أسعار الذهب فى مصر اليوم الجمعة 10 مايو 2024    ضبط 1356 مخالفة تموينية في حملة مكبرة بدمياط    وزير الإسكان يُصدر 9 قرارات بإزالة مخالفات بناء بالساحل الشمالي ومدينة بني سويف الجديدة    «مصر أكتوبر» تثمن تحذير السيسي وجوتيريش من عواقب العمليات العسكرية في رفح الفلسطينية    موعد مباراة الاتحاد والاتفاق اليوم في الدوري السعودي والقنوات الناقلة    جهود قطاع أمن المنافذ بوزارة الداخلية خلال 24 ساعة    قتلهم الدخان.. قرارات عاجلة فى مصرع شخص وابنته فى حريق شقة سكنية بمنشأة القناطر    2.6 مليون جنيه إيرادات 4 أفلام أمس.. والسرب في المقدمة    الكشف الطبي بالمجان على 1282 مواطنًا في قافلة طبية بدمياط    الزمالك يحدد موعد مران الفريق اليوم استعدادًا لمواجهة نهضة بركان    رفع 29 ألف طن مخلفات بالمنوفية خلال أبريل الماضي    رئيس جامعة القاهرة يترأس لجنة اختيار المرشحين لعمادة كلية الاقتصاد والعلوم السياسية    خطوة بخطوة.. طريقة الاستعلام عن المخالفات المرورية    انطلاق فعاليات القوافل التعليمية لطلاب الثانوية العامة بالشرقية    في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر    مواعيد قطارات القاهرة إسكندرية المكيفة 2024 بعد التعديل لموسم الصيف    الجيش الإسرائيلي و"حزب الله" يتبادلان القصف    دعاء الجمعة للمتوفي .. «اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين»    أسعار الخضروات اليوم الجمعة 10-5-2024 في الدقهلية    بروتوكول تعاون بين «تيودور بلهارس» و«طب الزقازيق» في مجالات التعليم والتدريب    "لديه ذبذبة".. مهاجم الزمالك السابق يتحدث عن فرص الزمالك للفوز بالكونفدرالية    رحلة مبابي في باريس تنهي بمكالمة الخليفي    سويلم: الحضارة المصرية رائدة في وضع تقنيات للري تعد الأقدم بالتاريخ    "يا عزيز عيني" فانتازيا أسطورية تحكي عن إيزيس وأوزيريس بطنطا    الفنانة يسرا اللوزي تشيع جنازة والدتها عقب صلاة الجمعة    هنا الزاهد وشقيقتها فرح يرقصان في حفل زفاف لينا الطهطاوي (صور وفيديو)    رد فعل محمد عادل إمام بعد قرار إعادة عرض فيلم "زهايمر" بالسعودية    قصف مدفعي إسرائيلي يستهدف منطقة اللبونة في بلدة الناقورة جنوبي لبنان    الاستغفار والصدقة.. أفضل الأعمال المستحبة في الأشهر الحرم    حصاد جامعة حلوان الأسبوعى    بث مباشر.. شعائر صلاة الجمعة من مسجد عبدالحليم محمود بالشرقية    ترفع الكوليسترول وتضر القلب.. 5 أطعمة احذر تناولها على الإفطار    تجنب 4 أطعمة لتقليل خطر الإصابة بالسرطان    وزير العمل يتابع إجراءت تنفيذ مشروع "مهني 2030" مع "اللجنة المختصة"    463 ألف جنيه إيرادات فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في يوم واحد بدور العرض    فريدة سيف النصر ضيفة عمرو الليثي في «واحد من الناس».. الإثنين    مصرع ضابط شرطة إثر اصطدام «ملاكي» ب«جمل» على الطريق ببني سويف    «التنمر وأثره المدمر للفرد والمجتمع».. موضوع خطبة الجمعة اليوم بالمساجد    فضل يوم الجمعة وأفضل الأعمال المستحبة فيه.. «الإفتاء» توضح    سعر متر التصالح في مخالفات البناء بالمدن والقرى (صور)    10 علامات ابحث عنها.. نصائح قبل شراء خروف العيد    حماس: الكرة الآن في ملعب الاحتلال للتوصل لهدنة بغزة    القسام تعلن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في هجوم شرق رفح الفلسطينية    حماس: لن نترك الأسرى الفلسطينيين ضحية للاحتلال الإسرائيلي    شخص يطلق النار على شرطيين اثنين بقسم شرطة في فرنسا    تاو يتوج بجائزة أفضل لاعب من اتحاد دول جنوب إفريقيا    نشوب حريق بمصفاة نفط روسية بعد هجوم أوكراني بالمسيرات    أول مشاركة للفلاحين بندوة اتحاد القبائل الإثنين المقبل    الناس بتضحك علينا.. تعليق قوي من شوبير علي أزمة الشيبي وحسين الشحات    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    صلاة الجمعة.. عبادة مباركة ومناسبة للتلاحم الاجتماعي،    3 فيروسات خطيرة تهدد العالم.. «الصحة العالمية» تحذر    مايا مرسي تشارك في اجتماع لجنة التضامن الاجتماعي بمجلس النواب لمناقشة الموازنة    عبد الرحمن مجدي: أطمح في الاحتراف.. وأطالب جماهير الإسماعيلي بهذا الأمر    ما حكم كفارة اليمين الكذب.. الإفتاء تجيب    إصابة 5 أشخاص نتيجة تعرضهم لحالة اشتباه تسمم غذائي بأسوان    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الأغانى ال "ياى"
نشر في اليوم السابع يوم 21 - 09 - 2009

بيجعر بيقول إيه ده؟ إيه الدوشة دى؟ بقى ده مطرب ده؟ أعوذ بالله من غضب الله. الله يرحم أيام الست. لو الست عايشة كانت ماتت لو سمعت الأغانى دى، بقى حد يسمع الهباب ده؟ !!
