أنا بحلم أصحى الصبح ألاقى نفسى واحد تانى... ألاقى نفسى حاجه تانية خالص.. ألاقى سريرى فى حتة من الجنة.. ألاقى بيتى على شط بحر هادى ومزيناه السما.. ألاقى ودنى بترقص على أجمل صباح الخير من الأمورة الحلوة المسمسمة..ألاقى عربيتى واقفة تحت البيت مستنية تودينى أى حتة فى الدنيا.. ألاقى البرستيج فى شغلى والسعادة اللى بشوفها فى الإعلانات.. ألاقى الناس نست شكل الزعل ووشوشها مليانة بالابتسامات.. أنا نفسى بجد حياتى تتغير.. ومش أنا لوحدى كده.. الناس كلها كده.. الناس كلها نفسها تغير حياتها.. الناس مخنوقة من كل حاجة فى حياتها.. فى واحد نفسه يغير الشغل اللى هو فيه.. وواحد نفسه يغير السكن والمنطقة اللى هو فيها.. واللى نفسه يغير التيشيرت اللى عليه اللى اتحفظ من كتر اللبس.. واللى نفسه يغير التليفون اللى اتهرا من كتر الخبط عشان يشتغل... واللى نفسه يغير الأكل اللى بيتعاد كل يوم... واللى نفسه يغير التليفزيون اللى بيجيب حاجات تخنق... واللى نفسه يغير إمام الجامع اللى حافظ خطبتبن وأيتين وبقاله سنين بيعيد فيهم... واللى نفسه يغير التباع والسواق اللى بيبلطج عليه كل يوم... واللى نفسه يغير مراته بس عشان خاطر العيال.. واللى نفسه يغير خطيبته بس صرف عليها كتير ومش عارف ياخد كل حاجته.. واللى نفسه يغير بنت الجيران اللى شبه الأفلام القديمة... واللى نفسه يغير عياله ويبقوا شبه العيال النضاف اللى بيشحتوا بيهم فى 57357... واللى نفسه يغير الناسى اللى الصدق بقى ضيف على لسانها... واللى نفسه يغير الحقد اللى بإيجار قديم ساكن قلبهم... واللى نفسه يغير الناس اللى على طول كده عايزين منك مصلحة... واللى نفسه يغير الناس اللى بيتعامل معاهم أصلا... واللى نفسه يغير البلد بحالها ويسافر... واللى نفسه يغير البلد اللى ليها سافر... واللى نفسه يغير الحكومة اللى عندها كل فى حاجة مدروسة وفى إطار خطة التنمية.. واللى نفسه يغير رئيس الجمهورية واللى جاى بعديه كمان.. واللى واللى واللى.. وده عادى أن كل واحد نفسه يكون حالة أحسن من اللى هو فيه.. لكن مش عادى أن الناس كلها يكون مش عاجبها العجب ولا الصيام فى رجب.. مش عادى أن الناس كلها نفسها تغير.. ويلفت انتباهك أن معظم الناس بتقولك أهو إحنا صابرين على مايجى غيره.. يعنى مفيش حد مبسوط باللى هو فيه.. ومش عارف ده بأه نسميه تمرد... ولا نسميه عدم رضا... بس ما ينفعش نقول عدم رضا.. أصل الناس دى أكتر حاجة بيقولوها رضا... وما ينفعش نقول كمان متمردين.. أصل المتمردين بيشيلوا سلاح ويقولوا لأ ويوصلوا للناس كلها إنهم زعلانين.. وبالغصب وبالقوه بياخدوا حقهم... لكن الناس دى لا عمرها هاتقول لأ ولا عمرها هاتاخد حقها... الناس دى آخرها تفضفض بينها وبين بعضها... ومفيش حد فيهم يجرؤ يقول للتباع هو إحنا ليه بندفع الأجرة تلات مرات لنفس المسافة.. ولا تجرؤ تقول للجيران اللى تحت هو ليه الميه ما بتطلعش عندنا... ولا اللى رمى السيجارة ع الملاية بتاعت الست اللى قابلنا يجرؤ يقول أنا اللى رميتها.. أقولك خليك حاطط فى نفسك كده وساكت أصل بيقولك السكوت علامة الرضا.. تانى رضا يانى.. خلاص بأه..