هو شيخ الحكائين، يعرف كيف يرصد أتباعه ومريده، يكتب سيرهم، ويخلد تفاصيل حياتهم، ويجسدهم للقارئ رأى العين فيرونهم مع تقلبات الزمن. ولو أنك التقيته ذات يوم ما فى أحد المقاهى، فربما تكون أحد الشخصيات التى سطرها فى رواياته، أو دونها فى أوراقه كأحد مشروعات روايته والتى للأسف الشديد لم يمهله القدر مزيدًا من الوقت ليكتبها لنا. اليوم والذكرى الثانية لرحيل شيخ الحكائين خيرى شلبى تمر علينا (31 يناير 1938 – 9 سبتمبر 2011)، "اليوم السابع" قام بزيارة لمنزله فى منطقة المعادي، والتقينا بأحد أبناءه وهو زين العابدين، تساؤلات عديدة دونتها من أجل الحصول على إجابات تليق للاحتفاء بذكرى رحيل أحد أهم كتاب مصر، ممن منحتهم أعمالهم صفة تاريخية تعبر عن قيمته فأصبح خيرى شلبى "وتد" الرواية العربية، كل هذه التساؤلات فارقتنى ما أن استقبلنى "زين" ودخلت الشقة، وبدلاً من أن نستريح أنا وصديقى المصور من عناء الطريق، روحنا نتجول بين عالم خيرى شلبى الأثير والمدهش، فأنا أدون أسماء الكتب وأقلب فيها، وحسن يلتقط الصور على عجل وكأن الزمن يداهمنا. لفترة من الوقت بقينا نقلب الكتب، ونلتقط الصور، ونبحث عن الإهداءات الخاصة من كبار الأدباء المهداة لخيرى شلبى، فوجدنا مثلاً أديب نوبل نجيب محفوظ يهدى روايته "قشتمر" لخيرى قائلاً: الفنان الموهوب خيرى شلبى مع صادق الحب والاعجاب" وكذلك وجدنا صديقه الأعز والأقرب إليه الراحل إبراهيم أصلان يهديه روايته الأشهر "مالك الحزين". كان من أهم المفاجآت التى وجدناها على مكتب خيرى شلبي، ورقة صغيرة كتب عليها "عن أجواء مقهى المسيرى بدمنهور" وتضمنت هذه الورقة عدة أسماء وهي: محمد عبد المعطى حجازى يوم مناقشة قصة "بلاش النهاردة"، ثم أضا تحت عنوان: من الوجوه المقتبسة من المقهى (محمد صدقى كُزبة، إسماعيل الحبروك، أمين يوسف غراب، بكر رشوان، رجب البنا، فتحى سعيد، حامد الأطمس، مصطفى كامل فليفل، أحمد راغب، رسمى عامر، محمود أبو المجد على)، كانت هذه الورقة مدعاة لأن نسأل عنها، فقال "زين" أنه ربما تكون أسماء شخصيات دونها "خيري" قبل رحيله ضمن أحد مشروعات روياته التى لم يمهله القدر مزيدًا من الوقت لينتهى منها.