تحت عنوان "باراك أوباما يلتقى بحليف فلسطينى ضعيف"، وفى إطار زيارة الرئيس الفلسطينى محمود عباس التى بدأها اليوم، الخميس، لواشنطن للقاء الرئيس الأمريكى باراك أوباما، نشرت صحيفة لوفيجارو اليوم مقالا تتطرق فيه للحديث عن علاقة رئيس السلطة الفلسطينية بالغرب، حيث وصفته الصحيفة بأنه "طفل الغرب العزيز"، والمتحدث المفضل لدى الديبلوماسيين، والشريك المثالى فى المفاوضات، بالإضافة إلى ما يتمتع به من هدوء ورزانة وبشاشة. إلا أنه يملك من النوايا الطيبة أكثر مما يملك من النفوذ، نظرا لضعف موقفه منذ سيطرة حركة حماس على غزة فى 2007، وأيضا الجدل الدائر حول انتهاء فترة رئاسته رسميا فى يناير الماضى. تشير الصحيفة إلى أنه، ومنذ توليه رئاسة السلطة الفلسطينية فى 2005 بعد وفاة ياسر عرفات، لم يتوقف عن الخضوع لمطالب وشروط المجتمع الدولى، كما أنه يدين بصورة منتظمة مظاهر العنف ويناضل ضد المنظمات الفلسطينية التى تلجأ للإرهاب. فقد هاجم الفساد الذى انتشر داخل الأوساط السياسية الفلسطينية، ساعيا وبشكل تدريجى إلى إرساء قواعد دولة قانون داخل دولة فلسطينية ليس لها وجود. وعلى الرغم من أنه لا يزال هناك الكثير أمام الرئيس الفلسطينى لتحقيقه فيما يتعلق بجميع الأمور السابق ذكرها، إلا أنه بإمكانه على أية حال تقديم أدلة على حسن نواياه لرئيس الولاياتالمتحدةالأمريكية، التى تقوم بلاده بتدريب الشرطة الفلسطينية. وقد ألقت تلك الأخيرة القبض على المئات من مجاهدى حركة حماس فى الضفة الغربية. وهو الأمر الذى سيستند عليه أبو مازن فى طلبه للرئيس أوباما ببذل مساعيه لوضع حد لانتشار المستوطنات الإسرائيلية فى الضفة الغربية، والتى تقضى على آمال إقامة دولة فلسطينية. وبهذا الشأن فقد سبق وأكدت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلارى كلينتون أمس الأربعاء، على رغبة باراك أوباما فى تجميد عمليات الاستيطان الإسرائيلى بدون "أية استثناءات"، بما فيها تلك المرتبطة بالتوسع "الطبيعى" الخاص بزيادة نمو عدد الإسرائيليين. وفى المقابل، فإن محمود عباس على استعداد للاستمرار فى بذل جهوده بهدف حل إقامة دولة فلسطينية، وهو الحل الذى تسانده الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولى. بيد أنه، كما تذكر لوفيجارو، يظل الرئيس الفلسطينى متحدث ضعيف لا يملك من الإمكانيات ما يجعل الفلسطينيين يلتفون حول حل قائم على التفاوض، خاصة فى أعقاب الضربة التى وجهتها له حركة حماس فى غزة خلال صيف 2007، وتعطل حوار الفصائل الفلسطينية والتى تسعى مصر منذ شهور إلى النهوض به. بالإضافة إلى أن انتهاء فترة ولاية أبومازن التى انتهت قانونيا منذ بداية يناير الماضى، وكذلك التعديل الذى شهدته مؤخرا الحكومة الحكومة الفلسطينية، قد زادا من موقف انعزال محمود عباس. وعلى الرغم من وعوده بتنظيم انتخابات مطلع 2010، إلا أن وضعه لا يبشر بإمكانية فوزه بها. ويبقى أنه فى حال قرر الرئيس الأمريكى باراك أوباما الرهان على محمود عباس لتحقيق السلام، فسوف يتحتم عليه أيضا البحث عن الوسائل اللازمة لتدعيم مصداقيته.