عندما اخترع جراهام بيل التليفون عام 1876 كان معجزة عصره، وكان جمال الاختراع يكمن فى بساطته، فهو مجرد أداة للاتصال وربط الأشخاص ببعضهم، ولم يكن يتصور بيل فى يوم من الأيام أن هذا الاختراع سيتطور ليصبح جهازا محمولا يمكن من خلاله إجراء مكالمات صوتية ومرئية، وإرسال الرسائل والدخول على شبكة الإنترنت، وتحميل الأغانى والأفلام عليه وأيضا التقاط الصور. وكلما تطور هذا الجهاز المحمول وزاد انتشاره كلما تحول إلى مصدر للإزعاج بسبب النغمات العالية المتنوعة التى تنطلق فى أى زمان ومكان والرسائل والمكالمات، التى تفرض نفسها عليك فى كل ساعات النهار والليل، لذلك أصبحت ضرورة ملحة وضع قواعد وسلوكيات نتفق عليها جميعا لتنظيم فوضى استخدام المحمول فى الأماكن العامة وأماكن العمل. وهناك بعض الأخطاء التى يجب تجنبها أثناء استخدام الهاتف المحمول حتى لا نزعج الآخرين: ترك جرس المحمول مفتوح فى الأماكن الهادئة مثل قاعات عرض الأفلام أو الأبرا أو فى سرادق العزاء، أو خلال اجتماعات العمل أو فى قاعات المكتبات، ومن الممكن ضبط المحمول على الوضع الصامت أو تشغيل خاصية الاهتزاز لمعرفة المتصلين بك. لا تجر المكالمات أو ترد على هاتفك إذا كنت مع عائلتك أو أصدقائك، لأن ذلك يشعرهم بأن هاتفك أهم، وإذا كنت مجبر على الرد فحاول ألا تتجاوز المكالمة دقيقة واحدة بعد استئذانهم، لأن انشغالك بالمكالمات يشعر من معك بأنهم يأتون فى المرتبة الثانية من أولوياتك. لا تجر سلسلة من المكالمات لمجرد التسلية فى الأماكن المزدحمة، لأن ذلك يجبر الآخرين على الاستماع لأشياء لا تخصهم، وإذا كنت مضطرا لإجراء عدد من المكالمات يمكنك الانفراد بنفسك فى ركن هادئ. عدم استخدام كلمات خارجة أو سرد تفاصيل مخجلة أثناء الحديث فى هاتفك، وإذا كنت لا تريد أن تكون بطلا لمشهد مسرحى مؤثر فى أحد الأماكن العامة امتنع عن الرد عن المكالمات التى ستخرجك عن شعورك. لا تتحدث بصوت عال خاصة أن هناك بعض الأشخاص من هواة التحدث بصوت عال، وسرد تفاصيل إنجازاتهم للتفاخر أمام الآخرين فهذا السلوك يستفز الغير بشدة. لا تتحدث فى هاتفك المحمول أثناء القيادة إلا من خلال استخدام السماعات ولا تحاول إطلاقا كتابة الرسائل أثناء القيادة، وقد أظهرت دراسة لجامعة هارفارد الأمريكية أن استخدام المحمول أثناء القيادة يتسبب فى وفاة 200 شخص سنويا وإصابة نصف مليون. لا تكتب رسائل على هاتفك المحمول أثناء الحديث مع أحد الأشخاص فهو تصرف غير لائق ويظهرك كشخص غير مبال بمشاعر الآخرين. لا تستخف بذكاء الآخرين إذا كنت وسط مجموعة وترسل لأحد أصدقائك المقربين رسالة تبدى فيها ملاحظة ما لا تريد أن يعرفها الآخرون أثناء تواجدكم سويا. ليس من اللائق مناقشة الأمور الشخصية من خلال الرسائل أو تصفية الخلافات بهذا الشكل، لأن حدوث سوء فهم وارد بشدة وقد تتأزم المشكلة بدلا من حلها. إذا اتصلت بشخص لا تعرفه فاحرص على ذكر اسمك فى بداية المكالمة. إذا كنت تضع هاتفك أثناء القيادة على مكبر الصوت ومعك أشخاص فى السيارة فاحرص على توضيح الأمر إذا اتصل بك أحد يريد التحدث فى موضوع خاص. إذا ترك أحد هاتفه معك بشكل طارئ وطلب منك تلقى المكالمات حتى يعود فاحرص أثناء الرد على توضيح أنك لست صاحب الهاتف حتى لا يندفع المتصل فى سرد تفاصيل خاصة. لا ترسل أخبار سيئة عبر الرسائل القصيرة، كذلك لا تعتذر عن موعد أو تلغى موعد عن طريق الرسائل، فيجب أن يتم ذلك عن طريق الاتصال المباشر، ولا ترسل لشخص لا تعرفه جيدا أى رسائل قبل استئذانه. لا تناقش أمور العمل فى وسائل المواصلات العامة أو فى الأماكن العامة، لأنك قد تسرب أسرار عملك دون قصد منك. لا تستخدم كاميرا الهاتف فى أماكن العمل قبل أن تستأذن، كذلك إذا كان لديك محمول خاص بالعمل تحت تصرفك فلا تستخدمه فى الأغراض الشخصية أو تعطيه لشخص آخر لكى يستخدمه. لا تكثر من استخدام المحمول أثناء العمل فوقت العمل مخصص للعمل وليس من أجل مناقشة الأمور الشخصية. وفى كل مرة ينتشر استخدام جهاز جديد تختلف طريقة تصرف المجتمع تجاه هذه الأداة الجديدة، مما يحتم علينا ابتكار قواعد وأصولا لتنظيم استخدام هذا الجهاز ومازالت قواعد استخدام الهاتف المحمول تتغير وتتطور كل يوم.
