حالة من الغضب والسخط تجتاح أكثر من 3 ملايين مواطن بمحافظة الجيزة بسبب تراكم أكوام وتلال القمامة بالشوارع والمنازل وأمام المدارس حتى وصل الأمر بها إلى إغلاق أكشاك الخبز بإمبابة لتراكمها أمامها بالإضافة إلى الذباب والروائح التى تصيب الأطفال وكبار السن بأمراض الربو والحساسية. الكارثة ليست فقط فى إنتاج المواطن للقمامة بشكل يومى ولكن الكارثة الأكبر فى وجود شركات وهيئات وعمال متخصصين فى رفع القمامة ويحصلون على أموالهم من خلال عقود مع محافظة الجيزة المسئولة الأول عن الأزمة بالإضافة إلى فواتير الزبالة التى يدفعها المواطن على فواتير الكهرباء شهريا حتى وصل الأمر إلى فرضها على المواطنين وإجبارهم على دفع غرامات أو إزالة عدادات الكهرباء لهم فى حال امتناعهم عن السداد. يقول المهندس محمد غنيم أحد سكان منطقة المنيرة الغربية بإمبابة إنه منطقته من أكثر مناطق محافظة الجيزة تلوثا بالقمامة، وذلك لتجاهل عمال النظافة الذين لا يأتون إلا مرة كل أسبوعين، موضحا أن القمامة عبارة عن تلال أمام المنازل وفى الشوارع دون تدخل من المسئولين بالمحافظة. وكشف غنيم عن كارثة تتعرض لها المنيرة من خلال قيام أصحاب الأفران بجمع القمامة ووضعها أمام أكشاك الخبز التابعة لشركات أم المصريين وذلك لجعل المواطنين يتركون هذه الأكشاك والاتجاه للشراء من الأفران وهنا يستطيعون التلاعب بالدقيق والسرقة منه. وتساءل غنيم عن دور الحكومة تجاه هذه القمامة، مشيرا أن المصيبة قادمة مع فصل الشتاء وبداية العام الدراسى والذى يشهد تزاوج فى مرض أنفلونزا الطيور والخنازير معا، والذى ينذر بوجود آلاف الإصابات بهذا المرض. وأضاف غنيم أن محافظ الجيزة الجديد منذ توليه المنصب بعد الدكتور فتحى سعد محافظ 6 أكتوبر الآن، ومنطقة المنيرة لم يزرها من قبل كما يوجد بها كل أنواع الجرائم الإنسانية دون تدخل منه بالإضافة إلى حرمانها من جميع الخدمات لعدم وجود ميزانية مخصصة لها، انتقد المهندس مداخلة رئيس حى شمال الجيزة فى أحد البرامج الفضائية بأنه سيزيد الاهتمام بمنطقة المهندسين والدقى، قائلا وأهالى إمبابة أليسوا مواطنين يعيشون على أرض محافظة الجيزة؟!. أما ماهر العزب أحد سكان الطوابق ببولاق الدكرور فيذكر أن القمامة يدفعون لها أموالا مرتين الأولى على فاتورة الكهرباء والثانية للعامل المحصل للقمامة والذى إن لم تعطه يترك لك القمامة بالمنزل. وأضاف العزب أن الزبالة توجد فى كل شارع ببولاق الدكرور رغم تعدد الشكاوى للهيئة والمجلس المحلى إلا أنهم لا يستجيبون لطلبات أحد ويكتفون بأن هناك حملات ستنفذ خلال الأسبوع الحالى ورغم ذلك ما زالت القمامة باقية. كما أكد أيمن الصعيدى أحد سكان شارع زغلول بحى الهرم أنه منذ أسبوع كامل لم يأت عامل النظافة إلى المنزل واكتفاء سيارات النظافة بجمع ما يوجد فى بعض الشوارع التى يوجد بها مسئولون بالدولة سواء رجال شرطة أو رجال سياحة يقومون بالإبلاغ عنهم، كما انتقد أعضاء المجالس المحلية المسئولة عنهم والذين يتجاهلون مطالبهم. وأشار شحاتة فرج أحد سكان العجوزة إلى أن المسئولين