بوابة خشبية صغيرة تفصلهن عن العالم الخارجى، بعد أن وضعن أنفسهن داخل قيود حديدية قادتهن إلى سجن النساء بالقناطر الخيرية، الأخير يجمع بين سيدات من صفوة المجتمع وأخريات من قاعه، لكن كلهن ذوات صفة واحدة "سوابق". نشأ سجن القناطر في بداية القرن العشرين وهو أول سجن للنساء في مصر، الحياة داخله تحكمها قوانين وضعتها السجينات عبر السنين، فالقوة للأقدم والأكثر إجراما، والسجائر هي العملة المتداولة داخل "الزنزانة"، فمالكة السجائر تستطيع قضاء جميع احتياجاتها داخل السجن من خدمة وغسيل قد تصل أحيانا إلى غسيل الأقدام عن طريق سجينة أخرى تحتاج إلى السجائر ولا تمتلكها، لأنها لا تباع داخل السجن، لذا كان تأثير العملات المالية محدودًا للغاية بين السجينات، حيث تعتبر السجائر هي السلوى الوحيدة لهن، فمعظم السجينات تطلبن من ذويهن السجائر مع الأكل والمشروبات والتي تسمى "الزيارة". الأبيض هو لون الزى الرسمى للسجينات اللاتي لم يستطعن تغييره حتى فيما يتعلق بملابسهن الداخلية، فإن حدث وحادت إحدى السجينات عن اللون الرسمى يتم إحراق ملابسها المضبوطة بغير اللون الأبيض. ولأن السجن يضم جميع فئات المجتمع من النساء فهناك مصففات الشعر ومقلمات الحواجب يمارسن مهنتهن داخل عالم السجينات المحرومات من متاع الحياة، اللاتى يعوضن ذلك بمساحيق التجميل وصبغات الشعر وتقليم الحواجب. كما يسمح للسجينات بمشاهدة التليفزيون داخل مكتبة السجن، ويتم عرض القنوات المحلية فقط، وتوجد أيضا بالمكتبة مجموعة من الكتب للترفيه عن السجينات لكن الإقبال عليها ضعيف، نظرا لجهل معظم السجينات بالقراءة والكتابة، لذا تحرص إدارة السجن على تنظيم دورة لتعليم القراءة والكتابة. تعمل السجينات في أشغال الإبرة والكروشيه والمفارش والتطريز وكذلك المشغولات اليدوية، حتى أن إنتاجهن يتم تصديره إلى الخارج ويدر عليهن دخلا يساعدهن على الإنفاق على أنفسهن داخل السجن، كما توجد بالسجن حضانات للأطفال ناقصى النمو، كى تضمن السجينة الرعاية لطفلها حتى يكتمل نموه ويعود لأحضانها. مشاهير "سجن النساء" تعد ريا وسكينة أقدم وأشهر سجينات في تاريخ مصر الحديث حيث ارتكبن أشهر جريمة قتل عبر تاريخ الإجرام النسائى، وكانتا أول من تم تنفيذ حكم الإعدام فيهما من النساء في مصر. أما الجاسوسة المصرية الإسرائيلية "مارسيل فيكتور نينو" دخلت السجن لاتهامهما بتفجير دور السينما بالقاهرة والإسكندرية لصالح إسرائيل، وحاولت "نينو" الانتحار داخل السجن مرتين، ولكن المحاولتان باءتا بالفشل، واستطاعت النجاة من براثن السجن بعد صفقة لتبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل في عهد عبدالناصر. أما هبة سليم الجاسوسة المصرية التي عشقت إسرائيل وتجسست لصالحها عن حب لها وكراهية للعرب، قضت فترة بالسجن قبل وبعد الحكم عليها بالإعدام، وحاولت إسرائيل تخليصها من حبل المشنقة إلا أن الزعيم الراحل محمد أنور السادات أمر بإعدامها على الفور. الجاسوسة انشراح موسى البطلة الحقيقية لمسلسل السقوط في بئر سبع، التي تعلمت الجاسوسية من زوجها وربت أطفالها على خيانة وطنهم، حكم عليها بالإعدام لكنها ظلت 3 سنوات داخل السجن دون تنفيذ الحكم عليها، وتم العفو عنها في صفقة لتبادل الأسرى بين مصر وإسرائيل في عهد السادات وغادرت مصر إلى إسرائيل هي وأولادها بعد إعدام زوجها، واعتنقوا جميعا الديانة اليهودية وحصلوا على الجنسية الإسرائيلية.