الدولار يرتفع بعد بيانات حول معنويات المستهلكين الأمريكيين    الأسهم الأوروبية تغلق عند مستويات قياسية جديدة    شاهد أول فيديو.. «النقل» تستعرض المحطات الخمسة الجديدة للخط الثالث لمترو الأنفاق    وزيرة التعاون الدولي: الحكومة تتبنى إجراءات وتدابير محفزة للشركات الناشئة    العمالة المصرية على موعد للعمل في اليونان.. اعرف التفاصيل    أول تعليق من مصر على التصويت بالأمم المتحدة على أحقية فلسطين في العضوية الكاملة    ليلة دامية.. آخر التطورات الميدانية والعسكرية في رفح الفلسطينية    حماس: تعاملنا بكل مسؤولية وإيجابية لتسهيل الوصول لاتفاق يحقق وقف دائم لإطلاق النار    عضو التحالف الوطني: قافلة من 106 شاحنات تنتظر دخول معبر رفح (فيديو)    الدوري المصري، فاركو يقلب الطاولة ويتقدم 21 أمام الجونة في الشوط الأول    بطولة العالم للإسكواش 2024.. يحيى النواسانى يتأهل للدور الثانى    الأرصاد تحذر من نشاط الرياح والأتربة وأمطار خفيفة على هذه المناطق    جدول امتحانات الدبلومات الفنية 2024 بصيغة pdf وخطوات الحصول على أرقام الجلوس    مصرع فتاة خنقًا في ظروف غامضة ببني سويف    مصرع طالب سقط من القطار بسوهاج    رئيس جمهورية اليونان تزور مكتبة الإسكندرية (صور)    محمد رمضان يشارك بمهرجان موازين الموسيقي في المغرب    القومي لحقوق الإنسان يشارك في إطلاق دورة مهرجان إيزيس لمسرح المرأة    د.آمال عثمان تكتب: المتحف المصري الكبير الأحق بعرض «نفرتيتي» و«حجر رشيد» و«الزودياك»    خريطة قوافل حياة كريمة الطبية حتى 16 مايو.. الكشف والعلاج مجانا    حسام موافي يحذر من وجود دم في البراز : مرض خطير    12 عرضا تدل على الإصابة بأمراض الكلى    فضائل شهر ذي القعدة ولماذا سُمي بهذا الاسم.. 4 معلومات مهمة يكشف عنها الأزهر للفتوى    نقيب المهندسين: نستهدف تعزيز التعاون مع صندوق الإسكان الاجتماعي    بالصور.. الشرقية تحتفي بذكرى الدكتور عبد الحليم محمود    أبرزهم رضا سليم وإبراهيم دياز.. نجوم المغرب يُزينون 6 نهائيات قارية حول العالم    أشرف صبحي يلتقي فرج عامر وأعضاء سموحة لتعزيز الاستقرار داخل النادي    بالصور.. تشييع جثمان والدة يسرا اللوزي من مسجد عمر مكرم    بعد زواجه من الإعلامية لينا طهطاوي.. معلومات لا تعرفها عن البلوجر محمد فرج    واجبنا تجاه المنافع المشتركة والأماكن العامة، الأوقاف تحدد موضوع خطبة الجمعة القادمة    اعرف قبل الحج.. حكم تغيير نية الإحرام من التمتع إلى القِرَان بعد دخول مكة    خطيب الجامع الأزهر: الحضارة الإسلامية حوربت من خلال تشكيك المسلمين في تراثهم العريق    نائب رئيس جامعة الزقازيق يشهد فعاليات المؤتمر الطلابي السنوي الثالثة    أسعار شقق جنة بمشروع بيت الوطن للمصريين في الخارج    الجيزاوي يتفقد مستشفى بنها الجامعي للاطمئنان على الخدمة الصحية    للتخلص من دهون البطن.. تعرف ما ينبغي تناوله    نادال: ريال مدريد لم يهزم بايرن ميونخ بالحظ    "علم فلسطين في جامعة جورج واشنطن".. كيف دعم طلاب الغرب أهل غزة؟    