عن نظافة مصر يجب أن يعملوا بضمير ويعينوا عمال نظافة جددا ويرفعوا مرتباتهم ويوفروا لهم المعدات والأدوات المطلوبة لتنظيف مصر وكل أحياء مصر (أحياء الفقراء قبل أحياء الأغنياء) ونشوف كل المدن والأحياء نظيفة وجميلة وتحيطها الأشجار على الأرصفة بدلاً من الإشغالات التى تعيق حركة المواطنين من أكشاك وباعة مفترشين على الأرصفة وكراسى المقاهى وخلافه، حتى ربنا يبارك لكم فى الرسوم والأموال التى تحصلون عليها شهريا من المواطنين نظير النظافة.. وطالب شحاتة بضرورة إسناد النظافة فى مصر إلى شركات نظافة مصرية، موضحا أنها ستكون وسيلة للقضاء على البطالة بالإضافة إلى منع خروج أموالنا للخارج وعدم رفع قضايا علينا من هذه الشركات الأجنبية- مع وضع شروط لإحكام الرقابة على هذه الشركات ومتابعتها ومراقبتها يوميا. فى حين أشار شحاتة إلى أن القمامة فى مصر تشبه التورتة من حيث كثرة فوائدها وأرباحها مثل "تدوير بعض المخلفات، سماد عضوى، تشجير، وخلافه فقط نعمل بضمير بعيداً عن المصالح الشخصية؛ لأن طوفان الزبالة هيجر معاه الأمراض الخطيرة مثل الطاعون- الناموس وأمراضه الخطيرة- الذباب وخطورته على الصحة. ومن جانبه أكد أحمد نصار رئيس الهيئة العامة للنظافة والتجميل بالجيزة، أنه تم رفع أكثر من 9 آلاف طن قمامة من أحياء الدقى والعجوزة وشمال الجيزة، وأن هيئة النظافة تواصل بالتنسيق مع الأحياء لرفع القمامة، مؤكداً أنه تم وضع برنامج زمنى لرفع التراكمات من خلال ورديات صباحية ومسائية يتم تقسيمها إلى مربعات وتخصيص عمالة لخدمة كل مربع سكنى، مشيرا إلى أنه جارٍ تعيين 200 عامل جديد لتغطية العجز فى العمالة، والمعدات، كما تم وضع عدة أكمنة فى المناطق التى يتم إلقاء مخلفات الهدم والبناء بها، حيث تم ضبط 10 عربات كارو بحى شمال الجيزة وتم التحفظ عليهم بمخازن الحى. وأكد نصار أن الهيئة تقوم حاليا بوضع منظومة متكاملة للنظافة بالمحافظة خلال الفترة القادمة يتم من خلالها مواجهة القصور الناتج عن تعثر الشركة الإيطالية من خلال دعم هذا القطاع الحيوى، ورفع كفاءته، حتى يشعر المواطن بتحسن ملحوظ فى النظافة العامة. طالب العاملون بمشروع النظافة بالجيزة، ومعظمهم من الحاصلين على مؤهلات عليا ومتوسطة وذلك لعدم وجود وظائف، فضلا عن أنهم متزوجون ولديهم أبناء، ومع ذلك يعانون من سوء المعاملة من بعض المسئولين عن المشروع، حيث وصل بهم الحال إلى الإضراب عن العمل. وطالب العاملون بالمشروع بالتثبيت بدلا من العقد المؤقت، مشيرين إلى ضعف الراتب مقارنة بحجم أعمال النظافة التى يؤديها فى الشوارع أو الصعود إلى الوحدات السكنية لجمع القمامة فى مناطق وأحياء الجيزة، بالإضافة إلى عدم حصولهم على الزيادة التى قررها الرئيس مبارك فى عيد العمال خلال الأعوام الماضية أو العام الحالى. وأكد نصار أنه لكى تحل هذه الأزمة لابد من توفير وزارة البيئة 70 مليون جنيه للهيئة من أجل رفع القمامة. ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------ ------------------------------------------------------------------------
