فى ظل التحضيرات التى يجريها المخرج يوسف شرف الدين لعمل مسلسل عن حياة الراحل رشدى أباظة بعنوان "الدنجوان" يطرح السؤال نفسه: من يصلح للقيام بدوره؟ خاصة أن رشدى يمتلك ملامح وصفات خاصة جعلته دنجوان السنيما المصرية. الناقد السينمائى رفيق الصبان يؤكد أنه لا يستطيع أحد ترجمة شخصية غنية بهذه الدرجة التى كان عليها أباظة الإنسان الفنان، وإذا اعتبرنا أن تجربة مسلسل "الدنجوان" طريقة لتكريم وتمجيد لرشدى فهى طريقة غير صالحة مثلما حدث فى مسلسل "العندليب"، فهى تجربة غير ناجحة، وقوبلت بهجوم شديد، حيث اعتمد القائمون على المسلسل على الشبه بين بطل المسلسل وعبد الحليم حافظ، وهذا لا يكفى، وقدم المسلسل العندليب فى أسوأ صورة، ليس من حيث الكتابة، ولكن من حيث طريقة وكيفية تناول الشخصية، موضحا أن الشخصية يجب النظر إليها من جوانب أخرى غير الناحية الشكلية، ويجب على المخرج أن ينظر للروح الداخلية للممثل التى بجب أن تكون قريبة من الفنان الذى يجسدها، قائلا: "إذا كان من الضرورى أن أرشح أحدا للقيام بدور دنجوان السنيما المصرية رشدى أباظة فالأقرب للدور ابن منيرة شقيقته فهو يشبهه لحد كبير". الناقدة ماجدة موريس ترى أن المسألة صعبة للغاية ولها معايير خاصة يجب أن تأخذ فى الحسبان، أولها يجب أن يكون الممثل على قدر من الشهرة والنجومية التى يتمتع بها رشدى أباظة، ليشعر بأهمية الشخصية التى يقوم بأدائها، وحينها يشعر بالمسئولية الملقاة على عاتقه، ويخوض تحديا خاصا مع نفسه، وكأنه أول دور يجسده فى حياته، أما عن الأقرب من الفنانين تجسيدا لشخصيته ترشح ماجدة الفنان محمود حميدة لأنه يتمتع بالهدوء والثقل فى الأداء الذى كان يتمتع بهما رشدى أباظة. طارق الشناوى لا يقتنع بأى من الممثلين الموجودين حاليا لتجسيد دور رشدى اباظة قائلا "لايوجد أحد يصلح للقيام بدوره مهما كانت نجوميته، لأن أباظة يعد مدرسة كبيرة يصعب اختراقها، وموهبة لن تتكرر"، ويحذر أصحاب فكرة عمل مسلسل عن حياة رشدى أباظة من الوقوع فى نفس الخطأ الذى حدث مع الكثير من مسلسلات السير الذاتية، ومن وجهة نظره أنه مادام العمل لن يضيف للفنان المراد تكريمه من خلال هذا العمل، ف"قلته أحسن؛ لأنه يشوه صورته اللى فى خيال جمهوره ومحبيه". إذا كان من الضرورى عمل مسلسل يروى قصة حياة دنجوان السنيما المصرية العملاق الراحل رشدى أباظة فأنسب شخص لهذا الدور هو رشدى أباظة نفسه هكذا رد المخرج داوود عبد السيد، وأكد أنه لو حدث غير ذلك سيكون خطأ فى حق تاريخ رشدى أباظة وتشويها لصورته. المخرج محمد خان يؤكد أنه إذا كان عمل مسلسل يحمل اسم رشدى أباظة وتاريخه الفنى يأتى فى إطار التكريم له، توجد طرق أخرى لذلك، ومنها تأسيس مدرسة تمثيلية تحمل اسم "أباظة الدنجوان" لتعليم الأجيال القادمة معنى الممثل الحقيقى، أو تكريمه من خلال مهرجان من المهرجانات العربية، أما عن من يصلح للقيام بدوره من ناحية الشكل فمن الممكن بعد إجراء بعض التغيرات بالماكياج يصلح الجميع لعمل دور أباظة ولكن من ناحية القدرة التمثيلية التى من خلالها يستطيع الممثل أن يقنعنا بأن هذا هو رشدى فلا يوجد.