كارثة جديدة فى مسلسل التلوث البيئى تشهدها الجيزة خلال الأيام المقبلة بعد الإضراب الجماعى ل10 شركات أهلية للنظافة، المسئولة عن رفع القمامة من شوارع الأحياء الشعبية "بولاق الدكرور والعمرانية وجنوب الجيزة والهرم" بالإضافة إلى الشركة الإيطالية التى امتد إضرابها عن العمل للأسبوع الرابع والمسئولة عن رفع القمامة بالأحياء الراقية "العجوزة والدقى وشمال الجيزة". فى البداية كانت الأزمة تقتصر على الأحياء الراقية فى الجيزة أما الآن فتحولت الأزمة إلى المناطق الأكثر فقرا وشعبية، كما أكد الحسينى أبو زيد رئيس لجنة المحليات والتجميل بمحلى الجيزة أن تقاعس الشركات الأهلية مع الشركات الأجنبية سيحوِّل شوارع الجيزة إلى أماكن عفنة تملؤها الروائح الكريهة للقمامة، مشيرا إلى أن هناك اجتماعا بين المهندس سيد عبد العزيز محافظ الجيزة وأعضاء المجلس المحلى ومسئولى الشركة الإيطالية بعد العيد مباشرة لوضع حلول جذرية لإضراب هذه الشركات عن العمل. وأوضح الحسينى أن هناك مجموعة من الأسباب لتفاقم الأزمة منها التعاقد الخطأ مع شركة أجنبية لا تفى بعقودها والتى كانت سببا فى هجر الزبال العادى الذى كان يقوم بجمع القمامة من أمام المنازل مقابل أجر رمزى مقارنة بالذى تحصل عليه الشركة الآن، أيضا التعاقد مع 10 شركات أهلية تقوم بجمع القمامة من الشوارع وتترك المنازل مما يجعل الأهالى يرمون أضعاف ما تجمعه الشركة من الشوارع، بالإضافة إلى عدم إعطاء توكيلات كافية لهيئة النظافة للقيام بعمل هذه الشركات وأخيرا قيام الهيئة بجمع القمامة من الأماكن التى توجد منها بلاغات من قبل المواطنين. وفى داخل شوارع إمبابة أكد الأهالى ومن بينهم محمد صالح مهندس إلكترونيات ومحمد إمبابى صاحب مطعم كشرى أن حالة النظافة فى تدهور مستمر، وتلال القمامة تحاصر شارع المطار والجزيرة الوسطى امتلأت عن آخرها بتلال القمامة مطالبين بضرورة إيجاد حل جذرى لهذه المشكلة خاصة أنهم يقومون بدفع رسوم النظافة مع فواتير الكهرباء ويهمهم فى المقام الأول الحصول على خدمة متميزة مقابل النقود التى يدفعونها. أما فى شوارع الهرم وبولاق والعمرانية فأكد الأهالى فى شكاوى جماعية مرسلة لأعضاء محلى الجيزة ومحافظة الجيزة ومنهم العضو يوسف خطاب عن الهرم، وأسامة فاروق التركى عن حى العمرانية، وسيد سليم عن بولاق الدكرور أن تراكم القمامة أمام المنازل والمحلات والمستشفيات تسبب فى انتشار الروائح الكريهة والذباب والناموس. من جانبه أكد أحمد نصار رئيس هيئة النظافة أن الهيئة قامت بصرف شيك ب2 مليون جنيه مساء أمس الخميس للشركة الإيطالية كسلف يتم خصمه من المبلغ الذى يحصلون عليه آخر كل شهر، مشيرا إلى أن الشركة وعدته بإنهاء الإضراب والاستمرار فى العمل وإنهاء الأزمة خلال أسبوع أو أسبوعين على الأكثر. وأوضح نصار أن الهيئة منذ امتناع الشركة الإيطالية عن العمل قامت برفع 22 ألف طن قمامة من شوارع أحياء العجوزة والدقى وشمال الجيزة وقال إنه تم وضع 20 صندوقا من الصناديق المحورية فى الجزيرة الوسطى بشارع السودان بالمهندسين حتى يستغلها المواطنون فى إلقاء القمامة بالإضافة إلى تخصيص 35 صندوقا فى شوارع العجوزة. وأشار نصار إلى أن الشركات الأهلية ليس لها الحق فى الامتناع عن العمل لأنها تحصل على مستحقاتها كاملة إلا فى حال تقصيرها فيتم تطبيق اللوائح عليها إلا أن الهيئة طلبت من وزارة البيئة مساعدتها فى أزمة النظافة بسيارات نقل ونصف نقل ولودرات وجرارات، لافتا إلى أن الوزارة لديها أسطول من السيارات تابعة للهيئة العربية للتصنيع تتعدى 115 سيارة. وفجر مصدر مسئول والعضو المنتدب بالشركة الإيطالية لخدمات البيئة أن مشكلة فى غاية الأهمية وهى أن الشركة لم تتسلم حتى الآن المدفن الصحى المخصص لها من قبل محافظة الجيزة بصحراء شبرامنت منذ عام2003 حتى الآن وهو مدفن صحى على مساحة 100 فدان سيمكن الشركة من التخلص من المخلفات بشكل آمن وإقامة مصانع للسماد العضوى وعمل فرز صحى لمحتويات القمامة. وأشار العضو إلى أن هيئة النظافة بالجيزة لا تمنح الشركة المستحقات التى تساعدها على شراء قطع الغيار ودفع أجور الموارد البشرية من عمال ومشرفين وإداريين وسائقين، لافتا إلى أن الهيئة تخصم ضريبة المبيعات من الشركة والتى من المفترض أن تدفعها، وقد عقدت هيئة النظافة مع الشركة العديد من الاجتماعات لصرف مستحقاتنا وتنتهى الاجتماعات إلى لجان وفى النهاية لا شىء. وقال عبد الخالق عزوز رئيس حى شمال الجيزة فى تصريحات سابقة إن المحافظ أصدر تعليمات بإسناد مهمة النظافة فى إمبابة لشركة المقاولون العرب حتى تنتهى من رفع كل أكوام القمامة من الشوارع فى وقت زمنى سريع لما تتمتع الشركة من إمكانيات عالية لافتاً إلى أن المحافظة ستخصم تكاليف الشركة من مستحقات الشركة الإيطالية التى تم خصمها خلال فترة التوقف عن العمل، على أن يتم محاسبة لشركة المقاولين العرب بالمتر المكعب. وأوضح أنه تم الاتفاق مع مديرية مرور الجيزة لحل الأزمة المرورية فى منطقة إمبابة وتسهيل دخول وخروج سيارات النقل والنصف النقل المحملة بالقمامة، نظراً لكثرة السيارات التى تعمل بمنطقة إمبابة وحتى لا يحدث أزمة مرورية حادة.
