نشرت صحيفة "ذا هيرالد" الأمريكية مقالاً للكاتب كيفن هاو يتحدث عن المشهد السياسى فى مصر من منظور الخبير الأمريكى البارز، روبرت سبرنجبورج، وهو مدير سابق لمعهد الشرق الأوسط فى كلية الدراسات الشرقية والأفريقية بلندن، كما ترأس مركز البحث الأمريكى فى مصر من عام 2000 إلى 2002، ويعمل الآن أستاذاً جامعياً فى الكلية البحرية للدراسات العليا. ويقول سبرنجبورج، إن نظام الحكومة المصرية نظام ضعيف قد يتأثر سلباً باهتمام الرئيس الأمريكى، باراك أوباما الذى يعيره الكثير من التأييد و"الثقل". ويرى الخبير السياسى أن هناك دلائل تنذر بوقوع تغيير وشيك فى الحكومة قد يحدث حتى قبل موعد انتخابات الرئاسة المقبلة، ومع نظام الحكومة الذى يستثمر قدرا غير متناسب من القوة فى الرئاسة، ومن المحتمل أن يؤثر هذا التغيير على مسار السياسة المصرية بشكل كبير. ويضيف أن "بصمة" مصر على ساحة الشئون الدولية انطمست كثيراً خلال فترة رئاسة مبارك عما كانت عليه فى عهد جمال عبد الناصر (الرئيس منذ 1956-70) وأنور السادات (الرئيس من 1970-81)، حيث غازل الاتحاد السوفيتى مصر فى عهد عبد الناصر بتقديم المساعدات العسكرية والاقتصادية لها، وفعلت مثله الولاياتالمتحدةالأمريكية فى عهد السادات. وكان لقرار الرئيس أوباما بتوجيه خطابه إلى العالم الإسلامى من القاهرة تأثيره فى تعاظم نفوذ مصر فى المنطقة وارتفاع شأنها، كما ألمح هذا القرار أن أوباما يخطط لوضع "وزن ثقيل" على العلاقات الأمريكية المصرية، وأنه سيعتمد عليها، على حد قول المحلل. ولكن الكثير من المصريين لا يؤيدون تدخل الولاياتالمتحدة فى شئونهم، لذا اهتمام الرئيس أوباما المبالغ فيه بمصر قد يكون له رد فعل عكسى. ومن ناحية أخرى، يقول سبرنجبورج إن جمال مبارك، ابن الرئيس، هو الأكثر حظاً فى خلافة والده إذا ما وافته المنية قبيل الانتخابات، وفى حال أن انتخب جمال مبارك رئيساً للبلاد سيكون أول رئيس يحكم الجمهورية منذ تأسيسها عام 1952، ولا يتبع الجيش. ويعرف جمال مبارك بمحاولاته الجادة للنهوض بالاقتصاد المصرى المتعثر، بمساعدة عدد من الإصلاحيين والاقتصاديين، ولكن هذا الائتلاف على ما يبدو لا يستطيع مواجهة الأزمة الاقتصادية الصعبة، على حد تعبير المحلل السياسى. ويرى سبرنجبورج أن كرسى الرئاسة سيكون من نصيب واحد من ثالثة لاعبين رئيسيين، الجيش، والمكتب الرئاسى، وجماعة الإخوان المسلمين. وليس من المحتمل أن يفوز النظام الإسلامى، لأن جماعة "اللإخوان المسلمين لا تمتلك ما يلزم للاستحواذ على مقاليد القوى".