اختارت الجاليات المسلمة فى الغرب اليوم، الجمعة، ليكون أول أيام شهر رمضان لهذا العام، اتباعا لما أعلنته ليبيا وتركيا، بخلاف ما أعلنته دول إسلامية أخرى من أن السبت هو أول أيام شهر رمضان وفقا للرؤية الشرعية، وعلى رأس هذه الدول جاءت مصر والسعودية والإمارات وقطر وإندونيسيا. وقد أثار صيام الجاليات اليوم، الجمعة، خلافا بالتبعية للخلاف الدائر بالفعل بين الدول العربية نفسها حول رؤية الهلال. د. عصام عبد الصمد، رئيس اتحاد المصريين بأوروبا، قال إن استطلاع هلال رمضان "مشكلة تواجه المصريين فى أوروبا كل عام"، مشيرا إلى أنه حتى اليوم لم يتفق المسلمون فى أوروبا على يوم محدد للصيام. وأضاف: "لكن غالبية المصريين فى أوروبا اعتادوا الصوم فى اليوم الذى يحدده المركز الإسلامى الموجود فى الدولة المقيمين فيها، حتى يحتفل جميع مسلمى هذه الدولة ببدء الصوم وبعيد الفطر فى نفس اليوم، لكن هذا لا يمنع بعض المصريين من تجاهل المركز الإسلامى والصيام فى اليوم الذى تحدده دار الإفتاء المصرية. وأشار عبد الصمد إلى أن هناك تنوعا فى أصول المسلمين فى أوروبا، حيث ينقسمون إلى مسلمين من أصل عربى – غالبا يصومون حسب المركز الإسلامى- ومن أصل آسيوى –يصومون حسب دولتهم- والشيعة وهؤلاء غالبيتهم يفضلون اتباع إيران فى بدء الصيام والإفطار. أما المفاجأة الأكثر تأثيرا، فكانت تلك التى فجرها الدكتور مسلم شلتوت، رئيس مركز بحوث الفضاء فى جامعة المنوفية، والذى أكد أن صيام بعض الجاليات المسلمة خارج الدول الإسلامية اليوم، الجمعة، يعد "باطلا ومخالفا للشريعة"، حيث قال شلتوت فى تصريحات خاصة لليوم السابع إن مسلمى الخارج يعتمدون على نظام يسمى "الاقتران"، وهو نظام وثنى مأخوذ من الحضارة الرومانية، ويستخدم فى حالة تعذر رؤية الهلال قبل زوال الشمس. شلتوت أضاف أن نظام" الاقتران" فى رؤية الهلال يخالف نصوص الشريعة، التى تنص على أن الصيام يبدأ برؤية الهلال، وإن تعذر يجب إتمام شهر شعبان ثلاثين يوما، فرمضان، بحسب شلتوت، شهر هلالى، مصداقا لقول الرسول صلى الله عليه وسلم "صوموا لرؤيته وأفطروا لرؤيته"، وبهذا فإن عدة شهر رمضان هذا العام لدى الجاليات المسلمة فى الغرب ستكون 30 يوما، مقابل 29 يوما فى الدول العربية التى يبدأ فيها الصيام غدا السبت.. شلتوت شدد على أنه فى حالة عدم وجود لجان رؤية شرعية فى البلدان الغربية، فيجب على المسلمين هناك أن يتبعوا مصر أو السعودية، وليس ليبيا، حيث إن هاتين الجهتين هما الأكثر دقة فى تحرى الهلال. دار الإفتاء من جانبها حسمت الأمر مبكرا بالإعلان على لسان الدكتور على جمعة أن المسلمين فى كل مكان مطالبون شرعا بالصوم وفقًا لرؤية هلال شهر رمضان فى بلادهم، وذلك لمنع حدوث البلبلة والشقاق التى يحدثها البعض بمخالفتهم أهل البلاد والصيام بناء على رؤية دولة أخرى بدعوى عدم صحة ودقة رؤية أهل العلم فى هذه البلاد، مشيرا إلى أن مجمع البحوث الإسلامية أكد فى قراره الخاص بتحديد أوائل الشهور القمرية، على أن ثبوت رؤية الهلال يكون بالرؤية الشرعية.