ظاهرة الالتراس اجتاحت العالم بأكمله لتكشف عن التعصب الكروي في ابشع صوره.. فهي رابطة غير عادية يحمل افرادها معتقدات و افكار راسخة في اذهانهم و يطبقونها طوال الوقت مؤكدين ان دعمهم و انتماءهم الوحيد لفريقهم الرياضي الذي يبذلون نحوه اقصي مجهود لدعمه .. افراد رابطة الالتراس لا يقتصر تواجدهم علي مصر فقط فهي رابطة عالمية تحمل تاريخ عريق في عالم الرياضة و كرة القدم بالاخص.. بدأت ظاهرة الالتراس منذ عام 1940 في امريكا الجنوبية و تحديدا البرازيل و هي كلمة لاتينية تعني الامور الزائدة عن الحد و اقتصرت علي تشجيع الفرق الرياضية و خاصة كرة القدم لتزداد انتشارا في انحاء اوروبا و تحديدا في يوغوسلافيا و كرواتيا و تميل هذه المجموعات الي استخدام الالعاب النارية أو الشماريخ التي اصبحت علامة مميزة لجماهير الالتراس و خاصة في دول شمال افريقيا و كذلك ترديد الهتافات الحماسية و الاناشيد الرياضية لدعم فرقهم مما يضفي البهجة و الحماس علي المباريات.. رابطة الالتراس تحمل افكار و معتقدات خاصة بهم ولا يحيدون عنها تحت اي ظرف من الظروف.. و يحرص الالتراس دائما علي تأكيد عدم حصولهم علي اي دعم مالي من الاندية او الفرق كما لا يتدخلون في سياسة النادي الذي يشجعونه.. مجموعات الالتراس ليست مسالمة دائما و لا يتعاهد اغلبها علي روح التشجيع السلمية فقط و لكن هناك جماعات متطرفة ينتقدها الكثيرون بسبب علاقتهم بالاندية و تعصبهم اثناء المباريات و تطاول بعضهم اثناء المباريات حتي ان بعضهم اتهم بالقيام باعتداءات جسدية او اعمال عنف و تخويف لمشجعي الفرق الاخري.. و يعتبر مشجعو الالتراس بأمريكا الجنوبية مسئولون عن ابشع حادث رياضي وقع في العالم في عام 1964 عندما وقعت اعمال عنف و شغب بين فريقي دولتي بيرو و الارجنتين بسبب احتساب الحكم هدف بحجة التسلل اثناء المباراة و تدخلت الشرطة محاولة انهاء العنف بين مشجعي الفريقين الا ان تدافع الجمهور ادي الي قتل 318 شخصا و جرح اكثر من 500 شخص من الدولتين ليصبح ابشع حدث تسجله كرة القدم .. اما عضو رابطة الالتراس فهو فرد متميز لا يملك اسم حركي خاص به و لكن اصدقاؤه يعرفونه جيدا و يحاول اعضاء الالتراس حول العالم ان يجعلوا وجوههم غير مألوفة محاولين تغطية وجوههم بالاوشحة كما لا ينساقون وراء التقاليع و الظواهر الجديدة و يعتقد افراد الالتراس انهم معروفين طوال الوقت حتي و ان لم يرتدوا زي الفريق..و الفرق بين الالتراس و المشجع العادي ان فرد الالتراس يتخذ من التشجيع مهنة له و مستعد ان يضحي بكل شئ من اجل النادي و يقومون ببيع القمصان و الشعارات التي تحمل اسم المجموعة مما يمكنها من امتلاك دخل يكفي لانتاج اللافتات و السفر وراء ناديهم المفضل.. الالتراس المصري و بدأ نشاط الالتراس في مصر منذ عام 2007 ليتحول عدد كبير من المشجعين الي روابط الالتراس لتشجيع فرقهم الرياضية بعهود الالتراس المعروفة و هناك خمس روابط التراس في مصر و اشهرها مشجعي النادي الاهلي و ينقسمون الي التراس اهلاوي و التراس ديفلز و هناك التراس وايت نايتس مشجعي نادي الزمالك و التراس يللو دراجون لتشجيع نادي الزمالك وفي عام 2008 و 2009 نشأ التراس جرين ماجيك للاتحاد السكندري و التراس ويلز التابع لنادي غزل المحلة.. منذ اوائل التسعينات و قبل اقتحام ظاهرة الالتراس الملاعب المصرية اصبحت المدرجات تميل الي ثقافة الشغب و القوة والعنف و تبعتها اعمال انتقامية من طرف الشرطة بعد تكرار اكثر من حادث منها المباراة التي جمعت بين انجلترا و بلجيكا عام 1995 و اتهم فيها الجمهور البلجيكي باستخدام العنف غير المبرر ضد الجمهور الانجليزي في بطولة اوروبا ..