الطفل بلا شك موهوب ولديه قدرة واستعداد لتنمية مواهبه منذ ولادته وحتى سن 14 سنة، فالأطفال لديهم موهبتهم الخاصة بهم، ثم بعد سن الرابعة عشرة، تتحدد لديهم الرغبة فى الاستمرار أو تحولهم إلى مجال آخر كما تؤكد الأبحاث. والإجازة الصيفية تعتبر فرصة حقيقية لرعاية وتشجيع الطفل على ممارسة الهوايات وتنميتها، من خلال الأنشطة الفنية التى تتمثل فى الرسم والتشكيل بالصلصال والورق وبالخامات المختلفة والطباعة وغيرها من المجالات الفنية، وسوف نجد أن الرسم من أهدافه شغل أوقات الطفل. كما أشارت الفنانة التشكيلية كاميليا الرافعى إلى أنه يجب على الأم الاهتمام باكتشاف وتنمية القدرات الفنية عند طفلها، ليس فقط لأنها نشاط يمارسه، ولكن أيضا هى جزء من تكوين شخصيته، فهذه الفنون تعلمه تذوق الجمال والصبر، والتركيز وقوة الملاحظة والدقة والنظام والعناية بأدواته وملابسه، وكل الأشياء التى تخصه، وهذه خصائص تميز شخصيته عندما يكبر، وتساعده على النجاح فى أى عمل يقوم به. وأكدت الدكتورة منال عبد الفتاح الهنيدى مدرس بقسم تربية الطفل بكلية البنات جامعة عين شمس، أن رسوم الأطفال هى نوع من أنواع التعبير عن الذات، وأنواع التعبير عن الذات "حركية، شكلية، لغوية"، ويعد الرسم عملاً فنياً تعبيرياً يقوم به الطفل، وهو بديل عن اللغة المنطوقة، وشكل من أشكال التواصل غير اللفظى. كما أشارت الدكتورة منال عبد الفتاح إلى تعريف رسوم الأطفال، وهو عبارة عن استدعاء مقصود لصور ذهنية من الذاكرة، حيث إن الطفل يلاحظ الأشياء من حوله سواء كانت حيوانات، مناظر طبيعية، أشكال..إلخ، ومن هنا يستطيع الطفل تكوين الصور البصرية، ومن ثم يتم استدعائها عندما يطلب من الطفل الرسم. وأكدت د. لميس محمد سعيد التونى مدرس بقسم تربية الطفل كلية البنات جامعة عين شمس، على أنها تنصح كل أم أن تبدأ بملاحظة حب طفلها للرسم، وذلك بأن تترك أمامه دائما ألوانا وأوراقا وتتركه يرسم ويلون كيفما يشاء، فإقباله وحبه للشخبطة والرسم هو جزء من الموهبة والاستعداد، وعندما يكبر قليلا، يمكن أن يتجه إلى حب الرسم أو تصميم تكوينات من الألوان الزاهية، وهذه موهبة أخرى فى تذوق الجمال، ويمكن للأم أن تساعد الطفل بنفسها فى ممارسة موهبته بأن تتيح أمامه فرصا كثيرة للرسم والتلوين ومشاهدة المناظر الطبيعية، وملاحظة تكويناتها وألوانها البديعة أو إلحاقه فى أنشطة النوادى. وتنصح د.لميس أن الإجازة الصيفية، يجب أن تستغل بشكل جيد من اختلاف وتنوع فى موضوعات الصيف من مصايف، حدائق، نوادى اجتماعية، قصص أطفال، أفلام تربوية ومسارح الطفل القومية، وذلك حتى يصل رصيد الطفل إلى مخزون بصرى يستطيع استخدامه فى حياته المستقبلية، وسعيه إلى الربط بين الخبرات السابقة والجديدة، وهذا ما نلاحظه فى ساقية الصاوى من أنشطة ومعارض ومتاحف، فهذا يدعو إلى الانتباه والاهتمام إلى الإجازة الصيفية. وأشارت د. منال إلى الفوائد الناجمة عن استخدام الرسم مع الأطفال، وقالت إنها تتمثل فى التعبير عن الحاجات والرغبات والدوافع، والتعرف على المشكلات السلوكية والانفعالية التى يعانيها الطفل، والتى لا يستطيع الأطفال التلفظ بها شفهياً، التعرف على الألوان وعلاقتها بالطبيعة والحياة الاجتماعية المحيطة، ودلالات استخدام الأطفال لها فى رسومات الطفل، البحث عن الصراعات الدفينة فى الشخصية، وتنمية الحس الجمالى والذوق الفنى عند الطفل، تنمية روح الخيال عند الطفل، وتفريغ الشحنات الانفعالية السلبية كالغضب والعدوان والخوف، كما يعتبر الرسم وسيلة للتعبير والتواصل مع الآخرين عند الأطفال الانطوائيين، والتعرف على الحالة التى يعيشها الطفل أثناء الرسم كالخوف والغضب والقلق، وقياس التطورات العلاجية التى وصل إليها الطفل بعد إخضاعه للعلاج، وأيضاً التعرف على جوانب القوة والضعف الموجودة عند الطفل. وأضافت د. لميس أن الرسم ينمى لدى الطفل المفاهيم اللغوية والعلمية والرياضية.