أتوقع الموقف الصعب لمحمود بركة ودينا كريم بعد حكم مركز القاهرة الإقليمى للتحكيم التجارى الدولى قال بحسم إن الحقوق المالية لبرنامج «البيت بيتك» تملكها شركة «وان سبريت»، وإن الحقوق الأدبية تملكها شركة بركة ديزاين، فالبرنامج ناجح ويدر أموالا وفيرة، ولكن هذا لا يعنى إعادة تفسير ما هو واضح فعلا، والاستناد إلى حجج وأسانيد خارج الحكم النهائى، ناهيك عن أن هذه الصراعات العنيفة على ملايين، لا يجب أن تكون هى الأساس، فالأصل هو الحفاظ على استمرار هذا البرنامج الشعبى الناجح، ومن أجله يجب أن يرضى كل الفقراء بنصيبهم. فمحمود بركة صاحب الحقوق الأدبية لبرنامج «البيت بيتك» كان قد باع هذا الحقوق لإيهاب طلعت صاحب شركة «وان سبريت» مقابل حصوله على 23 % وحصول دينا كريم على 10 % من أسهم الشركة التى أصبحت مالكة للحقوق المالية للبرنامج، لأنها هى التى أنتجته، ومن ثم فليس من حق بركة ودينا استغلال هذه الحقوق المالية فى شركتهما الجديدة التى أسساها لهذا الغرض وهى «بركة ديزاين»، كما أنه لا يحق لإيهاب طلعت وشركته أن يستغلا الحقوق الأدبية للبرنامج -اسمه- لنفسه دون موافقة محمود بركة، لأن هذه هى حقوقه الأدبية. ومن هنا فما قالته دينا كريم لموقع «اليوم السابع» بأن الحكم الصادر فى صالح شركة «بركة ديزاين»، التى يملكها رجل الأعمال محمود بركة ودينا كريم ليس فى صالح إيهاب طلعت، غير دقيق، ويخرج عن منطوق هيئة التحكيم التى تكونت برئاسة المستشار طارق البشرى وعضوية المحكمين الدكتور حسام محمد عيسى محكماً والدكتورة سميحة القليوبى، والجزء الصحيح فى كلامها هو أن إيهاب طلعت لا يستطيع وقف بث البرنامج لأنه لا يملك حقوقه الأدبية، ولكن المالية فقط، كما أن البند الثانى والعشرين فى العقد الذى أبرموه مع اتحاد الإذاعة والتليفزيون، طبقا لما كشفه الزميل خالد حنفى فى جريدة الفجر، إذا نشأ أى نزاع مع أى طرف فيما يخص الحقوق، يظل البرنامج ساريا دون توقف بما لا يخل بالقيمة المعنوية للبرنامج. ولكن طبقا لمنطوق الحكم فإن إيهاب لن يحصل فقط على التعويض المالى 10 ملايين جنيه، كما قالت دينا، ولكنه سيحصل على كل الحقوق المالية للبرنامج، والتى يأخذ منها 67 % والباقى 33 % يأخذه محمود بركة ودينا كريم طبقا لحصته فى شركة «وان سبريت» التى قال الحكم بحسم إنها الوحيدة صاحبة الحق المالى حصرياً للبيت بيتك. وذات المنطق ينطبق على ما قاله فريد الديب محامى شركة «بركة ديزاين» فى برنامج «بلدنا»، فقد أشار إلى أن العقد الذى تم إبرامه فى 31 مايو 2005 بين محمود بركة ودنيا كريم من جانب وإيهاب طلعت من جانب آخر، يسمى باتفاقية مساهمين بموجبه تم تأسيس شركة «وان سبريت» التى تملك حق الاستغلال المالى لبرنامج «البيت بيتك»، ولكن الحق المالى للشركة لم يتم نقله لأن بركة ودينا بررا ذلك بأن المبالغ التى كانت تدفع عبارة عن شيكات بدون رصيد وتجاه هذا الإخلال باتفاقية المساهمين تم صدور الحكم بتعويض مالى لإيهاب طلعت، قدره 10 ملايين جنيهات فقط من أصل 250 مليونا، طالب بها محاموه دون استرجاع الأرباح المالية خلال السنوات الثالث السابقة. وربما يكون هذا الرأى الجزئى صحيحا ولكنه لا يستطيع أن ينفى بحسم، وبغض النظر عن تفاصيل دفع الأرباح لأى طرف، الفكرة الأساسية وهى أن الحقوق المالية لشركة «وان سبريت»، وحتى بالنسبة للأطراف التى لم يشملها اتفاق المساهمين فى الشركة، ولم يشملها حكم صحة التوقيع على هذه الاتفاقية، فمن حقها اللجوء للقضاء.. ولكن نص التحكيم لم يقل إن اللجوء للقضاء يشمل حقوق باقى إطراف اتفاقية المساهمين سواء إيهاب طلعت أو دينا كريم أو محمود بركة، وهم أصحاب الشركة الأم التى تم تأسيسها خصيصا من أجل برنامج «البيت بيتك». أما الذى يهمنا فى كل هذه القصة هو أن البرنامج سوف يستمر، فإيهاب طلعت لا يستطيع إيقافه، فكما قال فى برنامج «بلدنا» على قناة «أو. تى. فى» إنه قد تم إنتاجه خصيصا من أجل اتحاد الإذاعة والتليفزيون وكل ما فى الأمر بالنسبة له هو أن يقر الاتحاد بالحكم، والبند الذى كشفه زميلنا خالد حنفى فى الفجر وأصر على وضعه وزير الإعلام أنس الفقى، يصون حق الناس فى البرنامج، وهو استمراره مهما حدثت نزاعات، وأن اتحاد الإذاعة والتليفزيون سيتعامل مع أحكام القضاء بحياد أيا كانت. كما أن إيهاب طلعت ليس من مصلحته إيقاف البرنامج لأنه فى النهاية لا يريد سوى حقوقه المالية، والتى ستساهم فى سداد ديونه التى هرب بسببها للخارج. ويبقى على الأطراف الأخرى، محمود بركة ودينا كريم، أن يعترفا بالحكم، وينشغلون جميعا بتطوير برنامج من أكثر البرامج شعبية ونجاحا فى مصر.