مثل كل أبناء الفقراء في مصر، تدفع نيرة دفعا إلى الموت أو تقتل بلا ثمن وبلا ذنب أو خطيئة.. ترحل في ريعان شبابها مقتولة أو مساقة للموت يأسا لأن خطيئتها الوحيدة التي ورثتها هى فقرها وعدم تمتع أهلها بنفوذ أو مناصب مثل من تآمروا عليها..
تذهب نيرة (...)
نحن جميعا نعانى ونحيا في كابوس أسود، الغلاء يعربد في الطرقات والتجار يتحرشون بالزبائن، في وطن صار الجميع فيه زبائن وليسوا مواطنين أو حتى رعايا.. نريد حلا لكى نبقى على قيد الحياة. ليست تلك مقدمة لمقالى اليوم، بل هو توصيف لحالنا، فالجميع يتعامل معنا (...)
لا يوجد شىء أشد ألما من الفقر ولا يوجد شىء أصعب على النفس البشرية من شعورها بالعجز تجاه من تتولى رعايتهم وترعاهم وتدبر شؤنهم من أبناء وذوى رحم، لذا ف الغلاء الأثم الذى يستشرى كل ساعة معربدا في شتى مجالات الحياة هو فيروس البلاء والتعاسة في حياة (...)
يقول الإمام على بن أبى طالب كرم الله وجهه عن الظلم أبيات تهز كيان الإنسان السوي، فيحذرنا قائلا:
أما والله إنَّ الظُلم شؤمُ وَلاَ زَالَ المُسِيءُ هُوَ الظَّلُومُ
إِلَى الدَّيَّانِ يَوْمَ الدِّيْنِ نَمْضِي وعند الله تجتمعُ الخصومُ
ستعلمُ في الحساب إذا (...)
"أتقبلون صبيانكم، إن لى أحد عشر من الأبناء ولم أقبل أحدهم قط".. قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم، وما أملك لك وقد نزع الله الرحمة من قلبك!
تذكرت حديث الرسول الكريم للأقرع بن حابس، عن الأعرابي الذى لم يلن قلبه يوما رحمة ومودة وطبيعة جبلنا الله (...)
تتوقف أى فكرة بل تتيبس وتموت إن بعدت عن غزة الصابرة الوحيدة وما يحدث لها أمام العالم بأسره، تتصاغر كل همومك من فقر ومرض وغلاء واحتكار أمام لقطة واحدة من أرض غزة التى تركها الجميع وحدها، فالبلاء لا يوصف ولا يتخيله أحد ولا يطيقه بينما صبرهم أسطورى (...)
(البحر من ورائكم، والعدو أمامكم، وليس لكم والله إلا الصدق والصبر والثبات، واعلموا أنكم في هذه الجزيرة أضيع من الأيتام على مائدة اللئام، وقد استقبلكم عدوكم بجيشه وأسلحته، وأقواته موفورة، وأنتم لا وزر لكم إلا سيوفكم، ولا أقوات إلا ما تستخلصونه من أيدي (...)
منذ السابع من أكتوبر الماضى، تغيرت كثير من الأمور، أهمها على الإطلاق البعد الإيمانى الذى أثار كثيرا من الأسئلة في عقول الكثيرين من العرب والمسلمين وغير المسلمين أيضا.. كيف ذلك؟
أولا، حق للجميع أن يتسائل: كيف يمكن لشعب محاصر تماما منذ 15 عشر عاما أن (...)
تنبيه هام.. هذا المقال لا يتحدث عن شخص بعينه، وإنما هو حديث المكبوت في المطلق..
قد تجد اسمه المدون في بطاقة الهوية خالد أو إبراهيم أو طارق، لكنه فى الحقيقة اسم زائف، اسم حركى لا يعكس هويته الأصلية، لا يكشف عن انتمائه الخفى وعقيدته التى يقاتل من (...)
ربما تعجز كل مفردات اللغة عن التعبير عما يحدث في غزة على مدار أكثر من شهر ونصف تقريبا، فالبطولة والتضحية والنبل والفداء والجهاد والوطنية، والإيمان والثقة بالله والمثابرة وكافة القيم النبيلة تصارع وتقاتل أنذل وأحط وأحقر وأشرس وأسوأ خلق الله، الذين (...)
المؤلم في هذا العصر أن الفجوة بين الأمنيات بين المصريين صارت شاسعة وعبثية، فبينما هناك من يسعى وراء حقوق أولية وأساسية لحياته، يعتبرها أمنيات، بينما هناك من يتألم لانتهاء حجز الموسم الصيفى فى المالديف وهاواى والريفيرا، ويضطر آسفا لإنفاق بضعة آلاف (...)
الحقيقة الوحيدة التى تهيمن على حياة الناس الآن هى الغلاء المستعر كل دقيقية، فإذا توجهت إلى متجر لشراء سلعة معينة، ربما لن تجدها بنفس الثمن الذى اشرتيته بها منذ ساعات قليلة أو دقائق.. أصبح الجميع يلهث في مارثون الغلاء دون توقف، ولقد أثر ذلك سلوكيا (...)
ربما تستطيع قراءة هذا المقال دون النظر لديانة كاتبه على الإطلاق، تخيل أنك أيضا بلا دين وبلا عقيدة ولكنك قبل أى شىء، إنسان، ثم قرأت تلك الوقائع المثبتة تاريخيا، حينها ستدرك أمورا كثيرة كانت غائبة عنك، أبسطها أن هناك دينا لا نعرفه، ربما يدين به كثير (...)
