اهتمت الصحف العالمية الصادرة بالزيارة الهامة التى يقوم بها الرئيس الأمريكى باراك أوباما إلى روسيا، والتى تعد الأولى له منذ وصوله البيت الأبيض فى يناير الماضى. ويرجع الاهتمام الكبير بهذه الزيارة إلى أن الكثير من الآمال معلقة عليها لتحسين العلاقات بين واشنطن وموسكو بعد سنوات من التوتر الذى وصل إلى الذروة خلال عهد جورج بوش. كما أن هذه الزيارة ستتضمن مناقشة قضية الحد من انتشار الأسلحة النووية والاتفاق بشأن تجديد معاهدة خفض الأسلحة الاستراتيجية (ستارت 1) والتى ينتهى العمل بها فى ديسمبر المقبل. صحيفة الإندبندنت البريطانية قالت إن أوباما يبنى آمالاً، عبر ما يتمتع به من جاذبية، على إذابة الجليد بين واشنطن وموسكو فى زيارته التى تستغرق يومين، بعد أن سادت أجواء من الترقب والشك بين البلدين منذ قمة الدول الثمانية الكبرى عام 2002 إلى الآن. وأضافت أن أوباما الذى سيلتقى أيضا زعيم الاتحاد السوفيتى السابق ميخائيل جورباتشوف، سيلقى خطاباً هاما بشأن السياسات التى تربط علاقات البلدين، قد يوضح فيه أن فترة الحرب الباردة بينهما قد انتهت. وفى افتتاحيتها، دعت الإندبندنت أيضا أوباما إلى استغلال هذه الزيارة من أجل تحسين العلاقات مع روسيا، بل إنها اعتبرت أن هذه هى الفرصة الأخيرة لوضع العلاقات الأمريكية الروسية على أساس جديد أكثر فعالية. وتحدثت الصحيفة عن القضايا الخلافية بين روسيا وأمريكا وأهمها رغبة روسيا فى عدم مساعدة أمريكا لجمهوريات الاتحاد السوفيتى السابقة مثل جورجيا وأوكرانيا بالانضمام إلى حلف شمال الأطلسى (الناتو)، ومسألة إقامة درع دفاع صاروخى فى دول حلف وارسو السابقة ، بولندا وجمهورية التشيك. كما اعتبرت الصحيفة أن موافقة روسيا على فتح مجالها الجوى أمام الطائرات والقوات الأمريكية فى أفغانستان يترك حيزاً ولو ضئيلا للتفاؤل. ورأت أن معضلة الرئيس أوباما هى أنه فى حاجة إلى توفيق سليم، وفى نفس الوقت لا يمكنه أن يتخلى ببساطة عن المواقف التى تبنتها الإدارة الأمريكية السابقة دون أن النظر ما إذا كان هذا يعنى استسلام. صحيفة الجارديان كانت نبرتها أقل تفاؤلاً، وتحدثت عن العقبات التى تقف حائلاً أمام اتفاق الحد من التسلح النووى منها الرغبة الروسية فى ربط هذه القضية بمسألة الدرع الصاروخى الذى تريد الولاياتالمتحدة إقامته فى دول شرق أوروبا، وهو الأمر الذى يرفضه الرئيس الأمريكى. وتبنت مجلة التايم الأمريكية نفس الموقف، بل وذهبت على القول بأن هذه الزيارة ستكون باهتة وخالية من أى هتافات حماسية من الجماهير. وتوقعت عدم حدوث أى تطور فى العلاقات بين البلدين بعد هذه القمة.