دعا الناقد عبد الرازق عكاشة قوميسير بينالى الثقافيى الدولى الأول للفنون والآداب "اشتباك" الجماعات الفنية، أن تعود من جديد لتؤثر فى ثقافة من المجتمع الذى يعانى الفردية - على حد تعبيره. وقال عبد الرازق "المجتمع المصرى يعانى الفردية بين المبدعين، فمن الطبيعى أن يكون هناك تواصل بين الفنان التشكيلى والأديب والشاعر, من هنا جاءت فكرة اسم البينالى "اشتباك" بين الصورة الفنية والصورية الشعرية والأدبية , بعد أن اعتدنا فى مصر أن تكون هناك بيناليات الفن التشكيلى منفصلة عن مهرجانات الشعر والمسرح والرواية، وأيضا هناك فصل بين القاهرة والمركزية، مما أدى بالتالى إلى شخصنة الإبداع وانفصال المبدع عن المجتمع، وأصبح يعبر عن ذاته فقط وينقل تجاربه الذاتية وليس تأثره بما يحدث حوله فى المجتمع. وأضاف عكاشة "حالة البينالى تمثل اشتباكا مصريا عربيا دوليا، وعلى مستوى النخبة الثقافية مع المجتمع لأن هناك عزلة بين المثقفين والمجتمع, ومثلما قالت التشكيلية الفرنسية مونيك برونى خلال افتتاح البينالى "مصر تستحق أن تكون مركز إشعاع ثقافى للعالم وأن يخرج منها أكثر من نجيب محفوظ. وأشار إلى فكرة طرحها مسئولو صالون الخريف بباريس ضيوف شرف البينالى والاتفاق على التعاون مع محافظة القاهرة لتحويل حى المقطم إلى منتدى ثقافى عالمى يقيم حوارا فكريا إنسانيا وللتشابه الجغرافى مع حى مومارتر الفرنسى فهو أيضا على هضبة مرتفعة وعاش بها تشكيليون وأدباء فرنسيون معروفون مثل بلزاك وإيمل زولا وبول سيزان, يهدف المنتدى أن تكون المقطم منظقة مفتوحة للمبدعين يخرجون للتفاعل مع الطبيعة والمجتمع. وانتقد عكاشة ابتعاد رجال الأعمال عن الثقافة وتركيزهم على الاقتصاد رغم أن الاقتصاد لا يستطيع أن يزدهر بدون ثقافة تحميه وقال "مصر أصبحت الدولة الوحيدة فى العالم التى ليس لها شكل معمارى خاص بها وهذا ناتج عن غياب الثقافة والآن إذا انهارت بناية قديمة سنشعر بالحزن لأننا فقدنا جزءا من تاريخ مصر، ولكن انهيار أية بناية حديثة لن نشعر بنفس القدر من الحزن لأنه من السهل بناء مبنى جديد على طراز حديث بلا شكل معين أو نسق معمارى مميز , فيعد أن كان لكل عصر فى تاريخ مصر له شكله المعمارى المميز بين الفاطمى والمملوكى وحتى فترات الخمسينيات فى عمارات وسط البلد والشكل الأوروبى للعمارات وفقدت مصر طابعها الثقافى فى البناء.