السيطرة على حريق شقة سكنية بمنطقة الوراق    أوكرانيا: روسيا تشن هجوما بريا على خاركيف وإخلاء بلدات في المنطقة    وزارة البيئة تناقش مع بعثة البنك الدولي المواصفات الفنية للمركبات الكهربائية    محافظة الأقصر يناقش مع وفد من الرعاية الصحية سير أعمال منظومة التأمين الصحي الشامل    مفتي الجمهورية: الفكر المتطرف من أكبر تحديات عملية بناء الوعي الرشيد    محلل أداء منتخب الشباب يكشف نقاط قوة الترجي قبل مواجهة الأهلي    حملة بحي شرق القاهرة للتأكد من التزام المخابز بالأسعار الجديدة    دعاء الجمعة للمتوفي .. «اللهم أنزله منزلا مباركا وأنت خير المنزلين»    بدء جلسات اجتماع اللجنة الدائمة للقاء بطاركة الكنائس الشرقية الأرثوذكسية في الشرق الأوسط    في محكمة الأسرة.. حالات يجوز فيها رفع دعوى طلاق للضرر    مصرع وإصابة 4 أشخاص في اصطدام سيارة بكوبري في الغربية    463 ألف جنيه إيرادات فيلم فاصل من اللحظات اللذيذة في يوم واحد بدور العرض    القسام تعلن مقتل وإصابة جنود إسرائيليين في هجوم شرق رفح الفلسطينية    فضل يوم الجمعة وأفضل الأعمال المستحبة فيه.. «الإفتاء» توضح    زي الفل.. أحمد السقا يطمئن الجمهور على صحة الزعيم    شخص يطلق النار على شرطيين اثنين بقسم شرطة في فرنسا    الناس بتضحك علينا.. تعليق قوي من شوبير علي أزمة الشيبي وحسين الشحات    لمواليد 10 مايو.. ماذا تقول لك نصيحة خبيرة الأبراج في 2024؟    اللواء هشام الحلبي يكشف تأثير الحروب على المجتمعات وحياة المواطنين    نهائي الكونفدرالية.. تعرف على سلاح جوميز للفوز أمام نهضة بركان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



المناظرات السياسية.. الفريضة الغائبة فى مصر
نشر في اليوم السابع يوم 02 - 07 - 2009

◄مرشد الإخوان يختار أبوالعلا ماضى.. والغزالى يفضل جمال مبارك
◄صنع الله يملك حجة مناظرة فاروق حسنى..
◄مهدى عاكف يراهن على فشل حزب الوسط.. وماضى يشكك فى ديمقراطية مكتب الإرشاد.. وضعف الأحزاب على رأس أولويات مناظرة جمال مبارك وأسامة الغزالى
◄شيخ الأزهر يرفض الرد على جمال البنا والأخير يتهم قيادات مؤسسة الأزهر بأنها سبب اهتزاز صورة الإسلام فى الغرب وفاروق حسنى يقبل مناظرة صنع الله إبراهيم الذى يتهمه بالتطبيع من أجل اليونسكو
◄مناظرة يسارية بين رفعت السعيد وأبوالعز الحريرى حول تدهور «التجمع»والتحالف مع الإخوان والخضوع للحكومة وأبوالغار يطالب هلال بتنفيذ حكم القضاء وطرد الأمن من الجامعة
«لقد تسببت فى توترات فى المجتمع، وشابتها إساءات واتهامات لا أساس لها».. كان هذا تعليق المرشد الأعلى للثورة الإسلامية فى إيران، عما جرى من مناظرات بين المرشحين للرئاسة، والتعليق كان كفيلا لإثارة الانتباه نحو واحدة من كبرى النقاط المشتركة بين النقيضين، إيران وأمريكا، وهى المناظرة السياسية التى يمكن الرجوع إليها بوصفها عنصرا انتخابيا حاسما.. هذه أمريكا التى نتمنى ديمقراطيتها، والأخرى إيران التى ننتقد «ولاية الفقيه» فيها، ونحن فى المنتصف لم نسمع كلمة المناظرة سوى عام 2005 حينما طالب أيمن نور بمناظرة مع الرئيس مبارك أثناء الانتخابات الرئاسية، إلا أن طلبه هذا لم يعرف له مصير حتى الآن.
