سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
«إصابة اللاعب القطري».. «الحياة اللندنية»: الدوحة تقدم نفسها بديلا ل«اتفاق الطائف» بلبنان.. إيران خططت للانقلاب على المثلث «السوري- السعودي- المصري».. سقوط مرسي عرض «آل حمد» لإصابة ليست بسيطة
في افتتاحية صحيفة «الحياة اللندنية»، اليوم الجمعة، قدم الكاتب غسان شربل، حوارين مع صحفيين مختلفين، نذكرهما الآن، لكنهما كانا قبل «الربيع العربي».. «الافتتاحية» تتحدث عن تصاعد النفوذ الإيراني ودور طهران في الإطاحة بالمثلث «السوري -السعودي- المصري»، مقابل تلميع المثلث «السوري - القطري - التركي». «الحياة اللندنية» في افتتاحيتها حذرت من أزمات ستواجهها قطر، بدأت بالفعل منذ الإطاحة بالرئيس السابق محمد مرسي، ثم سحب سفراء السعودية والإمارات والبحرين من الدوحة، نتيجة التناقضات التي تعانيها السياسة الخارجية القطرية، منبهة إلى الدور القطري الجديد على الساحة اللبنانية، فإلى نص الافتتاحية: * جئت من لندن أم من بيروت؟ - من بيروت. * كيف وجدتها؟ - أفضل. تابعت جلسة انتخاب الرئيس ميشال سليمان وحضرت حفل العشاء الذي أقامه الرئيس نبيه بري على شرف الرئيس المنتخب وراعي المناسبة أمير قطر الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني. * كيف كان العشاء؟ - لطيفًا تميز بالكثير من العناقات والقُبل وتوزّع الحاضرون حول أمير قطر. * ماذا تقصد؟ - لا شيء. إنني أروي ما شاهدت. * أنت صحفي ويمكنك بالتأكيد التقاط الرسائل والإشارات ومعانيها. هل تقصدون أنه كان لدى اللبنانيين «اتفاق الطائف» وصار لهم اتفاق موازٍ مكمل أو مقيد اسمه «اتفاق الدوحة»؟ - بين الاتفاقين تغيرت أشياء كثيرة في لبنان والمنطقة. تغيرت موازين القوى في لبنان والمنطقة. برزت قوى جديدة حية وفاعلة ولم يعد تجاهلها ممكنًا. تغيرت أحجام الأدوار الإقليمية. * لاحظت أن أمير قطر كان سعيدًا بالتفاف المشاركين حوله؟ - أنت كصحفي يجب أن يلفتك أن أمير قطر جلس وفي بيروت هذه المرة تمامًا كما جلس الملك فهد بن عبدالعزيز بعد التوصل إلى اتفاق الطائف. هذه ليست مصادفة. ثمة من لعب دورًا في جعلها ممكنة. * هل الغرض من الصورة الجديدة الثأر من القديمة؟ - أنا لم أقل ذلك. أنا قلت إن أشياء كثيرة تتغير في المنطقة. *** * أين كنت قبل مجيئك إلى هنا؟ - في بيروت. * كيف وجدت انتخاب ميشال سليمان؟ - هناك من استوقفه الدور القطري واعتبره رسالة من الرئيس بشار الأسد. * هل تعتقد أن الأسد مرتاح؟ - أنا دوري أن أسأل. لكن الانطباع هو أن تحالفه مع إيران قوي وعميق. وعلاقته مع تركياوقطر قوية. أنا أعتقد أن المثلث السوري - التركي - القطري غير طبيعي وليس لمصلحة سورية في النهاية. هل يغيب عن بال الأسد أن لدى رجب طيب أردوغان أجندة إسلامية لن تتأخر في الظهور حين يتراجع نفوذ الجيش التركي؟ وهل يغيب عن باله أن قطر يمكن أن تكون مشاكسًا كبيرًا في المنطقة بسبب ثروتها المالية وقوّتها الإعلامية لكنها لا تستطيع أن تكون لاعبًا كبيرًا؟ * هل يمكن أن أفهم أكثر؟ - ربما كان هناك في دمشق من يخطط لانقلاب على المثلث السوري - السعودي - المصري الذي أدرك حافظ الأسد أهميته رغم ما اعترى علاقاته بالقاهرة والرياض من غيوم. إحلال تركيا مكان مصر، وقطر مكان السعودية هو أقرب إلى المجازفة التي تصب في النهاية في مصلحة إيران لا في مصلحة سوريا. تركيا دولة كبيرة في المنطقة، لكنها ليست بديلًا من مصر. وقطر، على رغم براعتها في جمع التناقضات على أراضيها وفي سياستها الخارجية، فإنها ليست بديلًا من السعودية. مشاكسة السعودية لا تبني سياسة مستقرة. لا قدرة لقطر على إدارة هذا الدور لأنه سيصطدم بالثوابت التاريخية في المنطقة. * أجد صعوبة في فهم السياسة القطرية وأسمع كثيرًا ممن ألتقيهم سؤالًا مفاده ماذا تريد قطر؟ - صحيح. ماذا تريد قطر من دعم الإسلاميين وبث رسائل «القاعدة» عبر «الجزيرة» ومن دعم الحوثيين في اليمن وهو ما يشكو منه الرئيس على عبدالله صالح؟ لا قطر تستطيع احتمال دور بهذا الحجم، ولا السعودية تقبل به، ولا مصر تقبل، ولا مجلس التعاون الخليجي يستطيع العيش إلى الأبد مخفيًا تحت سجادة اجتماعاته تناقض السياسات. *** تذكرت هذين الحوارين في عاصمتين عربيتين. كان ذلك قبل «الربيع العربي». بعد عواصف الربيع سمعت من سياسيين ليبيين بينهم محمود جبريل انتقادات تتهم قطر بالإصرار على تنصيب عبد الحكيم بلحاج قائدًا للثورة الليبية. وسمعت في القاهرة انتقادات أكثر حدة لدعم قطر «حكم الإخوان». مع سقوط مرسي بدا وكأن اللاعب القطري أُصيب إصابة ليست بسيطة. إصابة تلزمه إجراء مراجعة أو تحمل عواقب التشبث بسياسة المشاكسة. قرار السعودية والإمارات والبحرين سحب سفرائها من الدوحة يؤكد إصابة اللاعب القطري على الملعب الخليجي أيضًا. كان على اللاعب المشاكس استخلاص العبر من البطاقة الصفراء كي لا يواجهه الحكم باللون الأحمر وقرار إخراجه من الملعب.