وصفت مجلة فورين بوليسى الأمريكية حملة الأجهزة الأمنية فى مصر ضد العناصر المعتدلة بجماعة الإخوان المسلمين بأنها "مدروسة بعناية"، وبررت هذا بأنه مخطط لإضعاف معنويات الإصلاحيين منهم، ودفعهم لمزيد من المواقف المتطرفة، وقالت إن اعتقال الإخوان أصبح أمرا نمطيا ومعتادا جدا بالنسبة للاتجاهات الحديثة فى النظام. وأوضحت المجلة فى عددها الأخير أن اعتقال الأجهزة الأمنية لاثنين من شباب المدونين من الإخوان المسلمين فى مطار القاهرة، وهم بالأساس من أهم المدونين الشباب الذين يعملون على دفع الجماعة نحو مزيد من الشفافية الداخلية، ولتكون أكثر اعتدالا، وتتبنى مواقف سياسية تعمل فى إطار السياسة المصرية. ورأت المجلة أن احتجاز المدونين أصبح أمرا نمطيا ومعتادا جدا، مع تصاعد سياسة القمع التى يمارسها النظام مع الإخوان، خاصة مع اعتقال عضوين من مكتب الإرشاد على رأسهما د.عبد المنعم أبو الفتوح الذى وصفته المجلة بأنه واحد من الرموز الرائدة والمعتدلة داخل الجماعة، بتهمة علاقته بأنشطة التنظيم الدولى للإخوان المسلمين، وهذا قد يكون الغرض منه- حسب المجلة- إضعاف معنويات الإصلاحيين منهم ودفعهم نحو مزيد من المواقف المتطرفة. وقالت المجلة إن تلك الحملة العنيفة ضد الإخوان يمكن أن تزيد من الاستقطاب داخل الساحة المصرية، والتى تعانى بالفعل من الكثير من الغليان السياسى بفعل العوامل الاقتصادية والاجتماعية، كما أن فرض المزيد من العزلة السياسية والدينية على جماعة الإخوان يمكن أن يسهم فى ظهور خطاب دينى أكثر صرامة ،كما أن زيادة قمع الإخوان قد تدفع بعض قادتهم إلى تنظيم احتجاجات عنيفة، قد تتطور إلى مرحلة الدعوة إلى العصيان المدنى. وشبهت المجلة بين اعتقال هذه المجموعة الإصلاحية التى يقودها أبو الفتوح وإعدام سيد قطب فى منتصف الستينات من القرن الماضى، واعتبرت أن هذا له انعكاسات بعيدة المدى على الجماعة، ولاسيما جيل الشباب، خاصة ما فجره اعتقال أبو الفتوح من توتر واستياء بين أفراد الجماعة ودفع البعض إلى مناشدة قادة الجماعة من خلال حلقات النقاش والمدونات للتحرك واتخاذ مواقف حازمة ضد النظام.