والمناظرة بجانب أنها نوع من الحوار فهى بكل بساطة لقاء يجرى بين طرفين يطرح كل منهما قضايا معينة يتم التناقش حولها، والغلبة تكون لأكثر الطرفين قدرة على الإقناع بالكلمة والمعلومة، وكما رأينا أوباما وهو يحصد المرشحين أمامه فى المناظرات، ورأينا أيضا رئيس إيران يتم انتقاده وجها لوجه مع مرشحى الرئاسة، فثمة تساؤل حول إمكانية أن يأتى اليوم الذى نرى فيه هذه الأمثلة لدينا ليس فى السياسة فقط، بل والدين أيضا والاقتصاد والفن والثقافة، فهل نرى مثلا مناظرة رزينة بين جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الوطنى والدكتور أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة، أو بين مهدى عاكف مرشد الإخوان وأبوالعلا ماضى وكيل مؤسسى حزب الوسط.. هل نرى وزير الثقافة يناظر مثقفا كبيرا يختلف معه أو على النقيض منه، أو شيخ الأزهر يناظر مفكرا إسلاميا له آراء صادمة مثل جمال البنا، أو هل نرى مثلا مناظرة هادئة حول الحجاب بين الكاتبة المناهضة له إقبال بركة، والداعية الإسلامية الأكثر جدلا وربما «عصبية» وهى الدكتورة ملكة زرار.. أن يجتمع الإخوة الأعداء حول مائدة واحدة يكون الحكم فيها للفكرة وليس الشخص؟.. ربما.
والمناظرة التى نأملها لا تعنى بالضرورة أن العلاقة بين الطرفين قد ترقى لمستوى الند للند، فلسنا بصدد وزن الأشخاص، إنما هى أفكار يتقاطع بعضها مع الآخر، فلو سلمنا بأن المناظرة الأولى كانت بين المرشد العام للإخوان المسلمين مهدى عاكف، بصفته يقود أكثر تيارات المعارضة تنظيما، وأبو العلا ماضى وكيل مؤسسى حزب الوسط الجديد «تحت التأسيس»، وهو من أوائل القيادات التى انشقت عن الجماعة ولجأت إلى تأسيس حزب سياسى.. فإن المناظرة فى هذه الحالة لن تخرج عن إطار الحديث حول فكرة «الحزب»، فماضى سيحاول أن يثبت لعاكف أن الانشقاق عن الجماعة لا يعنى بالضرورة الفشل أو الإحساس بالوحدة، سيقول له إن الجماعة بكل ثقلها، لم تستطع حتى الآن أن تنشئ حزبا، بينما استطاع هو ومن معه تأسيس هذا الحزب، بل وجمع فى عضويته عددا كبيرا من الأطياف المصرية، سيرد عاكف حينها بأن عدم قدرة الجماعة على إنشاء حزب، لا يعنى فشلها أيضا، إنما هو تعنت الدولة والتضييق الأمنى، عاكف سيهاجم مشروع حزب الوسط، بقوله إنه مجرد حزب صغير مدعوم من الأمن، وربما سيتحول إلى مجرد رقم فى لجنة شئون الأحزاب، بينما جماعة الإخوان وحزبها مشروع إسلامى عالمى كبير تمتد جذوره إلى أكثر من 80 عاما.
ماضى سيضحك حينها لأن تهمة التعاون مع الأمن، سبق أن ألصقها بالإخوان، حينما انتقد غياب الديمقراطية داخل مكتب الإرشاد، وسيكرر انتقاده مرة أخرى مشككا فى صدق نية عاكف فى التقاعد بعد انتهاء مدته، وسيصف القرار مرة أخرى بأنه «شو إعلامى» وهو الأمر الذى سيرد عليه عاكف بأن حزب ماضى أجدر بهذا اللقب، وسيتهمه بالكذب مرة أخرى حول ما يقوله عن وجود تيارات من الشباب داخل الجماعة غير راضية عن أداء مكتب الإرشاد.
