فى إطار الاهتمام الإعلامى العالمى بخطاب الرئيس الأمريكى باراك أوباما الذى وجهه أمس الخميس إلى العالم الإسلامى من قلب جامعة القاهرة، رصد مراسل صحيفة لوفيجارو فى مصر ردود أفعال المصريين حيال ما ورد فى مضمون الخطاب، حيث ذهبت الصحيفة إلى أنه على الرغم من كونه يعكس بداية صفحة جديدة فى السياسة الأمريكة إزاء العالم الإسلامى، إلا أنه لم ينجح كليا فى بث الطمأنينة فى قلوب بعض المصريين، حيث كانوا ينتظرون التزاما أكثر وضوحا فيما يتعلق بسبل دعم السلام فى المنطقة. تقول الصحيفة إن العالم العريى والإسلامى قد استقبل باهتمام كبير وبشغف عظيم اللهجة الجديدة التى طرأت على الخطاب السياسى الأمريكى تجاه العالم العربى والإسلامى والتى تختلف اختلافا كليا عن تلك التى استخدمها جورج بوش فى أعقاب هجمات سبتمبر 2001. وقد نجح أوباما بلا أدنى شك فى أسر مستمعيه بما ضمنه فى خطابه من آيات قرآنية وتأكيد على سعيه نحو السلام كأساس مشترك بين جميع الديانات. غير أن هذا الخطاب بقدر ما يحمل من آمال، إلا أنه يثير تساؤلات عديدة أيضا تتعلق بكون تلك الكلمات الجذابة كافية أم لا لتحقيق تغييرات ملموسة فى المنطقة. وتنقل الصحيفة رأى فاطمة أحمد، خريجة كلية الإعلام بجامعة القاهرة وتقول : "أن يأت أوباما إلى هنا ليوجه إلى العالم الإسلامى خطابه ساعيا لإرساء أسس حوار جديد بين الولاياتالمتحدةالأمريكية والإسلام، فإن ذلك يمثل خطوة جيدة بالطبع، ولكن هل هذا يكفى؟". وتضيف الصحيفة أن خطاب أوباما قد أثار إحباط بعض المصريين إزاء عدم تطرقه بصورة أكثر وضوحا للملفات السياسية، حيث أكد البعض على مسئولية الولاياتالمتحدةالأمريكية فى المأساة التى تعيشها العراق وأفغانستان وفلسطين، بما أن أمريكا ترفض إرغام إسرائيل على الرضوخ لقرارت الأممالمتحدة. ومن ثم فعلى الولاياتالمتحدةالأمريكية الذهاب لما هو أبعد من مجرد بعض الكلمات المنمقة وتصريحات النوايا الحسنة. وهو الأمر الذى أيده العديد من المحللين السياسيين بالمنطقة العربية مذكرين ما وعد به أيضا جورج بوش من إقامة دولة فلسطينية قبل انتهاء فترة رئاسته. وقد أصاب هذا الإحباط كذلك الناشطين فى مجال حقوق الإنسان الذين كانوا يضعون آمالا على تأكيد أوباما بصورة أوسع، مما ورد فى خطابه عن الإصلاحات السياسية اللازمة.