و في تونس بباجة اثناء مباراة للترجي في عام 1999 قتل فيها 18 شخصا .. و في عام 2006 شهدت الملاعب التونسية العديد من مظاهر العنف و الخروج عن اطار المباريات بسبب التراس النوادي التونسية.. و هناك عدة مصطلحات مرتبطة بالالتراس يعرفونها جيدا مثل الكراكاج او المشاعل و الالعاب النارية التي تطورت الي الشماريخ التي يستخدمها اعضاء الالتراس داخل المدرجات بشكل جماعي و هي ممنوعة في بعض الدول لكونها نارية و يعتدي بها افراد الالتراس حول العالم في حالة تصاعد مشكلة بينهم داخل المدرجات .. و المصطلح الثاني هو الدخلات أو التيفو و هو احتفال جماهيري حماسي داخل المدرجات في المباريات القوية او المناسبات الهامة في الفريق و يقومون بارتداء لبس معين خاص بالفريق و يشكلون بأماكنهم شعارات معينة يوجهونها للفرق الاخري .. اما الباش فهي قطعة قماش كبيرة علي شكل مستطيل يكتب عليها شعار جروب الالتراس و يأخذونها معهم اينما كانوا ليرفعوه في المدرجات.. و اخيرا الموفمو و هي تحركات اعضاء جماعات الالتتراس وراء فرقهم في حال كانت المباراة خارج المدينة و يتم فيها توفير جميع الامكانيات للجمهور المسافر ليستطيعوا السفر بسهولة تداخلت علاقة الالتراس بالسياسة منذ بداية نشأتها بسبب تعاطف مجموعات الالتراس مع القضايا السياسية و الانسانية فالتراس مجموعة لازيو الايطالية اشتهرت بدعمها لليمين المتطرف و اهم مبادئها الولاء للفاشية و النازية من خلال رفع الاعلام و اللافتات الخاصة بها اما التراس البيانكوسيليسي فيشتهر بالعداء لكل ما هو يهودي و يقتنص افراده الفرصة لرفع اللافتات و العلم الفلسطيني و اظهار التعاطف للقضية الفلسطينية و في بعض الاوقات تسببت الميول الدينية في نشأة الالتراس فمثلا التراس نادي اياكس الهولندي نشأوا في حي يهودي و يصرون علي رفع الاعلام الصهيونية مع ترديد الهتافات التي تدعو لليهود.. الهوليجانز الانجليزي حوادث الملاعب و الاستادات ملف له تاريخ يرجع الي عشرات السنين و في السطور التالية نحاول استعراض اهم الحوادث التي تخرج من عباءة التاريخ الرياضي في محاولة لمنافسة حادث بور سعيد الاخير و لكن دون جدوي لتتربع كارثة بور سعيد بين فريقي الاهلي و المصري علي قائمة اهم حوادث الملاعب في العصر الحديث.. تعود اولي شرارات العنف الرياضي الي الجماهير الانجليزية التي لفتت انتباه العالم بأكمله الي شغب الملاعب و التعصب و استخدام العنف عند مواجهة جماهير الفرق الاخري ..و هو الامر الذي كشف عن ظاهرة الهوليجانز و هي روابط تشجيع فرق الاندية الانجليزية و اشهرها هوليجانز فريق ليفربول الانجليزي الذين بدأ تجمعهم كرابطة مشجعين و لكن تطور الامر الي حد العنف و ارتكاب الجرائم و نشأ صراعا بين افراد الهوليجانز المنتمين لكل فريق او نادي في انجلترا .. يعتبر هوليجانز نادي ليفربول المسئول عن اشهر و اسوأ حادث في تاريخ كرة القدم بعد تسبب افراده في حادث ملعب هيسل ببروكسل الذي اقيم فيه نهائي كأس الاندية لأبطال الدوري الاوروبي في مايو عام 1985 وواجه ليفربول نادي يوفنتوس الايطالي الذي فاز بهدف واحد مقابل لا شئ مما حول المباراة الي معركة دموية راح ضحيتها اكثر من 39 فردا منهم 32 مشجعا لفريق يوفنتوس بسبب قيام هوليجانز ليفربول بكسر السياج الفاصل بينهم و بين جماهير يوفنتوس الذي جروا بعيد و حدث تدافع ادي الي انهيار جدار الملعب ووقوع خسائر في الارواح بالاضافة الي الاصابات التي وصلت الي اكثر من 600 مصاب..