"اليوم السابع، المصرى اليوم، الشروق".. تلك أسماء الصحف التى يرددها عامر عطوة كل يوم، وهو يحمل على كتفيه عشرات الأعداد من الجرائد ينادى عليها، ليشد القارئ بقصة مثيرة نشرتها إحدى الصحف أو حادثة غريبة أثارت الرأى العام. "بيع الجرائد فن".. هكذا يذكر عامر، ويقول: هناك أيام تكون الأحداث مثيرة والمانشيتات ملفتة يمكن أن أنادى عليها بصوت عالٍ، فى عربات مترو الأنفاق، حيث إنه مقر بيع بضاعتى، ولكن هناك أياماً تكون فيها الأحداث عادية ومكررة، ووقتها أظل أتصفح موضوعات الجرائد لأجد موضوعات أسلط عليها الضوء وأنادى بها على الصحف لتجد لها مشترى، إلا أنه قد تضطرنى الظروف وأشترى صحفاً مختلفة، وبسعرها المعروض فى السوق دون أن أكسب فيها قرشًا واحدًا، مثل الأهرام أو الأخبار أو الجمهورية إذا نشرت موضوعات غريبة تشد القارئ "عشان ممكن اللى ينادى على بدل ما يشترى جورنال يشترى اثنين. وأحيانًا يجد عامر نفسه مضطرًا لأن يختلق الأحداث جذبًا للمشترٍ، ويذكر أن أحلى أيام بيع للجرائد أيام الثورة والانتخابات، وزمان كان أوقات إقامة مباريات كرة القدم بين الأهلى والزمالك والدورى وكأس العالم". ويقول عطوة: إن ليلة الجمعة من أحلى الأيام، لأن الناس تنتظر "بكرة جمعة أيه، والناس هتعمل إيه وتعتصم فين، وكمان أحلى مانشيتات رددتها وباعت الجرائد فى دقائق: "وفاة مبارك، محاكمة حبيب العادلى، وكمان أحداث ماسبيرو، وسلسلة الحرائق الكثيرة للمؤسسات والهيئات وتصادم القطارات ووفاة العشرات"، كلها أحداث زادت من بيع الصحف بشكل كبير. ويذكر عطوة موقفًا لن ينساه لما تعرض له من ضرب وأذى من أحد ركاب المترو عندما ردد "أقرا فى جرايد بكره.. بيع قناة السويس"، وما هى إلا دقائق ووجد نفسه طريحًا على الأرض والناس تشده من بين يدى الشخص المعتدى، وعندما سأله بقية الركاب "ليه بتعتدى على البياع بالضرب، قال: "أبى يضع صورة مرسومة بخط اليد فى إحدى غرف المنزل، وكلما جاءنا ضيف ذكر له أبى أن هذا الشخص هو أحد أجداده، الذى مات متأثرًا من شدة الحر عند حفر قناة السويس، إن أبى يكفيه فخرًا أن أجداده شاركوا فى هذا الحدث، ودومًا كان يفتخر بأن أجداده أهدوا دمائهم إلى مكان غالٍ فى مصر، والآن اللى مسكوا البلد عايزين يبيعوا دمنا وعلى عينك يا تاجر". ويذكر عطوة، أن الركاب تركوه جالسًا على الأرض، وتبادلوا الحديث حول الصكوك، وبيع أرض مصر وليه النظام الحاكم بيعمل كده.