شعار يرفعه كلا الزوجين، عندما تدب الخلافات الزوجيَة، وتعلن حالة الطوارئ فى البيت. العناد والمكابرة يصبحان سيد الموقف. فلا الزوج يريد التنازل عن موقفه، ولا الزوجة تعلن استسلامها! وكل يسعى ليكون هو المسيطر. وللأسف يتحول المنزل لحلبة صراع أو مصارعة، ويقف الأبناء فى دور المشاهد أو المشجع. وللأسف ما هم فى النهاية إلا ضحايا هذا العناد. وغالبا ما يتحول الأمر للعبة شد الحبل. وينقسم الأبناء... هذا مع الأب، وهذا مع الأم. كلٌّ لديه فريقه، والنصر لمن يشد الحبل ناحيته ويفوز. ألا يعكر كل هذا صفو الأسرة، ويعصف بأمنها واستقرارها؟! وللعناد أسبابه. منها ما يعود إلى الطباع الشخصيَة كالرغبة فى التسلط، وتقلب المزاج، واختلاف الإطار التربوى فى العادات والتفكير.. فكلاهما جديد على تجربة الزواج، وكلاهما بعادات وتفكير وطباع وتصرفات مختلفة يحتاج الكثير من الوقت للتوافق والتكيف. وأحيانا تجاهل حاجات الآخر، منها ما يعود إلى ضغوط الحياة، والتدخل السلبى لأقارب كل منهما ضد الآخر. التنازل هو الحل. والتنازل هنا لا يعنى ضعفا بالشخصية، بل هو دليل على رغبة الشخص فى تجنب الأزمة، والحفاظ على تماسك الأسرة. بينما العناد والتصميم على الرأى لا يثمران أى شىء سوى اشتعال الحرائق. التنازل لا يعنى التنازل عن الحقوق والواجبات، لكن التنازل الذى يحقق حلا معقولا لكلا الطرفين لتستمر الحياة بعدل وتوافق، التنازل الذى يتم عن وعى للوصول إلى أسس وشروط ترضى الطرفين، فلا يشعر أحدهما بالعنف أو الظلم. التنازل فن لا يجيده إلا الأذكياء، فهو الطريق الوحيد لكسب عقل وقلب الطرف الآخر. التنازل يعنى أن نتعامل بأسلوب المد والجزر، أى وضع خطوط فاصلة للحياة معا منذ بدايتها. كأن يتحدث الطرفان بطلاقة ووضوح عن السلبيات والإيجابيات التى يرى فيها الآخر ما يحبه وما يكرهه بشخصيته؛ لتجنب الصراع والمشاحنات التى غالبا ما تنتهى بالطلاق، خصوصا عندما تجد هذه المشاحنات من يغذيها ويشعل النيران حولها، ويصب الزيت على النار كما يقال، ممثلا بالأهل والأقارب والصديقات. وغالبا ما تنعدم لديهم الرؤية والحكمة، بل أحيانا تحركهم نوازع سلبية بهدف الخراب والشماتة، وما أكثر هذه النماذج فى الحياة! فهل أمن بيتك واستقراره وأطفالك رهينة بآراء هؤلاء الذين ستجدهم أول الشامتين بما يحدث لك من خراب؟! التنازل لا يعنى ضعفا، بل قوة وعقلا وحكمة، أمنت به بيتك، وحافظت على زوجك وأطفالك من شبح الطلاق. تنازلوا تنجحوا ولو بعد حين. نقلا عن مجلة "سيدتى"