هل يضاف الهبوط الأرضى إلى قائمة الكوارث التى تهدد المصريين؟ خاصة بعدما تكررت الظاهرة بشكل لافت خلال الشهور الماضية فى أكثر من حى داخل القاهرة الكبرى وفى بعض المحافظات وإن كانت بصورة أقل، ونفس الأمر حدث فى بعض الطرق الصحراوية. حتى هذه اللحظة لم تسفر ظاهرة الهبوط الأرضى عن سقوط ضحايا، وإنما تسببت فى حدوث بعض الخسائر المادية كان أبرزها التشققات التى حدثت فى بعض المبانى الأثرية ومنها قصر إسماعيل المفتش بمنطقة لاظوغلى. واللافت مع تكرار الظاهرة احتفظت الأجهزة التنفيذية بالدولة، بنفس الأسلوب فى التعامل مع هذه الظاهرة معتمدة فى ذلك على طريقة رد الفعل فقط دون الاهتمام باتخاذ الإجراءات التى تضمن عدم تكرار الظاهرة فى مناطق أخرى، قد تكون إحداها كفيلة بحدوث كارثة كبرى لا يعلم عواقبها إلا الله. منذ أيام تكررت ظاهرة الهبوط الأرضى بشارع الجيش فى حى العباسية بعمق 15مترا وطول 10 أمتار، تسبب هذا الهبوط فى ابتلاع سيارتين، ومن حسن الحظ لم يتواجد فيهما أحد، وقد سبق أن شهد شارع 26 يوليو نفس الأمر بمساحة أقل، منطقة وكالة البلح وكان الهبوط بعمق 5 أمتار أدى إلى حدوث أزمة مرورية فى الشارع، وتم على إثرها تحويل مساره، وقبلها تكرر نفس الأمر فى منطقة العتبة بعمق 2 متر، كما تكرر أكثر من مرة فى الجيزة. ولكن من أبرز ظواهر الهبوط ومازالت آثاره قائمة حتى الآن وهو الهبوط الذى أدى إلى انهيار مبنى الشهر العقارى التابع لوزارة العدل قبل أن يدخل الخدمة فى شارع مجلس الشعب ووصلت الخسائر الناتجة عن هذا الانهيار بالملايين، مما عزز المخاوف لدى المقيمين فى هذه المنطقة من حدوث انهيارات فى المبانى الموجودة بشارع منصور والشوارع المتقاطعة معه. عن أسباب تكرار ظاهرة الهبوط الأرضى فى القاهرة، والمناطق المؤهلة لتكرار الظاهرة سألنا عدداً من الخبراء والمتخصصين والبداية كانت مع د. أحمد فوزى دياب خبير الموارد المائية بمركز بحوث الصحراء الذى قال إن "منطقة وسط القاهرة بأكملها مهددة بخطر الهبوط الأرضى" ويضيف، المؤشرات الأخيرة لحركة المياه الجوفية رصدت ارتفاعاً كبيراً فى منسوب المياه الجوفية، فى منطقة وسط القاهرة تحديداً بسبب الانفجارات المتكررة لخطوط مياه الشرب الرئيسية والفرعية، بالإضافة إلى تسرب مياه الصرف الصحى إلى باطن الأرض نتيجة لانتهاء العمر الافتراضى للعديد من مواسير الصرف. دياب لم يكتفِ بتلك المفاجآت الصادمة، بل كشف عما هو أخطر عندما قال "إن هناك العديد من خطوط مياه الشرب وشبكات الصرف الصحى القديمة لا يوجد لدى هيئة الصرف الصحى والشركة القابضة لمياه الشرب خرائط لها، ولا أحد يعلم عن مساراتها أى شىء". د. يحيى القزاز أستاذ الجيولوجيا بجامعة حلوان، تناول ظاهرة الهبوط الأرضى من الناحية الفنية قائلاً، هناك عدة أسباب من الممكن أن تؤدى إلى ذلك، منها الهزات الأرضية، ومياه الصرف الصحى والمياه الجوفية، ونوع التربة، ومدى تماسكها أو هشاشتها قد يساهم فى حدوث الهبوط، واستبعد القزاز بشكل مؤقت أن يكون لمشروعات مترو الأنفاق أو الاهتزازات التى تنتج عنه دور فى ذلك. وأشار قزاز إلى أنه قد يكون أحد العوامل فى حال إذا ما كانت الشركات المنفذة، لم تهتم بإجراء الدراسات الكافية، ولكن القزاز شدد على خطورة تسرب مياه الصرف إلى باطن الأرض نظراً لاحتوائها على مواد كيمائية قادرة على تفتيت التربة أسفل المبانى وتركها معلقة على الهيكل الخرسانى، مشيراً إلى أن هناك حادثاً شهيراً سجلته الدوائر العلمية، وقع منذ عدة سنوات فى محافظة الفيوم، حين غاصت عمارة فى باطن الأرض، وكأنها تسقط فى بحر الرمال. وعلى طريقة "الوقاية خير من العلاج" طالب القزاز بأن يتم استخدام أجهزة الرادار الجيولوجى لعمل مسح أرضى، فى المنطقة التى حدث بها الهبوط والمناطق المجاورة لها، لافتاً إلى أن الرادار الجيولوجى، يساهم فى التعرف على التربة بباطن الأرض على عمق 60 متراً، على أن يتم تعميم هذا المسح على باقى الأماكن. فيما قال د. رضا حجاج أستاذ التخطيط العمرانى بجامعة القاهرة، إن أى هبوط أرضى يحدث فى مكان ما يشير إلى أن الأرض أسفل منه أصبحت غير قادرة على تحمل المبانى. ويؤكد حجاج أن الهبوط الأرضى يحدث نتيجة لعدة أسباب منها وجود هزات أرضية، أو حفر عميق بالقرب من موقع الهبوط، أو لحدوث ظاهرة "الدمك" بمعنى تحول التربة إلى ما يشبه رمال الشاطئ نتيجة لتشبعها بالمياه وهذه الأسباب يمكن التعرف، عليها حتى لو كان هناك طبقة أسفلتية تغطى مناطق الهبوط، ويظهر ذلك عن طريق التشققات أو عن طريق الانخفاضات والارتفاعات فى الطريق الأسفلتى. لمعلوماتك.. يبلغ العمر الافتراضى لمواسير الصرف الصحى وفقاً لنوعها ونوعية التربة والأحمال التى تتعرض لها من 20 إلى 70عاماً. موضوعات متعلقة.. هبوط باب الشعرية حائر بين المحافظة ومترو الأنفاق