غزت ملاعبنا في الآونة الأخيرة ظاهرة ملأت المدرجات بالضجيج والصراخ المتواصل والخروج عن بديهيات التشجيع التي عرفنها منذ زمن بعيد ألا وهي ما يسمي "رابطة الألتراس" المنتمية للفرق بكل ما لها وما عليها. تلك الظاهرة التي بدأت في الانتشار بعد أن رأيناها بشكل أكبر وأوسع في ملاعب تونس والمغرب ومصر - وان أخذت إتجاها آخر غير ما تعودنا عليه في مدرجات الكرة - أخذت في التفحل وأصبح أمرا غاية في الخطورة. مجموعات الألتراس هي عبارة عن رابطة للمشجعين يجوبون أنحاء البلاد وراء فرقهم ويتخذون من المدرجات سبيلا للتعبير عن آرائهم سواء بالرسومات التي تسمي "دخلة" أو بالاغاني والاهازيج التي قد تصل للنيل من الفريق المنافس. حدث ذلك في مباراة الاتحاد والهلال الأخيرة في كأس ولي العهد، حيث قامت جماهير الهلال بالتواجد في المدرجات المخصصة لها مبكرا جدا عن موعد المباراة التي احتضنها درة الملاعب يوم الجمعة، ومنعوا اعضاء وجماهير الاتحاد من دخول الملعب في مدرجات الدرجة الثانية المخصصة لهم بحسب اقوال شهود عيان. ووصل الأمر الي ان وضع أعضاء التراس الهلال تي شيرتات علي مقاعد الدرجة الثانية المخصصة لجماهير الاتحاد في اشارة الي حجزها، كما قاموا باغلاق البوبات المؤدية للملعب بشكل مهين لكل من هو غير هلالي وهو أمر غريب علي ملاعبنا! كما أن هناك من قال أنهم قاموا بمنع من يقوم بتصوير ما يحدث والدخول في مشادات مع رجال الأمن الصناعي باستاد الملك فهد الدولي وكلها تصرفات مرفوضة تماما، فملعب أي مباراة في العالم ليست حكرا علي جماهير فريق بعينه. إذا كان تشجيع فريق سيؤدي لكارثة جماهيرية وفتنة بين ابناء بلد واحد، فالتذهب كرة القدم للجحيم، حيث انها في الاول والاخير مجرد لعبة وشيء ثانوي وترفيهي في حياتنا .. العقل أمران، أحدهما صحة الفكر في الذكاء والفطنة، وثانيهما حسن التمييز وكثرة القرارات الصائبة..