وصلات يومية من الردح بين الصحف السويسرية وعائلة القذافى لا تتوقف منذ عام، عندما احتجزت الشرطة السويسرية هانيبال معمر القذافى وزوجته حوالى "50 ساعة" من الثلاثاء 15 إلى الأربعاء 16 يوليو2008، للتحقيق معهما فى البلاغ الذى تقدم به ضدهما اثنان من خادميهما بتهمة التعدى عليهما بالضرب، الأمر الذى تسبب فى أزمة دبلوماسية بين برن وطرابلس وصلت إلى احتجاز اثنين من السويسريين فى ليبيا منذ عام وحتى الآن. وقالت مجلة الابدو السويسرية إنه لا شىء ينذر بأن العلاقات المتجمدة بين سويسرا وليبيا قد تتحسن قريبا، طالما أن القذافى يلعب بأعصاب سويسرا، مثل قط عجوز يلعب مع فأر مذعور. وتحت عنوان "القذافى الرجل الذى يريد تدمير سويسرا"، استعرضت المجلة فى تقرير لها ما حدث منذ عودة هانيبال إلى ليبيا، وخطوات الانتقام التى قام بها القذافى ردا على إهانة ابنه، وأيضا التجاوزات والتصريحات التى وصف فيها سويسرا بأنها "مافيا عالمية" يتعين تفكيكها وبأنها ممولة "للإرهاب"، وذلك خلال قمة الثمانى فى مدينة لاكويلا الإيطالية فى بداية هذا الشهر، ثم اتهامه للبنوك السويسرية بعد ذلك ببضعة أيام، فى مؤتمر قمة عدم الانحياز بشرم الشيخ، بحماية أموال القاعدة. وأشارت المجلة إلى أن المجتمع الدولى يجامل ليبيا التى تحيا فوق "جنة من النفط"، كما نقلت عن شهود عيان الحالة التى أصابت الابنة الوحيدة للقذافى لما لحق بشقيقها، وقالت المجلة إن عائشة، أو "كلوديا شيفر الصحراء" اتجهت إلى قصر والدها الديكتاتور فى بنغازى، عائدة من جنيف يوم 17 يوليو 2008 مع شقيقها هانيبال وزوجته ألين التى كانت حاملا فى شهر الثامن، وأخذت عائشة، التى درست القانون والتى تفضل ارتداء الملابس على الطريقة الأجنبية بدلا من الحجاب الكامل، تصرخ: "كيف يجرؤ هؤلاء السويسريون على مهاجمة أخى هانيبال وزوجته ألين وتلطيخ اسم آل قذافى؟ إنهم عنصريون. لقد عاملتهما الشرطة مثل إرهابيين واحتجزتهما فى سجن أسوأ من سجن أبو غريب". وأضافت المجلة: طالبت "دلوعة" القذافى والدها بالانتقام من السويسريين الذين أخطأوا فى "الذات الملكية" بفعل يوازى الإهانة التى تعرض لها أخوها وزوجته. وهو الأمر الذى يعلق عليه رجل أعمال سويسرى يعرف أبناء القذافى عن قرب قائلا: إنهم يظنون أنفسهم أسيادا من العصور الوسطى، لهم الحق فى تقرير حياة أو موت أى خاطىء"، حتى أن هانيبال قال يوما بأنه "إله" لخادمه الذى قدم الشكوى ضده لأنه لم يعد يحتمل الضرب المبرح منذ وصول الزوجين إلى جنيف فى 2 يوليو. حيث حضرت ألين لتضع مولودها فى عيادة خاصة فى المدينة، بعيدا عن مستشفيات "الدرجة الرابعة" فى طرابلس. ومن أجل الاحتفال بهذه المناسبة، أخذ هانيبال يشرب الخمور ويتعاطى الكوكايين حتى آخر الليل، وبدأ يومه بالمشاحنات التى لا تنتهى مع زوجته... وذلك قبل أن تتم المصالحة بينهما بقيامه بضرب الخدم من أجلها. وقد استمع معمر القذافى، الديكتاتور الذى يحكم البلاد بقبضته الحديدية منذ 40 عاما، من دون رد فعل فى البداية. ثم ابتسم العقيد، قائلا: "سنقوم برد شرفنا"، الأمر الذى "جعل جميع الحاضرين يدركون أنه وجد فى سويسرا فريسة جديدة"، كما يروى شاهد العيان الذى حضر هذا المشهد. وتؤكد المجلة أن سويسرا "المعادية للعرب والأجانب" أصبحت موضوع الحديث الرئيسى لهذه العائلة، خاصة بعد صعوبة الولادة التى تعرضت لها ألين حين عادت على عجل إلى ليبيا، والمشاكل الصحية التى أصابت مولودها. حتى أن هانيبال قد صرح مؤخرا فى حفل استقبال لممثلى الدول العربية فى طرابلس، "إذا كنت أملك القنبلة الذرية، لفعلت كل شىء لإزالة سويسرا من خارطة العالم". وبحسب قول المجلة، تشهد حاليا عائلة القذافى انقساما بداخلها بين مؤيدى التهدئة مع سويسرا، خاصة سيف الإسلام، وبين المتشددين الذين يريدون أن تدفع بيرن مليارات من الأموال ثمنا لما ارتكبته، ويمثلهم بالطبع عائشة وهانيبال، والأخير تحول وضعه خلال الأسابيع الأخيرة من زير نساء إلى خليفة محتمل للقذافى. ويرى أحد الدبلوماسيين فى هذه المسألة فرصة ضائعة، حيث كان يتمنى رؤية "وجه القذافى" حين يعلم أن سويسرا تستقبل أحد أبنائه "وكأنه يتيم".