ماذا بعد هذا التدنى...............؟ أن يتم معايرتك والانتقاص من شأنك لأنك نظيف بحق ونبيل ووطنى صادق ضحيت براحتك ودمائك من أجل الثورة على الفساد المتراكم منذ أربعة عقود وأكثر، لا يوجد تدنٍ أكثر من ذلك فبعدما عاود النفاق سيرته الأولى ليكون صك الوطنية وصار الخرس على الفساد والقمع هو قمة الإخلاص للوطن وأضحى الصمت على الفساد هو قمة الشرف ماذا تنتظر ! ! أصبحت ثورة يناير سبة ونقيصة وخيانة وهدما للوطن... ومن يروج ذلك حتى صار وقعه كالحقيقة عند البسطاء والمغيبين والأغبياء أيضا، أفاقى كل العصور ومنافقى كل الأزمان ولاعقى أحذية المال والقوة. صار ثوار يناير أشرف من أنجبت مصر مجموعة من الينايرجية ! صار هذا اللفظ هو المكافئ المعترف به عند أرجوزات هذه الأيام من منافقى الفضائيات الذين يكذبون كما يتنفسون فصاروا منافسين حقيقيين لتجار الدين من الإخوان أيام كذبهم الموجه القطيعى الهوى والهاوية وحلفائهم من تجار الدم.... اتحد الاثنان الآن في تخوين الثوار إجترارا لماضى قريب جدا تركوا فيه جثث الثوار تُلقى بجوار القمامة حينما كان الأفاقون جميعا في مركب واحد متشابكى المصالح والفساد. نعم نحن ينايرجية كما يسمينا أصحاب إلا مبدأ، من خرج في يناير هم النبلاء والمتسامون والوطنيون والمثاليون، خرجوا من أجل المساواة للمساواة تعظيما للقيمة، خرجوا من أجل عدالة لن تضيف لأغلبهم شيئًا بعدما سرق قطار العمر أجمل أيامهم وفرصهم في الحراك المجتمعى، قتلهم الأوغاد لأنهم ثاروا من أجل الحق المطلق والخير المطلق والجمال الإنسانى وتآمر عليهم لصوص الدين والوطن، خرجوا من أجل القادمين من المستقبل والمحرومين بفعل قسوة الحاضر. نعم كان من الثوار النبلاء من خدع نفسه وصدق الكثيرين من نخاسى الوطن ومن المتسلقين ومن تجار السياسة الذين تحركهم منظمات دولية ولكن.... هؤلاء قلة معدودة على أصابع اليد، هل من خرج ليحرر وطنا وينشد عدلا ويؤسس لدولة الحق فاسد أو أفاق مثل الذين يسبونه الآن من عُباد المصالح والمناصب والأقوياء! الثائر حر لا يقيده سوى الوطن والحق والعدل، لا يستويان أبدا، من بذل نفسه فداء للخير للمطلق ومن باع شرفه طمعا في منصب أو إرساء لحكم فئة أو جماعة أو تطفلوا جميعا على الوطن وأهله. و اليوم تكتمل منظومة الفساد مرة أخرى، فالحكومة الموقرة تصدق على قانون يحمى الفساد صراحة وعلانية وعلى عينك يا فاجر، حيث نصت على قانونية عدم الطعن من طرف ثالث على أي عقد بينها وبين المستثمرين، يعنى يا باشا نخصص الأرض أو المصنع أو نبيعهما بتراب الفلوس لأبنائنا أو أقاربنا أو حلفائنا المستترين المستثمرين ولا يحق لمواطن ينايرجى الطعن عليه! حسنا... لا يعجبك ذلك، اقتل نفسك كمدا أو غنى للفساد وبارك له أو اذهب للتظاهر لكى نتخلص منك لمدة ثلاث سنوات لتظاهرك بغير إذن !.... مبروك علينا إحياء دولة الفساد. [email protected]