ديفيد وايس إلى اهتمام مؤسسى دولة إسرائيل بتأسيس وطن علمانى بحت يبتعد عن تعاليم اليهودية ويهدف إلى السيطرة على الأراضى الفلسطينية بأية وسيلة حتى لو كانت الوسيلة هى "القتل"، للحصول على الأراضى، موضحاً أن الشريعة اليهودية تحرم القتل والسلب الذى نفذته إسرائيل ضد الشعب الفلسطينى، وأكد أن إسرائيل وجيشها تأسسا على القتل والكراهية للعرب والمسلمين. تحدث دوفيد فيلدمان عن العالم اليهودى العربى الشهير "موسى بن ميمون اليهودى" الذى عاش فى مصر فترة طويلة، دعا خلالها إلى التواصل والتسامح مع الشعوب العربية الإسلامية التى كان يعيش اليهود على أراضيهم فى ظل سماحة الإسلام معهم، وبخاصة فى الأندلس التى حكمها المسلمون لقرون عديدة، وصل خلالها اليهود إلى مناصب رفيعة بالدولة، مؤكداًً على أن الرئيس الإسرائيلى شيمون بيريز يحرص على حضور مؤتمرات حوار الأديان بسبب رغبة إسرائيل فى إظهار أنها دولة متدينة ومسالمة، وهذا غير صحيح بالمرة، لأن ما تقوم به إسرائيل ورئيسها بيريز ما هو إلا "أكذوبة وخداع" للعالم. وأكد ديفيد وايس أن اليهود المتدينين الرافضين للصهيونية يشجعون قيام دولة فلسطينية عاصمتها "القدس"، موضحاً أن القدس حق شرعى للفلسطينيين، وبالطبع رفض الشق الثانى لإقامة حل الدولتين إى إقامة دولة يهودية لأن الشريعة اليهودية تعارض قيامها، مشيراً إلى رفض اليهود المتدينين العمليات الاستيطانية التى تنفذها إسرائيل على الأراضى الفلسطينية، موضحاً أن الاستيطان يسلب حق الشعب الفلسطينى، فى عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى وطنهم بعدما تسببت الممارسات الإسرائيلية البربرية فى رحيلهم إلى دول متعددة، مع إشارته إلى أن إسرائيل تحاول تظهر أن اللاجئين الفلسطينيين "5 ملايين لاجئ" إذا عادوا سيسعون إلى قتل أى يهودى وأى إسرائيلى، وهذا ما وصفه الحاخام "بالكذب". وأخيراً أكد الحاخام ديفيد وايس على متانة وقوة علاقتهم بالسلطة الفلسطينية الحالية والسابقة برئاسة الرئيس الراحل ياسر عرفات، وأن المنظمة التابع لها عملت على مساعدة وتقديم العون للسلطة ضد البطش الإسرائيلى، كما أكد على قوة علاقتهم أيضاً بحركة المقاومة الإسلامية "حماس"، ووصفها بأنها "حركة شرعية" اختارها الشعب الفلسطينى للدفاع عن حقوقه ضد إسرائيل. واستنكر الحاخام ديفيد وايس الحصار الإسرائيلى المشدد المفروض على قطاع غزة منذ 3 أعوام، واتهم إسرائيل بالعمل على تجويع أهالى القطاع، وأكد عمل منظمته على مساندة أهالى غزة وتوفير الغذاء والدواء والاحتياجات الأساسية لهم، وأشار إلى اشتراكه فى حملات وقوافل تصل إلى قطاع غزة بهدف فك الحصار المفروض عليه. وقد لاحظ فريق اليوم السابع أن الحاخامين يحملان وثائق وكتب ومجلدات وخرائط تؤكد حق الشعب الفلسطينى وأن إسرائيل دولة عنصرية وحديثهما عن الاضطهاد والمواجهات التى تحدث لهما من قبل المؤيدين لإسرائيل داخل المجتمع الأمريكى وصلت إلى حد تهديدهم بالقتل.