وبالاسترسال فى مثل هذه المناظرات -بفرض أنها من الممكن أن تجرى على أرض مصرية- هناك مناظرة أخرى مرتبطة بما سبق، فإذا تساءلنا عن الشخصية المناسبة لمناظرة جمال مبارك أمين السياسات بالحزب الحاكم، فإنه من الصعب تحديد هذه الشخصية، خاصة أنه لا منصبه، ولا لجنة السياسات موجودة فى أى من الأحزاب الأخرى، لذا فلن يصلح هنا سوى الدكتور أسامة الغزالى حرب رئيس حزب الجبهة، فالغزالى هو أحد مؤسسى الفكر الجديد داخل الحزب الوطنى والذى تلخص بعد ذلك فى لجنة السياسات، فإذا التقى الاثنان جمال والغزالى كيف سيكون الحوار، هل سيدور عن تداول السلطة، أم عن ضعف الأحزاب، أم عن الديمقراطية، وربما يتطرق أيضا إلى الحديث عن اجتماعات لجنة السياسات أو الخلافات فى حزب الجبهة.
ولا مفر هنا من الهجوم العاصف الذى سيشنه الغزالى على الحزب الوطنى وقياداته، بل سيكرر ما قاله من قبل بأن أمانة السياسات تعقد اجتماعات بلا فائدة، ويتساءل الغزالى حول الكوادر السياسية التى أفرزتها الأمانة، حتى وزراء الحكومة يقفون «انتباه» أمامك، وهو تعبير قديم للغزالى، يرد عليه جمال مبارك بأن هذه الأمانة هى صاحبة الفضل فى كل المؤشرات المتقدمة الآن فى الأداء الحكومى اقتصاديا وسياسيا، كما سيسأل جمال بدوره «أين هى الكوادر التى أفرزتها الجبهة، بعد كل هذا الضجيج حول الحزب الذى سيعيد لليبرالية المصرية مجدها، أين هى إنجازات الحزب الذى تأسس منذ أكثر من عامين وإنجازاته لا توازى الخلافات التى نشبت به».
الغزالى حينها سيرد بأن الكوادر والإنجازات التى يبحث عنها جمال ليست موجودة بالفعل، لأنه ببساطة كما يقول «كان الحزب الوطنى سببا فى مطاردتها وإفشالها طوال ال30 عاما الماضية، والخلاف هو أمر وارد فى مرحلة التكوين لأى حزب، بينما لجنة السياسات تستمد قوتها منك أنت بوصفك ابن الرئيس، «وعلى الرغم من هذه القوة فمازال أيضا الحزب الوطنى يتعامل بمنطق الشعارات دون أى تطبيق».
ولأن الجدل فى هذه المنطقة لن ينتهى، فسيكتفى جمال مبارك بالحديث عن ضعف أحزاب المعارضة، وتحولها إلى دكاكين و«عزب» خاصة، بينما يحاول الغزالى جاهدا إقناعه بأن محاصرة الدولة واحتكار الحزب الوطنى هما سبب هذا الضعف.
المناظرة الأخرى تكون بين القيادى اليسارى أبوالعز الحريرى والدكتور رفعت السعيد رئيس حزب التجمع، وهى ذات طابع مميز لكونها مناظرة بين اثنين من قيادات اليسار، فالحريرى الذى ينتظر الفصل من الحزب خلال أيام، كما يشاع، سيكون المحور الأساسى لمناظرته مع السعيد يدور حول مسئوليته عن تدهور الحزب وتحويله لكيان «خاضع للحكومة»، كما سينتهى الحريرى أيضا إلى مهاجمة السعيد بشأن سفر اثنين من قيادات الحزب إلى بروكسل عن طريق المعهد الجمهورى، والذى من المفترض ألا يتعامل معه الحزب، وهو الأمر الذى سيرد عليه السعيد بأنه مجرد «أكاذيب» يروجها الحريرى بدليل أن القيادات التى سافرت إلى بروكسل تلقت دعوات من حزب الشعب البلجيكى لمراقبة الانتخابات، وسيؤكد أيضا أنه رئيس الحزب ومن حقه أن يوافق أو يرفض، وهو ما قاله من قبل بالفعل.
