رغم الآلام التى خلفتها مروة الشربينى شهيدة الحجاب فى قلوب الكثيرين بعد اغتيالها على يد ألمانى متطرف، إلا أن هذه الحادثة فتحت الباب للتفكير فى طريقة لوقف نزيف الدماء الذى تسببت فيه حوادث الإرهاب المتلاحقة. الخبيرة النفسية داليا الشيمى المتخصصة فى مجال المساندة النفسية لمتضررى الكوارث والحروب شعرت بفداحة العمل الإرهابى، سواء كان مصوبا فى وجه المسلمين أو الغرب فنفس الألم الذى اعتصر قلب أسر ضحايا انفجار الحسين هو الذى ألم بأسرة مروة الشربينى وقررت أن تطلق مشروع مكافحة الإرهاب الذى أهدته إلى روح الشهيدة مروة الشربينى. "الإرهاب لا دين له ولا وطن ولا جماعة، إنما هو فعل أسود بلا ملة يتغير شكله بتغير أصحاب المصالح الذى يرعونه" من هذا المنطلق وضعت داليا الشيمى مشروعها الذى يستهدف جمع مجموعة كبيرة من الشباب العربى والغربى ليتعارفوا على عادات وتقاليد ودين بعضهم بعضا فى إطار منهج للحد من نبرات الاختلاف والعنصرية والتعصب الدينى يقدمه مجموعة من القانونيين وعلماء النفس والاجتماع والأنثربولوجى إلى جانب مجموعة من الخبراء الأمنيين. وبعد اجتياز مدة التدريب التى لا تتجاوز ثلاثة أشهر، يحصل المتدرب على شهادة بأنه أحد ناشطى العالم لمكافحة الإرهاب ليتولى نشر الأفكار بين أوساط الشباب وفى المجتمع الذى يعيش فيه. "الفكرة فى ذهنى قبل حادث مروة الشربينى، وخاصة بعد حادثى الحسين والزيتون" قالت داليا الشيمى فى إشارة إلى أهمية الدور الذى يمكن أن يلعبه المواطن البسيط فى منع هذه الكوارث من خلال الإبلاغ عن وجود أجسام غريبة أو أشخاص مريبة، مما يجعله يمارس دور الدرع الواق فى كثير من الأحيان. سعت داليا لعرض مشروعها فى ذلك الوقت على إدارة العلاقات العامة بوزارة الداخلية لتطبيقها فى فترة الأجازة الصيفية فى المدارس الثانوية وبين طلبة الجامعات، إلا أنها لم تستطع الوصول إلى الجهات المختصة وبعد اتساع الفكرة لتشمل العالم العربى والإسلامى تتمنى أن تتبناها أكثر من جهة سواء جامعة الدول العربية أو الأممالمتحدة. "خوف الدول من إفشاء أسرارها أو اندساس بعض الفئات للحصول على معلومات مخابراتية" هى أهم العقبات التى قد تدفع الجهات الأمنية لرفض هذا المشروع، إلا أن داليا لا تعتبر هذه المخاوف سببا لإغلاق فى هذا الموضوع، لأنه يبدو أمرا حيويا خاصة بالتزامن مع عمليات غسيل العقول التى تتم على قدم وساق فى الأوساط الشبابية وترى أن دور الجهات الأمنية أن تمارس دورها فى مراقبة الشباب المشارك للتعرف على توجهاتهم.