و ادت تلك المصيبة الي منع الاندية الانجليزية من اللعب في المسابقات الاوروبية لمدة خمس سنوات و حوكم عدد من جماهير ليفربول بتهمة القتل غير المتعمد.. لم تمر ثلاث سنوات علي الحادث حتي وقعت احداث عنف في انجلترا بين ليفربول و توتنهام في مباراة قبل النهائي للدوري الانجليزي و راح ضحيتها 95 شخصا و اصيب اكثر من 200 شخص و منذ ذلك الحادث الذي انذر بخطر مشجعي الهوليجانز اتخذت قوات الشرطة الانجليزية اساليب حازمة للتعامل مع المشجعين مما قلل من خسائر المباريات فتقوم بتامين المباريات بكامل طاقتها و يستخدم افراد الامن عصيان خاصة للتعامل مع اي فرد يخرج عن اطار التشجيع المعتاد بالاضافة الي اتخاذ كافة الاجراءات التامينية اللازمة لخروج الفرق و المشجعين بأمان .. كرة القدم الدموية ! عشر سنوات سبقت حادث ملعب هيسل و تحديدا في عام 1975 وقع اشتباك بين جماهير نادي ليدز يونايتد الانجليزي و نادي بايرن ميونيخ الالماني وسقط عشرات الجرحي من الجانبين.. اما كارثة الملاعب الاكثر سوءا و غرابة وقعت احداثها في أميركا الوسطي عام 1969و تحديدا مباراة الهندوراس و السلفادور ضمن تصفيات كأس العالم مما ادي الي حوادث عنف وشغب وحشية ادت إلي قطع العلاقات بين البلدين وإعلان حالة الحرب التي سميت بحرب كرة القدم.. و في عام 1995 وقعت اعمال شغب و عنف بين منتخبي كولومبيا و ايطاليا بعد قيام بعض المتعصبين من جمهور الفريقين بأعمال عنف دموية بعد قتل مدافع كولومبي بسبب تسجيله هدف بالخطأ في مرمي فريقه خلال المونديال الذي اقيم في امريكا و عندها وصفت وكالات الانباء كرة القدم بكونها اللعبة الاكثر دموية كما دعا الفاتيكان الي وقف مباريات كرة القدم في العالم بأكمله لتسببها في المجازر البشعة خاصة بعد قتل احد لاعبي نادي جنوة الايطالي قبل بدء مباراته مع نادي ميلان علي ملعب لويجي.. صحف العالم و الالتراس حادث بورسعيد الاليم دفع بالالتراس المصري الي مقدمة عناوين الصحف العالمية بين اتهامات للالتراس بالعنف و استفزاز الامن بسبب علاقته بالسياسة و كذلك اتهامات للأمن بالتقصير ومن بينها جريدة نيويورك تايمز الامريكية التي اتهمت عناصر الامن و الشرطة انها كانت غير قادرة علي السيطرة علي العنف في الملعب او لا ترغب في ذلك ووصفت احداث المباراة بكونها الاسوأ و الاكثر عددا لضحاياها منذ خلع الرئيس المصري السابق حسني مبارك مؤكدة ان المذهل في الامر هو وقوف ضباط الشرطة وافراد الامن متفرجين امام الاشتباكات الدامية التي وقعت الاربعاء الماضي و هو ما اظهرته الفيديوهات التي انتشرت علي الانترنت و سجلتها القنوات الفضائية و اتهمت الصحيفة مشجعي الالتراس الذين يشجعون فريقهم الي حد الجنون و يتسببون في العديد من الحوادث بسبب احتكاكهم برجال الشرطة و يميلون الي العنف باستخدام الشماريخ او الصواريخ و استخدام الالفاظ البذيئة في الملاعب التي تستفز الفرق الاخري او الشرطة و نقلوا هذا الاسلوب الي الساحة السياسية منذ مشاركتهم في المظاهرات التي اندلعت في ميدان التحرير العام الماضي وفي نفس الوقت المحت عدد من الصحف الأخري الي التآمر علي الألتراس وعدم تدخل الأمن بطيقة تحد من حوادث القتل والاصابات