وحين يستبد الغضب بالدكتور رفعت السعيد فإنه سيسأله «ألم تُحل للجنة الانضباط 5 مرات فى أقل من عامين، بسبب تطاولك على قيادات الحزب، وهو ما يرد عليه الحريرى بأن جميعها كانت بسبب آرائه وهو حر فيها، ولهذا السبب رفض المثول أمام اللجنة، بل سيتهم السعيد أيضا بأن كل ما يشغل تفكيره هو السيطرة على حزب التجمع، والاكتفاء بمهاجمة الإخوان لمجرد إرضاء الحكومة، السعيد أيضا سيؤكد له أن الديمقراطية والنزاهة هى التى أبقت عليه رئيسا للحزب، أما الإخوان فهناك من يخشى داخل التجمع أن يتولى الحريرى رئاسة الحزب فيقيم تحالفا معهم من أجل بعض المكاسب، وهو الأمر الذى سينفيه الحريرى بالطبع مؤكدا عدم وجود أى رابط بينه وبين الإخوان.
مناظرة سياسية مهمة أخرى لا ينبغى أن نتجاهلها، وهى تلك التى تكون بين النائب محمد العمدة ووكيلة مجلس الشعب الدكتورة زينب رضوان، صاحبة القوانين المثيرة للجدل والتى تلاقى هجوما من بعض النواب وعلى رأسهم العمدة، والذى كعادته سيتهم الدكتورة بأنها تقترح قوانين ضمن ما يسميه «المسلسل التخريبى لأحوال الأسرة المصرية الذى يقوده المجلس القومى للمرأة، والمجلس القومى للطفولة والأمومة»، وهو ما ترد عليه وكيلة المجلس بأنها «تبحث عن صيانة حقوق المرأة ووضع أسس عادلة للتعامل مع هذا الكائن الذى عانى من نظرة تقلل من شأنه».. زينب ستؤكد على هذا بالقوانين التى أثلجت صدور النساء مثل شهادة المرأة وحق رؤية الأبناء، وتبسيط إجراءات التقاضى فى الأحوال الشخصية.
لن ينتهى الأمر بين الاثنين عند هذا الحد، فربما تتهم وكيلة المجلس، النائب الأسوانى بأنه يتعامل مع الأمور بمنطق الصوت العالى ،وتذكره بتهديده بالاعتصام أمام المجلس مع بناته، اعتراضا على قانون «تجريم الختان»، وربما تصف هذه التصرفات بأنها «رجعية»، الرد المتوقع من العمدة فى هذه الحالة، أن الرجعية لا تكون عيبا فى كل الأحوال، ويكرر موقفه الرافض لقوانين «مخالفة للشريعة» على حد قوله، أو حتى تلك التى تنتصر للمرأة على حساب الرجل.
وقد لا تكون المناظرة مبنية على قضايا عامة فقد ينحدر الطرفان إلى مستوى المسائل الشخصية لتتحول المناظرة إلى نوع من «المكايدة» مثلما حدث بين جميلة إسماعيل فى صورتها كمناضلة بعد سجن زوجها، وعبدالله كمال رئيس تحرير روزاليوسف الذى لم يهاجم نور فقط، بل فى أكثر الأحيان حصدت جميلة نصيبها الوافر من «إساءة» كمال.. جميلة فى مناظرتها معه لن تترك له «قديما أو جديدا» ليس أشياء تخص «العيش والملح» مع أيمن فقط بل الأهم وصلات السب والقذف التى تعرضت لها منه.. جميلة ستطلق وابلا من الكلام على كمال بدءا من التشهير بها وإهانتها وتهديد أمنها وقذفها.. كمال بالطبع سيستعد ويدشّن حوائط أسلوبه الصحفى وسيكون أبسط رد عليها هو أنها هى وزوجها عميلان للأمريكان ويستقويان بالخارج، ولا يليق بهما حتى أن يتكلما أو يشتكيا، «جميلة لن تسكت وسترفع تهمة الهجوم غير الأخلاقى وغير المنطقى عليها»: «أنت تسخر قلمك للنيل من المعارضين الشرفاء أمثالنا».. ما الذى يضرك من ذلك؟ هل أنت طرف فى القضية؟ هل أنت المتحدث الرسمى باسم مصر؟.. أنت تنبش فى الأعراض والشرف، وهو أمر لا يتفق مع ميثاق الشرف الصحفى.. كمال عندئذ لن يقف مكتوف اللسان: «أنت وزوجك تتكلمان عن ميثاق الشرف الصحفى، يجب أولاً أن توضحا لنا وللرأى العام، ما حقيقة الخلافات بينكما على صفحات الجرائد والفضائيات.. أنتِ تطالبين بالانفصال.. وهو ينفى.. أين الحقيقة؟»
