لا يختلف كائن من كان على أن فى الحياة فرصا وعليك أن تحاول قدر جهدك أن تنتهز هذه الفرصة لتحقق أحلامك مهما كانت أدواتك سواء بسيطة أو كبيرة، ويصبح من الغباء إهمالها أو عدم اقتناصها. والفرصة الآن مواتية لحزب النور فى أن يتصدر المشهد البرلمانى فى الانتخابات القادمة، وأنا بطبيعة الحال لست من أعضائه بل أنا من حزب ليبرالى، شارك فى صنع ثورة 25 يناير 2011، وكان هو المتصدر لهذا العمل دون سائر الأحزاب الأخرى أو التيارات المختلفة، المهم أن الساحة الآن ممهدة لهذا التوقع من كل النواحى المطروحة على مائدة البحث والحوار فى الحياة السياسية. ولو نظرنا إلى الوراء قليلا عندما عرضت المناظرة بين مرشحى الرئاسة بين اثنين من المرشحين، وهما الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح، والسيد عمرو موسى وربما كانا أكثر المرشحين من قبل الاستطلاعات والتوجهات السياسة بأن هذا الأمر لن يخرج عنهما، وللأسف الشديد وعقب انتهاء المناظرة أضاعوا أنفسهم بسبب المهاترات بين تبادل الاتهام بالعنف والإرهاب وبين الانتماء إلى النظام السابق مما لم يعد بالنفع على المواطن وتحقيق أحلامه فى المقام الأول فخرجا من دائرة المنافسة ليقتنص غيرهما هذا المنصب الرفيع. وعقب الإعلان الدستورى فى 21 نوفمبر منه العام الماضى انقلب الحال من حال إلى حال بالنسبة للجه التى ينتمى إليها الإخوان فكانت المظاهرات شبه اليومية التى تخرج إما لتنادى بسقوط النظام أو سقوط الرئيس وسقوط المرشد، وعقب تجمع الأحزاب المدنية فيما يسمى بجبهة الإنقاذ بدأت حرب التصريحات بين كل من الطرفين فى تبادل الاتهامات بالأخونة والعمالة والخراب وغيرها منها الاتهامات المتبادلة، ثم انضم إلى هذه الحرب بعض الحركات الشبابية، وأيضا بما يسمى تيار الاستقلال، فى هذه المرحلة التاريخية فى حكم مصر وجدنا حزب النور يلعب دورا محايدا ويقف على مسافة واحدة بين هذه التكتلات مع الشعور بأنه يقف مع من ينتمى إليه بما يسمى التيار الإسلامى فى بعض المواقف. فى ظل هذه الحرب الدائرة بين هذه التيارات السياسية المتناطحة وما نتج عنها من حرب تستخدم فيها كل الأساليب المشروعة وغير المشروعة، وقف حزب النور مواقف معتدلة متوازنة نظر فيها إلى الصالح العام، ومهما رصدنا له من أخطاء لكنها لم تصل إلى حد الكراهة منه المواطنين بل تعاطف معه قطاع عريض من الشعب وربما تتغير بوصلة الحالة التصويتية فى الانتخابات القادمة فى اتجاه حزب النور وهذا ما تشير إليه بعض الدلائل بناء على قراءة متواضعة على أرض الواقع والرأى العام الذى نفر من الإخوان وجبهة الإنقاذ. فإذا صارت الأمور كما هو مرشح من وجهة نظرى، أن تكون أكثرية مجلس الشعب فى الانتخابات القادمة شريطة ألا تقع فى نفس أخطاء جماعة الإخوان وحزب الحرية والعدالة، وان تقتنع بأن هذا الوطن يستوعب أبناءه جميعا دون تفرقة وأن الجميع متساوون فى الحقوق، وأن تستعين بالكفاءات لا أصحاب الثقة والأهل والأصدقاء، والأ تفكر فى منصب رئيس الجمهورية، فيكفيها رئيس الوزراء أن كان لديها من يشغل هذا المنصب وتتوفر فيه مؤهلات الوظيفة، وفى النهاية هى حقا رؤية بأنه أمام حزب النور فرصة للعبور فهل ينتهزها ويقتنصها، سؤال سوف تجيب عليه الأيام القادمة.