عقد المركز القومى للترجمة أمس الأحد، ندوة لمناقشة موسوعة "مسألة فلسطين" للمستشرق الفرنسى هنرى لورنس وترجمة بشير السباعى بحضور الدكتور عاصم الدسوقى أستاذ التاريخ الحديث والمؤرخ الفلسطينى عبد القادر ياسين والكاتب الصحفى عبد العال الباقورى، بالإضافة إلى نخبة من أساتذة الجامعات والمثقفين. افتتح النقاش بعرض موجز للموسوعة، أوضح المترجم بشير السباعى فيه أن الموسوعة الأصلية صدرت بالفرنسية فى ثلاثة مجلدات تناولت الصراع العربى الإسرائيلى منذ الحرب العالمية الأولى وحتى نكسة يونيو 1967، وأضاف "الكتاب استغرق ثلاث سنوات متواصلة فى ترجمته، وترجم فى 6 مجلدات أى حوالى 3000 صفحة من القطع الكبير". وأشار السباعى إلى أن المؤلف هنرى لورنس مؤرخ علمانى وعنوان كتابه الأول "اختراع الأرض المقدسة"، كما أنه متزوج من المترجمة اللبنانية مها باطعيمى التى ترجمت أعمال نجيب محفوظ، ولديه منها أبناء يحملون الجنسية العربية. فيما انتقد الدكتور عاصم الدسوقى ترجمة التاريخ العربى من عيون غريبة قائلاً: لا أفضل الترجمة عن تاريخنا من خلال الغرب، فالغرب يكتب بطريقته، وعندما نترجم عنهم ونكتب تعليقاً على الترجمة فى حواشى الكتاب التى لا يهتم بها القارئ غالباً، فيصبح المترجم كمن أشاع الفساد، مشيرا إلى أن الكتاب الغربيين لهم أغراض مستترة من دراسة تاريخنا، ويبحثون عن الاختلافات الطائفية ليكتبوا عنها، وخير مثال "بول كراوس" على ذلك، "بول كراوس" الذى كان يدرس بجامعة القاهرة فى الأربعينيات وكان مهتماً باختلاف اللهجات داخل مصر، وأثبت من خلال أبحاثه أن اختلاف اللهجات يولد اختلاف قوميات. بينما تحدث عبد العال الباقورى عن بعض الأخطاء الواردة فى الموسوعة قائلاً: تمنيت أن يكون هناك "مساعد مترجم" يوضح لنا أسماء الشخصيات والأماكن والأعلام التى ورد ذكرها فى الكتاب، ولا نعلم عنها شيئاً، كما أن غياب الفهارس فى عمل من 3000 صفحة نقص معيب وشائع فى جميع ترجماتنا العربية. وأكد عبد القادر ياسين، أن المؤلف غير منصف فى أكثر من موضع منها استخدام لفظة "حائط المبكى" ليصف "حائط البراك"، متجاهلا وثائق الأممالمتحدة التى كتبت ذلك، كما أنه أطلق على "هجرة اليهود إلى فلسطين" "العودة"، ووصف الحركات الثورية بالقلاقل والاضطرابات مثل "قلاقل يافا عام1929"، وطالب الدكتور إبراهيم العيسوى أن يصدر المجلس القومى للترجمة كتباً بلغات أجنبية يوضح فيها الأخطاء التى ارتكبها المؤلف حتى يعرف الغرب الحقيقة. واختتم النقاش بشير السباعى قائلا: نحن أمام عمل لا مثيل له بأى لغة، وأضاف من العار أن يترجم المسيرى "هولوكوست" ب "الإبادة" و"الهاشعار" ب "المحرقة" والعكس هو الصحيح، وأكمل: موسوعة المسيرى الموجودة فى السوق باسمه هى ترجمة عن "السيكلوبيديا الإنجليزية" ومسروقة، و"ليرحم الأحياء موتاهم".