ولنخرج قليلا من حدة الحوار بين هؤلاء لمناظرة أكثر هدوءا وتنظيما نظرا لطبيعة طرفيها، فنحن لدينا هنا الدكتور محمد أبوالغار عضو حركة استقلال الجامعات، والدكتور هانى هلال وزير التعليم العالى، «استقلال الجامعة» سيكون أول النقاط الخلافية التى سيتمسك بها الدكتور أبوالغار فى مواجهته للدكتور هانى هلال، أبوالغار يرفض التدخلات الأمنية المتكررة فى شئون الجامعة، بدءا من التضييق على النشاط الطلابى، وصولا إلى تعيين العمداء ورؤساء الجامعات، وهو ما سيرفضه هلال جملة وتفصيلا، نافيا الاعتماد على التقارير الأمنية فى تعيين الأساتذة ورؤساء الجامعات، مؤكدا أن دور الأمن فى الجامعة الحفاظ على منشآتها، إلا أن الدكتور أبوالغار سيرفع فى وجه الحكم القضائى الصادر بإلغاء الحرس الجامعى واستبداله بأفراد تابعين لإدارة الجامعة وليس لوزارة الداخلية، وهو ما سيصفه وزير التعليم العالى بأنه حكم مازال مطعونا عليه أمام القضاء، وكالعادة سيبدأ الدكتور أبوالغار برفض ربط زيادات دخول أعضاء هيئة التدريس بالجودة قائلا: إن تحسين دخول الأساتذة حق يجب الوفاء به حرصا على كرامة الأساتذة، بينما الجودة واجب يسعى إليه جميع أعضاء هيئة التدريس ولكن يجب على الدولة أولا أن توفر المقومات اللازمة لتحقيق الجودة، ثم تطالب الأساتذة بتطبيقها، فى المقابل سيكون الرد المعد سلفا لدى الدكتور هلال بأن هناك أساتذة يريدون الحصول على زيادات دون أن يبذلوا أى جهد وأنه حريص على مكافأة المجتهد، الأمر الذى سيواجهه الدكتور أبوالغار بالحكم القضائى الذى طالب بعدم التمييز بين أساتذة الجامعات وربط زيادة دخولهم بتحقيق الجودة.
بعيدا عن السياسة، هناك شخصيات أخرى يمكن أن يكتب لها التلاقى وجها لوجه، بشرط وجود مناخ فكرى جيد بعيدا عن التعصب واتهامات الرجعية أو الكفر، ولو فرضنا هذا فإن رجلا مثل جمال البنا إذا ناظر شيخ الأزهر الدكتور محمد سيد طنطاوى، فإن أول اتهام سيكيله له كالعادة هو أنه شيخ معين و«مقلد للسلف»، وأصاب الأزهر بالرجعية والتخلف، ولن ينسى البنا أيضا أن يهدى طنطاوى بعضا من اجتهاداته الخاصة بالحجاب، وجواز التدخين أثناء الصيام، وحد الردة، وكل هذه الأمور لن يرد عليها شيخ الأزهر سوى بمقولته الشهيرة بأن فتاوى البنا باطلة وبعيدة عن المنهج الإسلامى الصحيح، مضيفا أنه يترفع عن الرد على جمال البنا لأنه لا تجوز له الفتوى.
إلا أن البنا سيسأل شيخ الأزهر عن الجهة التى خوّلت له الظهور بمظهر المتحدث الوحيد باسم الإسلام، حينها سيرد الشيخ بكلام كثير عن تاريخ الأزهر، وعدد من يدرسون فيه، ومنهجه الذى يتسم بالوسطية والاعتدال وهو الأمر الذى يجعل طلاب 63 دولة يقصدونه للدراسة.