كلاشيهات معلبة يرددها الكثيرون والكثيرات، أولاد الناس، وبنات الذوات، المثقفون "نون" كما يسميهم زياد رحبانى والمثقفات "فات" كما لم يسميهن أحد.
إلا أن أبرز هذه الكلاشيهات وأقواها وأشدها "عنصرية" هو "ياى" التى تخرج من أفواه هؤلاء "الصفوة" كلما سمعوا أغنية "شعبية" يؤديها عبد الإسكندرانى، أو بحر أبو جريشة، مجدى طلعت، أو رمضان البرنس، أومجدى الشرينى، أو على وهشام، أو خالد الطيب، طارق الشيخ، أو العربى الصغير أو عبد الباسط حمودة، أو محمود الليثى، أو محمود الحسينى، أو غيرهم، لكن ما أن تبدأ الأغنية حتى تجد الأكتاف تهتز، والرؤوس تتمايل، والشفاه تتمتم بالكوبليهات، بل إن بعضهم يحفظها كلها، وهذه الحالة تشبة العلاقة السرية التى لا تنمو إلا فى الظلام، ويخاف من يمارسها أن ينفضح أمره، فيسقط من نظر المجتمع لأنه يسمع هذه الأغانى ال "ياى".
الحداثة كحالة ثقافية، تثبت خطأ هؤلاء جميعا، فمن ضمن شروطها أن يتنازل الإنسان عن ميوله واتجاهاته ووجهات نظره المسبقة، كلما قرأ، سمع، رأى، شيئا جديدا، كما تشترط أن يرى الإنسان الأمور بحيادية وموضوعية، خاصة أنه إذا تأملنا هذه الأغانى فسجدها تجسد هواجس وخيالات ورغبات "الإنسان" مهما كانت ثقافته، بل والأهم من ذلك إنها على الرغم من بساطتها تبدو أخلاقية ومحافظة، فبعضها يستثمر الموروث الصوفى مثلما يفعل محمود الليثى، وبعضها يدين التصرفات السئية مثل أغنية قوليلى يا خاينة لعبد الباسط حمودة، وبعضها يجسد حالة الانهزام التى أصابت كل المجتمع، ويفضح السلوكيات المنحطة كخيانة الأصحاب، وعدم احترام الجيرة، وعدم الحياء كما فى أغنية دقيقة حداد لطارق الشيخ.
فى الآن ذاته تمثل هذه الأغانى طفرة نوعية، لما يتم طرحه كأغانٍ رسمية، تعج بها قنوات التليفزيون الأرضية والفضائية، لأن هذه الأغانى المرضى عنها تدور حول أحد معنين لا لا ثالث لهما، الأول: حبيتك وبحبك ولما شوفتك الدنيا بقت زهور وورود، والثانى: خيانة وغدر ودموع وألم واستحلاف وتوعد برد الصاع صاعين، وبناء على هذا انقسمت الأغانى إلى (حب أو دراما) فيما لم تقتصر الأغانى ال"ياى" على هذين المعنين وتعدت معانيها لتؤكد على إنسانية الإنسان البيسطة فى معظم تقلباته النفسية والاجتماعية.
المقامات الشرقية هى ما تميز أغانى البسطاء، ولذلك تجد معظم سامعى الأغانى الشعبية يعشقون الفنان جورج وسوف، لأنه مازال ماحافظا على سمته الشرقى حتى فى أغانيه السريعة الإيقاع، وتجدهم ينتقون بعض الأغانى من المطربين "الفافى" ليضموها إلى قائمتهم المفضلة.
مطربو الأغانى الشعبية مظلومون، لأنهم غالبا ما يتم وضعهم فى مقارنة مع محترفى الفن وصانعيه، فى الوقت الذى لا يدعون هم ذلك، ولا يطمعون إلا فى التعبير عن شخصيتهم ووجداناتهم، التى قد تتماثل مع الكثير من البشر، ويظلمون أيضا من دارسى وباحثى الفولكلور إذ يعتبرونهم خارج التصنيف "الشعبى" ناسين لكل مجتمع "شعبيته" فالقاهرة تختلف عن بحرى أو قبلى، وما أحوجنا الآن لتسجيل هذه الأغانى وتوثيقها قبل أن تضيع ويضيع معها الإنسان الذى ابتكرها، لذلك يجب أن ينظر لهم المجتمع بتسامح أكثر، وأن يستمع إلى عدوية مثلما يستمع إلى فيروز.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.