تتيح لك الكتابة الربط بين عوالم مختلفة ومتابعدة فى الزماكان، ولكنها قريبة بل ومتلاصقة لأنها ترتبط بعنصر واحد أساسى فى هذا الكون وهو الإنسان، فما يحدث هذه الأيام من اضطرابات فى مينا بوليس بأمريكا لا ينفصل عن أماكن أخرى في العالم الثالث الذي ننتمي نحن (...)
قبل الذهاب لمدرسة ابنى، الطفل فى الصف الخامس الابتدائي بإحدى المدارس الحكومية المصرية، وجدت مكتبة أدوات مدرسية يتزاحم عليها الكثير من أولياء الأمور، تدل هيئة البعض منهم على تواضع مستواه المادى والاجتماعى، بينما البعض الآخر يبدو من بقايا الطبقة (...)
يحكى أنه فى بلاد مصر المحروسة، وفى ظل قبضة الإنجليز القوية على أم الدنيا، ثار الإخوة العربجية على سعد زغلزل باشا، أول رئيس وزراء مصرى الهوية فى تاريخ أم الدنيا بعد فتح العرب لها، أول حاكم منتخب بإرادة شعبية..
كنت خليها بجميلة سعادتك!
الجمعة 20 مارس (...)
طبعا نحن نعيش أصعب أيام العالم فى هذا القرن، فالرأسمالية القذرة التى صنعت فيروس قاتل حتى تجنى منه أرقام فلكية من الدولارات، تنظر للموت والموتى بعين سمجة متلهفة للمزيد من الأرباح القاتلة، لا يعنيها شىء مطلقا سوى تضخم أرصدتها..
وراء كل مهرجان انكسار (...)
المشكلة الأكبر بالنسبة لى ولكثيرين مثلى ، هى أن من تصدوا متجاسرين لموظفة قصر ثقافة كفر الدوار و خافوا منها على الوطن ، ثم دشنوا حملة ضد نقاب تلك الموظفة المسكينة جزعا على قيم المجتمع وعلى حركة الفنون فى مؤسسة لا يدخلها إلا ثلة ضئيلة من المهتمين، فى (...)
حوادث التنمر والقتل الأخيرة التي شغلت الرأى العام، ليست مجرد جرائم معتادة تنتج عن تشاحن بين أفراد في المجتمع، الأمر أخطر بكثير من ذلك الحيز الضيق والرؤية الأضيق، والتي إن استمرت ستؤدى إلى كارثة اجتماعية واحتراب أهلي يعصف بالجميع، وأعنى بذلك ضرورة (...)
قامت "أم كلثوم" بأداء قصيدة "أبى فراس الحمدانى" الشهيرة (أراك عصى الدمع) ثلاث مرات وعلى مدى ثلاثة عقود كاملة، لملحنين متنوعين، وفى نظرى ووفقا لرأى أغلبية النقاد وجمهور الست قبلنا جميعا، لم تنجح في إحداها وذلك لأن الكلمات لم تجد ملحنا يعبر عنها (...)
قبل أن يبدأ الاستفتاء بأسابيع، كان كل شيء قد انتهى تقريبا، أو يبدو كذلك، فجميع القنوات الفضائية المصرية وكافة أشكال البث الإعلامي تدعو المواطنين لقول كلمة نعم وليس مجرد المشاركة، أما عن ( لا ) فيبدو أنها كانت من الكبائر أو أنها غير محتملة الحدوث، (...)
مشهد واحد.. نهار داخلى نيوزيلاندا
أحد الإرهابيين الأنذال في نيوزلاندا يقوم بتتبع مسلمين أبرياء عُزل من السلاح، يجهز عليهم برشاش آلى فيقتل أكثر من خمسين مصليا مسلما مسالما راكعا أو ساجدا بين يدى الله بدم بارد ودناءة لا تستطيع أي لغة وصفها.. يحزن كل (...)
وكان هناك في أحد أزقة الحى الغربى الفقير من تلك البلدة الصاخبة، بيت مكون من ثلاثة طوابق، يسكن في إحداها فنان تشكيلى عجوز بلغ من العمر عتيا، ووهن عظمه واشتعل رأسه شيبا، ولكن قلبه كان ما زال يانعا نضرا نابضا بحب الآخرين، وحدث ذات مساء أن سكن معه في (...)
تجول المصرفى الثرى ذهابًا وإيابًا داخل غرفته الفسيحة التي ضاقت بنفسه وروحه حاملًا عبئًا من الهموم والذكريات، فهنا يتذكر ذلك اللقاء الذي مر عليه خمسة عشر عامًا حينما كان يجلس مع مجموعة من ندمائه يتحدثون حول عقوبة الإعدام ومدى أخلاقيتها، وهل الأفضل أن (...)
في ليلة عيد الميلاد لم ينم الصبي (فانكا) ابن الأعوام التسعة، والذي أعطوه منذ ثلاثة أشهر للإسكافي (الياخين) ليعمل صبيا لديه. وانتظر حتى انصرف أصحاب البيت والأسطوات إلى الصلاة، فأخرج من صوان الإسكافي محبرة وقلما بسن صدئ، وفرش أمامه ورقة مجعدة وراح (...)