ولن نبتعد عن هذه المنطقة كثيرا إذا رأينا مناظرة أخرى شبيهة بين الكاتبة إقبال بركة رئيسة تحرير مجلة حواء، والداعية الإسلامية الدكتورة ملكة زرار، المناظرة فى هذه الحالة لن تخرج عن موضوع واحد، يعتبر رأس الاشتباك بين بركة ورجال الدين، فهى تعتبر أن الحجاب ليس من الإسلام، إنما هو امتداد للعصور الجاهلية بل ستكرر إعلانها باستمرار محاربتها له، ولنا أن نتصور الدكتورة ملكة زرار وهى تنتفض فى ثيابها السوداء اللامعة، لتدافع عن حجاب المرأة المسلمة، لتؤكد أنه على الرغم من عدم اعترافها به كفرض إلا أنه واجب على المرأة المسلمة، ولا تكتمل حشمتها إلا به، وبالتأكيد سترفض زرار التفسير الذى تسوقه إقبال بركة للآيات التى تأمر بالحجاب بأنها «آيات متشابهات» والأحاديث بأن «إسنادها ضعيف».
ربما لن يكون أمام بركة سوى أن تكرر ما قالته من قبل عن حزنها لزيادة عدد المحجبات فى الشارع المصرى، وربما يكون هذا أيضا سببا لسعادة ملكة زرار باعتباره إشارة إيمانية جيدة.
ومن الدين إلى الثقافة، حيث يقف وزير الثقافة فاروق حسنى فى مواجهة الروائى صنع الله إبراهيم، ليسأله لماذا رفض جائزة مصرية بينما يقبل بجوائز خليجية، حينها سيصر صنع الله إبراهيم على نفس الأسباب التى قالها من قبل، حين رفض جائزة الرواية: «فى الوقت اللى مافيش فيه لأمتنا حاضر ولا مستقبل، واللى فيه إسرائيل بتجهز على ما تبقى من الأراضى الفلسطينية وسفيرها آمن فى مصر، واللى موجود فيه السفير الأمريكى فى القاهرة ويحتل حيا بالكامل، وينتشر جنوده فى كل شبر من الوطن، وفى الوقت اللى بتتفرج فيه الحكومات العربية على المجازر التى تحدث فى العراق وفلسطين ولا تصنع حيالها شيئا، أكرر رفضى قبول هذه الجائزة، لأنها صادرة عن حكومة غير قادرة على منحها«.
سيرد حسنى على هذا الكلام: «اللى انت بتقوله يا أستاذ صنع الله ليس مبررا لمقاطعة جائزة، يهفو إليها كثير من المثقفين.. صنع الله سيصعد هجومه على الوزير عندئذ بقوله «وأين هؤلاء المثقفون وأنت تقترب من إسرائيل، مرة بمقال، وأخرى باعتذار، والثالثة بترجمة كتب عبرية، ولا أحد يدرى ما القادم»، إلا أن حسنى لن يأل جهدا فى أن المنصب ليس عاديا، فكرسى اليونسكو منصب عالمى والحرب عليه تكون شرسة، ويستخدم فيها كل الوسائل، فإذا كانت الدولة التى يمثلها حسنى بوصفه وزيرا، تطبع مع إسرائيل، فلن يضر أن يتنازل هو قليلا من أجل حلم اليونسكو.
كل ماسبق كان أمثلة لمناظرات نأملها ربما تعلو فيها الحدة تارة، أو تطغى الأمور الشخصية تارة أخرى، وربما كان الشك هو معيار الحكم على صحة كلام أحد الطرفين، ولكن تبقى النتيجة الوحيدة المؤكدة أننا بهذا سنفتح طاقة صغيرة للحوار فى جدار التعصب الذى ينفر كل الأطراف من بعضها، فلنجرب قليلا وسنرى.
لمعلوماتك...
◄24 عدد الأحزاب السياسية فى مصر فيها 5 أحزاب مجمدة بسبب التنازع على رئاستها
◄23 مارس 2008 قاد أبوالغار أول إضراب ضد سياسة هلال
◄81 عاما هو عمر مهدى عاكف مرشد الإخوان وهو المرشد السابع للإخوان المسلمين
◄22 عاما هى فترة تولى فاروق حسنى منصب وزير الثقافة والمرشح حاليا لرئاسة اليونسكو


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.